في يوم 25 أبريل، من كل عام، نحتفل بعيد تحرير سيناء، يوم رفعنا العلم المصري فوق أغلى بقعة من أرض مصر الحبيبة. واليوم ونحن نستعد للاحتفال بهذا العيد، لا يجب أن ننسى الماضي، في يونيو 67، عندما استولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية بالكامل، والضفة الغربية من الأردن، وهضبة الجولان السورية. واليوم، ورغم مُضي أكثر من أربعة عقود، لا زالتا الضفة الغربية وهضبة الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي، أما مصر فقد نجحت في استعادة أرضها بالكامل، غير منقوصة لشبر واحد، وهو ما تم من خلال أربعة معارك، حتى اكتمال عودة سيناء الحبيبة.
كانت المعركة الأولى عسكرية، في 6 من أكتوبر 73، الموافق العاشر من رمضان يوم اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات قراره بالعبور، وفي معركة الكرامة تم اقتحام قناة السويس، أكبر مانع في التاريخ، وتدمير خط بارليف، وإنشاء رأس كوبري، على الضفة الشرقية للقناة، بعمق 15 كيلو. أما المعركة الثانية فكانت سياسية، وقادها، كذلك، الرئيس أنور السادات، في كامب ديفيد، ونجح في توقيع معاهدة سلام، عام 1979، تقضي بعودة أرض سيناء بالكامل لمصر، إلا أنه خلال التنفيذ، أدعى العدو الإسرائيلي أن طابا ليست مصرية. فخاضت مصر، بقيادة الرئيس الراحل حسني مبارك، معركتها الثالثة، باللجوء للتحكيم الدولي، ومرة أخرى، وبفضل من الله، ثم جهود الفريق المصري؛ قانونيون والسياسيون وعسكريون، في معركته القضائية، نجحت مصر، في استعادة أرضها، لآخر شبر، ورفعت العلم فوق أرض طابا،.
أما رابع المعارك، فكانت في نجاح الرئيس السيسي، في العام الماضي، في الاتفاق مع إسرائيل، على عودة القوات المسلحة المصرية للسيطرة على سيناء بالكامل؛ إذ كانت معاهدة كامب ديفيد تنص على تقسيم سيناء الى ثلاثة قطاعات؛ المنطقة (أ) وتتواجد بها قوات عسكرية، والمنطقة (ب) وتتواجد بها قوات الشرطة والأمن المركزي، أما المنطقة (ج) فلا يوجد بها تواجد للقوات المسلحة المصرية. إلا أن الرئيس السيسي نجح في تلك المعركة الرابعة في الوصول إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي، لتواجد القوات المسلحة المصرية في جميع أركان شبه جزيرة سيناء.
والآن، وبعد كل تلك السنوات، منذ يونيو 76، أصبح التواجد المصري العسكري في شبه جزيرة سيناء كاملاً، وتحت سيطرة قواتنا المسلحة. وخلال المعارك الأربع، كان ثبات شعب مصر، وإيمانه، درعاً لقواته المسلحة، أيدها في كل معاركها، وآخرها تحرير سيناء من الإرهاب، والقضاء عليه، لتبقى سيناء وطناً آمناً للشعب المصري العظيم.