مدريد – المحروسة نيوز
في واحدة من أبرز المنافسات الدبلوماسية لهذا العام، يتنافس ستة مرشحين رسميًا على منصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، في سباق محموم يُنتظر أن يحسمه المجلس التنفيذي للمنظمة خلال اجتماعه المرتقب يومي 29 و30 مايو 2025 بمدينة Real Sitio de San Ildefonso في مقاطعة سيجوفيا الإسبانية. ويُرفع اسم الفائز لاحقًا إلى الجمعية العامة في نوفمبر القادم بالمملكة العربية السعودية للتصديق النهائي.
المرشحون الستة يتوزعون بين قارات مختلفة وخبرات متنوعة، وهم:
1. جلوريا جيفارا (المكسيك): وزيرة السياحة السابقة والرئيسة التنفيذية السابقة للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، وتُعد الأوفر حظًا للفوز، بدعم من اثنين من أبرز أمناء المنظمة السابقين؛ البروفيسور فرانشيسكو فرانجيالي والدكتور طالب الرفاعي.
2. هاري ثيوهاريس (اليونان): وزير السياحة الأسبق، ويتمتع بخبرة في الإصلاحات الاقتصادية والتنمية المستدامة.
3. محمد آدم (غانا): دبلوماسي وسفير غانا لدى إسبانيا، وله إسهامات في التعاون الإفريقي الأوروبي.
4. الحبيب عمار (تونس): وزير السياحة الأسبق، قاد جهود إنعاش القطاع بعد الثورة التونسية.
5. شيخة النويس (الإمارات): المدير التنفيذي لمجموعة روتانا الفندقية، بخبرة عميقة في إدارة الضيافة والسياحة الخليجية.
6. زوراب بولوليكاشفيلي (جورجيا): الأمين العام الحالي، الذي يسعى لولاية ثالثة رغم الجدل القانوني الدائر حوله في إسبانيا، بعد تعديله لقواعد المنظمة التي كانت تتيح فقط ولايتين متتاليتين.
جلوريا جيفارا: عودة إلى نهج “الرفاعي”؟
تُعلن جلوريا جيفارا صراحة أنها تسير على خطى أستاذها الدكتور طالب الرفاعي، الأمين العام الأسبق، وتؤكد في تصريحاتها الإعلامية أنها تسعى إلى “تعظيم قيمة المنظمة للدول الأعضاء عبر الترويج للسياحة كأداة للنمو المستدام وخلق فرص العمل”، مشددة على أهمية استعادة إرث الرفاعي وتوسيع نطاق تأثير المنظمة عالميًا.
زوراب في مواجهة حرجة
الترشح لولاية ثالثة من قبل الأمين العام الحالي زوراب بولوليكاشفيلي أثار جدلاً واسعاً، خاصة مع خضوعه لتحقيقات جنائية في إسبانيا، وقيامه بتعديل نظام المنظمة لضمان ترشحه مجددًا، ما دفع عدداً من الأعضاء إلى التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية.
منظمة ذات إرث عالمي
تأسست منظمة السياحة العالمية في عام 1975 كوكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وتُعد المرجعية الأممية الأهم في شؤون السياحة الدولية، حيث تضم في عضويتها 160 دولة. وتتمثل مهمتها في تعزيز السياحة المسؤولة والمستدامة والشاملة، باعتبارها أداة رئيسية للتنمية الاقتصادية، ودعم المجتمعات، والحفاظ على التراث الثقافي والبيئي.
من خلال تقاريرها وبرامجها، لعبت المنظمة دورًا محوريًا في دعم قطاع السياحة العالمي، خاصة خلال الأزمات الكبرى مثل جائحة كوفيد-19، كما تُعد منصة حوار رئيسية بين الحكومات والقطاع الخاص بشأن سياسات السياحة.
انتظار الحسم
تتجه الأنظار نهاية مايو إلى سيجوفيا، حيث سيتم اختيار الأمين العام الجديد للفترة 2026–2029. وبينما تتباين الخلفيات والخبرات، يبدو أن المعركة ستكون بين “النهج الإصلاحي” الذي تمثله جلوريا جيفارا، و”الاستمرارية المثيرة للجدل” التي يمثلها زوراب بولوليكاشفيلي.
