آثار ومصرياتالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

في يوم 3 يناير، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

نستهل هذا المقال مع اخر ملوك مصر تاريخيا وهو الملك نقطانب الثانى الذى تربع على عرش مصر ما يقرب من 18 عاما (359- 341 ق.م) ولكن من الغريب وبالرغم من كثرة اثار هذا الملك الا انه لا يعد كافيا لكتابة تاريخ موثق عنه.

ولكن كتابات المؤرخين القدماء هى التى افادتنا بعلومات غزيرة عنه ومازال البحث جاريا عن حقائق الامور فى نهاية التاريخ المصرى،ولعل باطن ارض مصر يمدنا فى يوما ما بالحقائق الكاملة.لانه بعد وفاته دخلت مصر فى حالة غليان كامل واحتلال فارسى مستبد حنى ظهور الاسكندر الاكبر المقدونى ودخوله مصر وتحريرها من الفرس فى عام 332 ق.م، اى بمعنى دخول الاسكندر الأكبر مصر بعد وفاة هذا الملك بعشرة سنوات كاملة.

فمن ناحية المؤرخين القدماء فان مانيتون يقول بانه حكم ارض مصر 18 عاما كاملة،وهذا ما يتفق تماما مع نقش معبد ادفو والذى يخص هذا الملك.اما عن تاريخ هذا الملك فجاءنا من المؤرخ القديم ديودور الصقلى وكذلك بلوتارخ ثم بعد ذلك رواية من هنا وهناك مع مؤرخين حديثون.

لذلك وكما سبق القول فان البحث فى تاريخ هذا الملك يتطلب الدقة الكاملة وخاصة انها فترة نهاية الحضارة المصرية القديمة،وان هذه الفترة وهذا الملك نفسه يعتبر من الملوك المنسيين فى التاريخ،وكذلك حال مصر من بعده.وهو ليس ابن الملك نقطانب الأول.

ففي بعض المصادر التاريخية قيل بان بعد نقطانب الأول تربع على عرش مصر الملك تايوس او تاخوس بالاغريقية.ولكن هناك راى اخر في بحث قدمه العالم الاثرى (بروكش) حسب نصوص التابوت رقم 7 بان تاخوس كان ابن الملك نقطانب الثانى.

ولكن هذا الراى خاطئ تماما،حيث انه في المصادر الاغريقية تقول بان تيوس كان احد أبناء الملك نقطانب الأول،او ابن أخيه،وللأسف الشديد فان الاثار المصرية نادرة جدا،حيث يمكن حسم هذا الامر برمته.

وتقول تلك المصادر الاغريقية بان الملك تاخوس هرب الى بلاط الفرس،وقد احدث فجوة كبيرة فى المملكة المصرية وخاصة انه حدث لم يحدث فى التاريخ المصرى من قبل،خاصة لو كانت الشخصية ملكية مما اوقع البلاد فى ازمة وحيرة كبيرة ولا ننسى كذلك العدو المتربص بمصر من عقود وعقود طويلة وهو الفرس.

وبذلك ظهر على صفحات التاريخ وعرش مصرالملك نقطانب الثانى،والذى كانت نصب عينية عدة حقائق هامة ونذكرها بالتفصيل مثل:-

1- توطيد اركان البلاد وبث الحمية فيهم واظهار العداء الكامل للفرس وخاصة بان هناك فى البلاط ملك مصرى هارب وهو تاخوس او تايوس.

2- الفتن والمشاغبات الكثيرة بسبب السياسة المالية القاسية التى كان قد اتبعها الملك تايوس من قبل مما ادت الى استياء شعبى كامل حتى من الكهنة انفسهم،والذين كانوا ضد مشاريع الملك تايوس نفسه كمعارضة صارمة.

3- ظهور احد فراد الاسرة المنديسية يطالب بملك مصر واعلن الحرب الاهلية على الملك نقطانب الثانى،مما اصاب البلاد انذاك من سؤ بل اكثر سؤا من العهد الفارسى نفسه.

4- التربص الكامل من الفرس لاحتلال مصر ظنا منهم انذاك بان الطريق الى مصر اصبح سهلا وان احتلال مصر بالامر اليسير وان هجمة فارسية واحدة الان يمكنها من احتلال مصر بدون مقاومة على الاطلاق.

5- غلاء الاسعار وضعف الاقتصاد القومى المؤثر على جميع طبقات الشعب حتى الكهنة والجيش المصرى نفسه

وهذه كانت ملامح مصر ابان ظهور حكم الملك نقطانب الثانى،ولذلك اعتبره انا شخصيا من الملوك الهامة فى التاريخ بالرغم من نسيانه،وانه تولى الحكم لانقاذ مصر او بصورة ادق انقاذ ما يمكن انقاذه باية طريقة ومهما كان الامر.وانه

استطاع بسرعة عجيبة من كسب بعضا من بلاد اليونان الى صفه،وعمل وحدة دفاعية معهم ضد اية مخاطر خارجية وهى الفرس بطبيعة الحال.ولذلك كسب فى صفه المع قواد العصر آنذاك .

وكما ذكر ذلك فى التاريخ اليونانى وتميزهم بالشجاعة والذكاء الفائق وهم القائد الاثينى (ديوفانتوس) والقائد الاسبرتى (لامياس) وكان وجودهما فى صف وجانب الملك المصرى قد أصابه بسرور عظيم وخاصة ان كلا من القائدين كانوا من اعداء الامس وعلاقة اثينا باسبرته انذاك وما قبل ذلك.

وفى هذا الامر قد استفاض المؤرخ القديم ديدور الصقلى الكتابة عن هذه القصة وكيف استطاع الملك المصرى نقطانب الثانى انذاك فى كسب كلا من القائدين العظيمين فى صفه،وهذا ما اربك الفرس فى حقيقة الامر.ومن محسان هذا الملك سياسا كذلك انه استطاع من توفيق الاوضاع بين اثينا واسبرته وتحالفهما ضد الفرس وخاصة انه فى بلاد اليونان

انذاك كان هناك ادعاءات صارخة بقيام حرب مقدسة ضد الفوسيدين الد اعداء طيبة اليونانية،وهم المواليين للفرس

كذلك،وكانت حركة فارسية للايقاع بين اثينا واسبرته مرة أخرى،كما فى تاريخ كلاهما فى التاريخ اليوناني.

ومن ناحية اخرى بالرغم من صداقة الملك المصرى نقطانب الثانى انذاك مع ملك اسبرته (اجيسيلاس) والذى كان مواليا لملك مصر السابق تاخوس،الا ان الملك المصرى كان يشاوره وخاصة فى موضوع الثائر المنديسى المطالب بعرش البلاد.

وكانت ثقة الملك المصرى الكبيرة فى القائد الاسبرتى العظيم لامياس وكما كتب المؤرخ ديدور الصقلى عن ذلك،وانه فى هذا الحدث كان هناك عدم ثقة بين الملكين مما اثار حفيظة ملك اسبرته وكيف لملك مصر عدم الوثوق به،وخاصة انه امده بخطط فى حربه المراد القيام بها ضد الثائر المصرى المنديسى.

والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة تاريخ الملك نقطانب الثانى

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة