
في رحاب مصلحة الضرائب المصرية، أحد أهم أعمدة الدولة الاقتصادية، يلمع اسم الأستاذ عاطف حمدي كأحد الرموز المهنية الفريدة التي رسخت معاني الإخلاص والتميز والقيادة الراشدة.
لم يكن مجرد موظف يمارس مهامه الوظيفية، بل كان طرازًا خاصًا من الرجال الذين يضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ويصوغون من العمل اليومي قصة إنجاز وولاء قلّ نظيرها.
رؤية عميقة وفكر مستنير
امتلك الأستاذ عاطف حمدي رؤية ثاقبة في إدارة ملفات الشركات المساهمة، تلك التي تُعد من ركائز الاقتصاد المصري ودعائم تنميته المستدامة.
لم تكن مهمته قاصرة على تفسير القوانين أو تطبيق اللوائح، بل كان يؤمن بأن دوره يتجاوز ذلك ليشمل حماية المال العام، وتحقيق العدالة الضريبية، وصياغة علاقة تكاملية بين الممولين والدولة تقوم على الشفافية والاحترام المتبادل.

بخبرته القانونية العميقة، ومهاراته المحاسبية الدقيقة، استطاع أن يُبحر في أعقد الملفات الضريبية بأمان واقتدار، محافظًا على التوازن بين حقوق الدولة وحقوق الممولين، ومُقدمًا نموذجًا مشرفًا في تطبيق القانون بروح العدالة.

قائد بالفطرة وإنسان بالجوهر
ما ميّز الأستاذ عاطف، إلى جانب كفاءته المهنية، كان إنسانيته الرفيعة.
فقد عُرف بأسلوبه الهادئ، ولغته الراقية، وابتسامته الدائمة التي كانت تسبق أي حوار أو نقاش.
لم يكن يومًا مسؤولًا متعاليًا، بل كان حاضرًا بين الناس، يستمع إليهم باهتمام، ويشرح القضايا المعقدة بلغة يفهمها الجميع، ويُشعر المتعاملين بأنهم شركاء في الوطن، لا مجرد ملفات على مكتب.

مدرسة في الإخلاص والمهنية
في بيئة العمل، كان الأستاذ عاطف حمدي أكثر من مجرد موظف؛ كان مُعلّمًا وقدوة. غرس في زملائه روح الانتماء للمؤسسة، والالتزام بأخلاقيات المهنة، والحرص على التطوير الذاتي المستمر.
وكان حاضرًا دومًا في لحظات التحدي، مُحفزًا، داعمًا، ومُلهمًا.
نهل منه الجميع دروسًا لا تُنسى في فن الإدارة، وصدق المسؤولية، وجمال التعامل الإنساني.
لقد غرس الأستاذ عاطف في نفوس زملائه قيم العمل الجاد، والالتزام بأخلاقيات المهنة، والسعي الدائم نحو التطور والتحسين. كان قدوة حسنة يحتذى بها في التفاني والإخلاص، ونبراسًا يضيء لهم دروب العمل.
لقد تعلموا منه الكثير، ليس فقط في مجال الضرائب، بل في فن التعامل الإنساني، وفي قيمة المسؤولية الوطنية.

سيرة عطرة وإرث خالد
لا يمكن الحديث عن تجربة الأستاذ عاطف حمدي دون الإشارة إلى ما تركه من إرث مهني وإنساني. لقد شكّل برحيله فراغًا لا يُملأ بسهولة، لكن سيرته العطرة تبقى حيّة في وجدان كل من عرفه، وتبقى بصماته حاضرة في سجل كل إنجاز تحقق في إدارة الشركات المساهمة.
ذكرنا أسم عاطف ليس مجرد واجب مهني أو عرف مؤسسي، بل هو احتفاء برمز وطني أعطى بكل ما أوتي من علم وخبرة، وأخلص في خدمة وطنه حتى آخر لحظة.
فله من الجميع، زملاء وممولين وقيادات، كل الاحترام والعرفان.

كلمة وفاء
إلى الأستاذ الفاضل عاطف حمدي… نقول: شكراً لك، فقد كنت مثالاً يُحتذى، وسيرة تُروى، ونورًا أضاء طريق الكثيرين. ستظل في القلب والعقل، وفي ذاكرة مصلحة الضرائب المصرية، عنوانًا للإخلاص والتفاني، ورمزًا مهنيًا يُشار إليه بالبنان.
إن الحديث عن الأستاذ عاطف حمدي يستدعي أجمل العبارات وأصدق الكلمات. إنه قامة شامخة في سماء العمل الضريبي، وشخصية استثنائية تركت إرثًا عظيمًا من الإنجازات والأخلاق الحميدة. ستبقى ذكراه العطرة محفورة في قلوب كل من تعامل معه، وستظل بصماته الواضحة شاهدة على مسيرته المهنية المضيئة في خدمة مصلحة الضرائب المصرية والشركات المساهمة.
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وفرج كربه واظهر براءته ورد شرفه ورده إلي بيته سالماً غانماً بحق لا إله إلا الله اللهم ٱمييين يا رب العالمين