أخباربأقلامهم

الكاتبة الصحفية الدكتورة ريهام البربرى تكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : بداية وليست نهاية 20 عام صحافة !!

في يوم 18 مايو، 2025 | بتوقيت 11:42 مساءً
عند كتابتي لتلك السطور أكون قد أتممت من عمرى المهني 20 سنة، تلك المهنة التي حلمت بها منذ عمر الزهور ،.
فقد كنت أطلق عنان أفكاري ووجداني يتشكلان كما يحلو لهما نحو سمو ورقي تلك المهنة ، ودورها فى الاِرتقْاء والتغيير ليعيش الكوكب في سلامِ ووئامِ !!
وحين بلغت ال 17 عاماً وجدت معلمي أستاذ اللغة العربية يعرب لوالدي عن رغبته في اصطحابي لمقابلة صديقة الكاتب الروائي “عبدالوهاب مطاوع” في مؤسسة الأهرام من أجل ثقل موهبتي التي استشعرها بالكتابة، لكن رغبته قوبلت بالرفض لقناعة والدي العسكري الطابع والفكر أنها مهنة شاقة جالبة للمتاعب.
لكن ذلك لم يمنع أستاذي من تحفيزي على الكتابة يومياً، دون قيد أو شرط في أي قضية مجتمعية نختارها سوياً.. أتذكر أدبه الجم ووقاره التربوي والتعليمي وهو يمنحني وقته بسخاء شديد يقرأ لي ثم يستمع لوجهة نظري فيما كتبته، وكأنه يسشعر أن لازال هناك المزيد عجز عنه القلم أو استحي تعبيراً عنه، أو ربما كان يرغب في إشعال جذوة الحماس بداخلي مهما مرت السنيين.
كان رحب الصدر واسع الأفق حكيماً هادئاً لا يضيره اختلاف وجهات النظر، الحوار معه مفتوحاً بالورقة والقلم وفق قدرتي على الطرح ووفق قدرته على احتواء ما يدور في ذهني من تساؤلات وحلول مقترحة تجاه أغلب القضايا المعاصرة آنذاك ، كان يشاركني نفس الحلم ، وأن الحياة ممكن أن تكون رائعة ومثالية إن أردنا لها ذلك !!
ظل حلمي المهني حبيساً بداخلي عدة سنوات لم أتوقف فيها يوماً عن الكتابة ، حتى جاءت البداية في مثل هذا اليوم من 20 سنة، قام فيها ربي بإغلاق باباً كان مفتوحاً ليّ على مصراعيه لكني غريبة ضائعة فيه، ليفتح بلطفه وكرمه الواسع باب حلم الطفولة بمجرد قراءتي لإعلان عابر مطلوباً فيه محررين ومحررات لجريدة ناشئة.
وبحماسي المعتاد أجريت اتصالاً هاتفياً مع صاحب الجريدة ، وذهبت للقائه في نفس ذات اليوم بنقابة الصحفيين مصطحبة وريقاتي المعنونة بالخط الأحمر ، وتركتها لسعادة الأستاذ الكاتب الصحفي الكبير “إيهاب طلعت” رئيس مجلس إدارة و تحرير الجريدة للاطلاع عليها وانصرفت مستبشرة خير اللقاء.
وبعد سويعات تلقيت اتصالاً هاتفياً منه ، يسألني: هل أنتى من كتب كل تلك المقالات؟ .. فأجبته: بالطبع يا أفندم ، فسألني ونبره صوته تحمل فرحة عارمة في طريقها ليّ: كم تحتاجين من الوقت لكتابة المقال؟.. أجبته: يومياً بإذن الله تعالي .. فقال ليّ وأنا أحاول أن أسيطر على نبضات قلبي المترقبة بسرعة الصاروخ: أنتي معنا يا أستاذة بمقال أسبوعي ثابت.. هكذا بدأت أولى أفراح عمري.
ورغم أنى لم أعمل بالجريدة إلا شهوراً قليلة إلا أنني استفدت منها استفادة جمة، فقد تجرأت وتعلمت إخراج ما بداخلي للنور، وكُنت قد وجدت منه كل العون الكريم ،
فقد كان الأستاذ رئيس التحرير غاية في الذكاء حين منحني أجنحة الحرية والثقة لأطير بطبيعتي الذهنية والنفسية بين كواليس الجريدة أتعلم بحب من الجميع بالمراقبة والمشاهدة.
وذات يوم كنا عائدين فيه سيراً على الأقدام من إحدى المقابلات الصحفية، ووجدته ماشياً مغمضاً العينين!.. فعلقت عليه: لماذا يا أستاذنا لا تأخذ قسطاً من الراحة بالبيت؟ .. فجاوبني في التو واللحظة بنبرة ثقة: مسيرك يا أستاذة هتكونى صاحبة جريدة وهتجاوبي على نفسك!!
ابتسمت وقلت في نفسي: جوابه ضرباً من ضروب الخيال!!!… ولكن بعد مرور شهور قليلة تحققت نبوءته، وأصبحت صاحبة جريدة ، وخرجت “أبو الهول” للنور.
وبعد مرور 20 سنة؛ قرأت بالصدفة البحتة، السيرة الذاتية المشرفة لسعادة الأستاذ رئيس التحرير آنذاك “إيهاب طلعت” التي بدأت بمدير تحرير جريدة أخبار اليوم وامتدت حتى يومنا هذا بنجاح وتقدير وتميز فى كبرى وسائل الصحافة والاعلام ، وعرفت منها أن الاسم الحقيقي له هو “العارف بالله طلعت”!!
ختاماً: عزيزي القارئ ، وددت أن أنقل لك تجربتي العملية خلال 20 سنة عمل في مهنة الصحافة، لأبلغك صدقاً أنه ليس بالضرورة أن تصادفك نبؤه “العارف بالله”، ولكن كُن أنت عارفاً بالله، محسناً الظن به، مهما بلغت دروب المستحيل أمامك، وتيقن أن الله عز وجل لن يخذل أهدافك النبيلة وصدق سعيك، فبعظيم قدرته سيجعل كل مستحيلك “كُن فيكون”.