أخباربأقلامهممنوعات

“سعيد جمال الدين ” يكتب : فلنحفظ للنقابة قدسيتها.. دعوة إلى وقف التراشق الانتخابى !!

في يوم 18 أبريل، 2025 | بتوقيت 6:56 مساءً

تستعد نقابة الصحفيين المصرية لخوض استحقاق ديمقراطي جديد، يوم الثاني من مايو المقبل، لاختيار نقيب جديد وستة من أعضاء مجلس النقابة، في لحظة كان يُفترض أن تكون فرصة لتجديد دماء العمل النقابي، واستعادة الثقة في بيت الصحفيين، وإبراز وجه النقابة الحضاري أمام الرأي العام.

لكن، ويا للأسف، فإن ما شهدته الأيام القليلة الماضية من مشاهد مؤسفة على صفحات التواصل الاجتماعي، قد ألقى بظلاله القاتمة على المشهد الانتخابي برمّته. فقد تحولت الحملات الانتخابية، لا سيما بين أنصار المرشحين البارزين لمنصب النقيب — الزميلين العزيزين خالد البلشي وعبد المحسن سلامة — إلى ساحة تراشق وتبادل للاتهامات، وصلت في بعض الأحيان إلى حد المساس بالأعراض والتشكيك في الذمم، وهو أمر لم نعهده من قبل في نقابتنا العريقة.

لقد تابعت عن كثب هذه التطورات، بحكم عضويتي في اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، ملتزماً الحياد الكامل، كما تقتضي المسؤولية، دون أن أسمح لنفسي بتزكية طرف على آخر، إيماناً مني بأن الناخبين من الزملاء والزميلات هم وحدهم من يملكون حق الاختيار الحر لمن يرونه الأجدر بتمثيلهم.

لكنني، كصحفي قبل أي شيء، وكعضو في النقابة لأكثر من ثلاثين عاماً، يؤلمني أن أرى نقابتنا — التي تولى قيادتها عمالقة الصحافة مثل محمود أبوالفتوح  ، ومحمد عبدالقادر حمزة ، وفكري أباظة ،وحسين فهمي ،  وحافظ محمود ،وأحمد بهاء الدين ، وعلي حمدي الجمال ، وعبدالمنعم الصاوي ،ويوسف السباعي و إبراهيم نافع، ومكرم محمد أحمد، وكامل زهيري، وصلاح جلال، ، وحلال عارف وغيرهم من الكبار — تتحول إلى مشهد عبثي عنوانه الفجور في الخصومة، والتشهير، وطمس الفروق بين التنافس الديمقراطي والخصومة الشخصيةـ

إن التنافس الشريف لا يعني التشكيك في الآخرين، ولا الانتقاص من إنجازاتهم، ولا استدعاء أدوات الإسفاف من لغة التواصل الاجتماعي لتكون سيفاً مسلطاً على الرقاب.

فالنقابة التي نريدها هي نقابة كل الصحفيين، بمن فيهم من نختلف معهم، لا نقابة فريق ضد فريق.

من هنا، أدعو كل الزميلات والزملاء إلى أن يعلوا فوق الخلافات، وأن يُعيدوا للمعركة الانتخابية معناها الحقيقي كحوار حول الرؤى والبرامج والأفكار، لا ساحة لتصفية الحسابات. وأدعو المرشحين أنفسهم إلى أن يتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية والمهنية، وأن يكونوا أول من يضبط إيقاع حملاتهم، ويمنع أنصارهم من الانجرار إلى مهاترات تسيء إلى الجميع، ولا تخدم إلا أعداء المهنة.

لنجعل من هذه الانتخابات مناسبة لتعزيز صورة النقابة في عيون المجتمع، لا سبباً آخر لتشويهها. ولنعمل جميعاً، مهما اختلفت اختياراتنا، من أجل نقابة قوية، موحدة، تحمي الصحفي وتصون كرامته، وتبقى على الدوام ضميراً لهذه الأمة.

فهل من مجيب؟!! 

إن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب وعلى الله العلى القدير قصد السبيل

سعيد جمال الدين سرحان

عضوالجمعية العمومية لنقابة الصحفيين 

رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير بوابة المحروسة نيوز

عضو اللجنة العليا المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين