آثار ومصرياتالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى” ( 3 )

في يوم 17 يناير، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

الحملة الفارسية على مصر فى عام 251 ق.م: قامت في بلاد اليونان حربا كبرى التى عرفت فى التاريخ باسم (الحرب المقدسة) ودخول اسبرته واثينا فى تحالف ضد الفرس وضد الفوسديين الموالين للفرس،وخاصة ان الفرس يعدون لهذه العدة منذ عام 354 ق.م.ثم النزوح من بلاد اليونان الى مصر واحتلالها.

وكان الجيش الفارسى مركزه للعمليات فى منطقة (رودس) ومنها يدير العمليات الحربية وخططه للنزوح الى مصر وعندما علم الملك نقطانب الثانى بالامر،كان قد اعد العدة للدفاع عن مصر وخاصة انه بجانبه القائد االاسبرتى الشهير العملاق لامياس السابق الذكر وكذلك القائد الاثينى ديوفانتوس.وكانت هذه الهجمة الفارسية الكبرى قد احدثت مصاعب كثيرة فى اثينا واسبرته ولكن ما يهمنا هنا التاريخ المصرى فى هذه الفترة.

وكان من اهم اعمال الملك المصرى انذاك انه قد وطد علاقاته مع بلاد كوش،وهذا ما لم يفعله الملوك السابقين وانه اخذ الكثير منهم فى الجيش المصرى كذلك،وهذا ما ذكره المؤرخ ديودور الصقلى وكان ذلك سببا فى زيادة اعداد الجيش المصرى،بجانب ان هذا الجيش اصلا تحت تخطيط ومهارة اعظم قائدين فى العالم انذاك وهما لامياس و ديوفانتوس.

وكان الانتصار المصرى العظيم على الفرس مفاجاة غير متوقعة فى البلاط الفارسى ومع ذلك قام كهنة مدينة سايس ومجدوا فى القائدين الاسبرتى والاثينى واغدقوا عليهم بالهدايا الجمة والتى يكتب عنها فى التاريخ اليونانى ويدرس حتى الان فى تاريخهم اليونانى،وكذلك بلاد كوش لانه كان فى مخطط الفرس بعد هزيمة مصر الزحف والوصول الى بلاد كوش ايضا.

ولكن من ناحية اخرى وصل الفرس الى بلاد فينقيا والوصول الى دويلات صغيرة انذاك مثل قبرص بجانب رودس بطبيعة الحال،ودخل تاريخ المنطقة منعطفا اخر مما اثر على مصر.فمن ناحية مصر فلقد ارسلت اكثر من اربعة الاف جندى اغريقى من المرتزقة لمساعدة ملك صيدا (فينيقيا)  وكان يدعى تنس وطرد الفرس منها.

ومن المعروف تاريخيا بان واضع هذه الخطة فى بلاط مملكة فارس هو الملك المصرى السابق تاخوس واهمية منطقة فينيقيا،ومنها يمكن عمل طريق اخر للوصول الى مصر.وكان من المخطط الفارسى انذاك بانه فى حالة الوصول الى هذه المناطق ومصر فلسوف يؤول حكمها الى الملك المصرى تاخوس بما فيها بلاد فينيقيا،وكذلك المنطقة السورية وامام هذه المساعدة المصرية والتى قيل ان عدد الجيش المصرى النازح الى فينيقا للدافع عنها كان ما يقارب 90 الف مقاتل مصرى خلاف الجيوش الاخرى الاغريقية،ومن هنا زاد الحقد الدفين فى قلب الفرس ضد مصر.

وهكذا اصبح فى التاريخ الفارسى اكثر اعداء الفرس انذاك بل ذكروا فى البلاط الفارسى وبالاسم وهم بالترتيب الملك المصرى نقطانب الثانى والقائد الاسبرتى لامياس والقائد الاثينى ديوفانتوس والقائد الروديسى منتور ولابد من تدمير كامل لبلادهم مهما كلف الامر الفرس والى اخر جندى فارسى،واصبح هكذا العالم القديم انذاك على شفا حروب ضروس يكتب عنها فى التاريخ.

وهنا حدثت خديعة كبرى من ملك صيدا ولخوفه الشديد من الفرس وظنا منه بان كل هذه القوات الاتية اليه لن تنجد البلاد فعمل اتفاقية سرية مع ملك الفرس وعرض على ملك الفرس بان يسلمه صيدا بدون حروب او ابادة الشعب وفى المقابل يسانده فى الوصول الى مصر بما لديه بمعلومات دقيقة عن نهر النيل والاقاليم التى تحيط به.

وهذا ما حدث بالفعل وهكذا خضعت فينيقا وقبرص ورودس فى يد الفرس واصبحت مصر هى الوحيدة المواجهة للفرس،بل قام الملك الفارسى (اوكوس) واعلن فى بلاد الاغريق المساعدة الكاملة لاحتلال مصر وفى المقابل تنازل الفرس عن مناطق بلاد الاغريق كاملا والخروج الفارسى منها.

ومن المفارقات العجيبة ايضا والتى لا تذكر فى التاريخ المصرى بان هناك بلادا اغريقية وافقت على ذلك مثل طيبة اليونانية وارجوس وغيرهما،وهناك مناطق اعلنت الحياد الكامل مثل اثينا واسبرته،ومن هنا خسرت مصر اهم حليفين لها انذاك وهما اسبرته واثينا وهذا بالضبط ما ذكره المؤرخ الاغريقى انذاك (ديديموس) والذى كتب بالتفصيل عن كل هذه الامور.

وعند وصول الامر الى هذا الحد كان التاريخ قد وصل الى عام 243 ق.م.وظهور الملك المقدونى فيليب والد الاسكندر

الاكبر والذى فى عداء صارخ انذاك ضد اثينا الخائنة وخاصة انه فى ود وصداقة مع طيبة اليونانية وارجوس،وانه كان كارها للفرس تماما،ولم يصدق بان طيبة اليونانية الان تمد الملك الفارسى اوكوس باكثر من الف مقاتل من المشاة،وان ارجوس ارسلت ايضا ثلاثة الاف مقاتل تحت امرة الملك الفارسى واصبح القائد عليهم الفارسى (نيكوستراتوس) ومن الغريب انه تحت امرته قائد شهير من طيبة وهو لاكراتس.ولا ندرى كيف حدث هذا التحول الكبير ولكن من المؤكد الحقيقى فى هذا الامر بان واضع هذه الخطط كان الملك المصرى السابق تاخوس وانه ارسل ايضا ستة الاف مقاتل من اتباعه من المرتزقة فى اسيا الصغرى من الاغريق المرتزقة الموالين له.

والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة تاريخ الملك نقطانب الثانى

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

   

مقالات ذات صلة