” نحن لسنا بحاجة لوزير لشئون المرأة فأنا وزير المرأة” بهذه الكلمات التي قد تبدو للبعض بسيطة إلا أنه سطرت عصر جيد للمرأة المصرية وفتح مجال أوسع لتمكين المرأة لتعبر عن مكانة المرأة في فكر الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، وهي الفرصة التي أتيحت للمرأة بعد ثورة 30 يونيو 2013، ليتعاظم معها دورها السياسي والاقتصادي في إطار رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتمكين المرأة المصرية الذي طرحه من خلال الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030م وهو ما فتح الباب واسعًا لتعزيز دورها في المجتمع.
والمدقق في دراسات المرأة ودورها المجتمعي سوف يلاحظ أن المرأة المصرية تعيش الان عصرها الذهبي من خلال الدعم اللا محدود من قبل القيادة السياسية ولعل هذا الامر تكشفة لغة الأرقام والبيانات؛ حيث زادت مشاركة المرأة البرلمان المصري بمجلسيه فعن مجلس النواب تزايد تمثيل المرأة ليصل ل 27% من مقاعده لأخر فترة تشريعية، والتي تمثل أعلى نسبة مشاركة للمرأة في النواب المصري منذ تأسيسه علاوة عن زيادة نسبة تمثيلها في مجلس الشيوخ بناء على قرارات الرئيس السيسي
حيث تضاعف عدد المقاعد المعينة من قبل الرئيس من 10 ل20 من بين 100 شخصية لتصل نسبة تمثيل المرأة في الشيوخ ل 14% كما تولت فيبي فوزي جرجس كأول امرأة قبطية وكيلًا لمجلس الشيوخ وهو ما يشكل نقله نوعية في فاعلية دور المرأة في الحياة السياسية في ظل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمها.
وعلى صعيد آخر يتضح حجم الدعم المقدم للمرأة من خلال عملها في الهيئات والمناصب القيادية بالدولة ففي عام 2019، شهدت منصة الجنايات لأول مرة أعتلاء قاضية وهي المستشارة فاطمة قنديل بالإضافة لاعتلاء القاضية رضوى حلمي منصة المحكمة الإدارية لأول مرة في تاريخ مجلس الدولة لعام 2022، وفي أكتوبر 2021 تم تعيين 98 قاضية بمجلس الدولة،
وجدير بنا أن نشير إلى أن تلك المؤشرات لم تكن في مجال محدد بيعنه بل شهدت أيضا الوظائف العامة والمناصب العليا في الدولة حضورًا لافت للمرأة، وفي مظهر آخر تجلي دعم القيادة السياسة للمرأة في التشكيل الوزاري لعام 2024؛ إذ برز 19 سيدة في الوزارات منهم 4 وزيرات مثل السيدة مايا مرسي وزيرة للتضامن الاجتماعي والدكتورة رانيا المشاط كوزيرة للتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة للبيئة والسيدة منال عوض ميخائيل وزيرة للتنمية المحلية، علاوة على 5 نائبات وزير و9 نائبات محافظات وسيدة كمحافظ.
ربما ما ذكر من مؤشرات عن المرأة المصرية في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ 2014، ما هو إلا تعبير صادق على فكر ورؤيتها الداعمة للمرأة المصرية في كافة نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية، ويمكننا القول بأن هذه المشاركة الفعالة تدلل على تتويج كلًا من مجهودات المرأة المصرية عبر التاريخ الذي لعبت فيه دورًا محوريًا في دعم قضايا الوطن فهي الأم والاخت والزوجة والأبنة والخالة والعمة والجدة،
ربما ما حصلت عليه المرأة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تحصل عليه من قبل إلا أن هذه الإنجازات جاءت تعبير صادق عن رؤية وفكر الرئيس في دعم المرأة المصرية ولعل ما يؤكد جوهر نظرة الرئيس للمرأة تأكيدة أكثر من مرة بأن ” المرأة المصرية تستحق ما هو أفضل وتستحق من الدولة والمجتمع أن يبذل قصارى جهده لتوفير الظروف الملائمة لحفظ حقوقها وتعزيزها وتفعيل دورها في المجتمع في جميع المجالات”، لتتحول بذلك المرأة من فاعل هامشي في الدولة المصرية لفاعل مؤثر في الحياة السياسية عقب ثورة 30 يونيو لعام 2013.
كاتب المقال
رباب حافظ
مقرر برنامج المرأة بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية
