أخباربأقلامهم

الكاتب الصحفى” محمد حسن الألفى” يكتب : ويبقى العشم في الريس!!

في يوم 28 فبراير، 2025 | بتوقيت 2:46 مساءً

على مدي شهر ونصف الشهر تقريبا تبارت الحكومة والمنصات في بث أخبار سارة للمواطنين ، وصفها رئيس الحكومة بنفسه الدكتور مصطفى مدبولي بغير المسبوقة ، بل بالطفرة ، ومن يوم أن بثها والمواقع الاخبارية والبرامج التلفزيونية تبث وتعيد البث ، وتمضغ وتعيد المضغ ، وكل دقيقة عنوان اليكتروني يبدأ بكلمة حزمة اجتماعية ، أو اخبار سارة ، فيسارع المواطنون ، وبخاصة من خيل الحكومة. واسمهم الرسمي أصحاب المعاشات ، لمراجعة الجديد فلا يجدون سوى نفس الكلام مع اعادة تدويره مرات وراء مرات ، ثم انقطعت أخبار الطفرة المنتظرة ، حتى يومين او ثلاثة قبيل رمضان المعظم ، حين استعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الحكومة ووزير المالية حزمة الحماية الاجتماعية التى بالفعل وفرت حماية لمواطنين كثيرين ، من معاشات تكافل ، أمًا اصحاب المعاشات فعليهم الانتظار أربعة اشهر اخرى حتى اول يوليو ليحصلوا علي العلاوة الدورية .. وبذلة يكونون قد انتظروا خمسة عشر شهرا منذ حصولهم علي علاوة العام الماضي .. أما علاوة غلاء المعيشة فرغم الشرح الذي قدمه المتحدث باسم الحكومة مقدرا وموفرا الإ أن الغموض اكتنف كلماته فيما يتعلق بالعلاوة ، وهل تصبح الدورية مع علاوة الغلاء أم الدورية فقط !

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

الحقيقة يا حكومة الدكتور مدبولي أن اصحاب المعاشات لابد من ادراجهم في الفئات الأولى بالرعاية والحماية .. تريدون أسبابا قوية ؟. حسنا اليكم الاسباب ، نسردها علي أساس أن كل وزير في الحكومة منفصل عن بقية اصحابا المعاشات في دائرة حياته القريبة ..

إن صاحب المعاش خرج من الخدمة بمعاش يندى له الجبين ، لا يكفي العلاج ولا الطعام ولا النور ولا المياه ولا الغاز ولا الخروج لفسحة لاخر الشارع علي مقهى بلدي . صاحب المعاش لم تنته مسئولياته لأنه في الحقيقة لايزال يعول شبابا من اولاده ، لم يتزوجوا ، ولم يعملوا لأن الزواج اليوم تكاليفه ديناصورية ، شوف اسعار الشقق ، المملوكة والمؤجرة .. الأولي بالملايين والثانية بعشرة الأف فما فوق

صاحب المعاش يعاني في بيته وأمام اولاده وعليه التزامات اجتماعية ، وهو يكون في نصف هدومه حين يقصر في آدائها ، وصاحب المعاش يفكر ليلا ونهارا في الطريقة التى يكمل بها العشرين يوما الاخيرة من كل شهر ، وهو يخجل أن يظهر محتاجا امام اولاده ، وربما يكون هناك من يتكسب منهم ، لكنه يخجل ان يطلب ، وإن اضطر فإنه بالفعل يتمزق من الداخل ..

لقد خيبت الحكومة ظن الأربعة عشر مليون مواطن تقريبا ومعهم زوجاتهم وعلي الأقل أثنان أوثلاثة من الأولاد لايزالون في أرابيز الرجل الذي أعطى عمره لعمله الحكومي أو المهني في الاعلام شريفا ، واعتبرته الحكومة خارج الحزمة لأربعة اشهر أخرى ثقيلة الوطأة على كرامته وحاجته ..

أصحاب المعاشات يحتاجون تكافل وكرامة ، وهم أولى بالرعاية وأحوج للحماية … ولسان حالهم يقول .. كان عشمنا فيك يا ريس كبيرا وأكيدًا .. ولا يزال .