“الدكتور محمد عبد المنعم صالح “يكتب لـ “المحروسة نيوز” الصيام.. واثره فى رفع المناعة

الصيام هو وسيلة فعالة لتحسين الصحة العامة وقد أظهرت دراسة أمريكية أن الصيام لعدة ساعات يحفز الجهاز المناعي للإنسان فيقوم بالتخلص من الخلايا الميتة أو التالفة الغير مطلوبة للجسم ويساعد علي إنتاج خلايا جديدة مما يعزز مناعة الجسم .

ولقد أثبتت كثير من الأبحاث التي أجريت عن تأثير الصيام الطويل أو المتقطع علي الخلايا المناعية فظهر أن هذه الخلايا تغادر مجري الدم ( الدورة الدموية ) وتذهب إلي النخاع العظمي ( الغني بالمواد الغذائية ) وهو أحد مصادر إنتاج الدم لتبدأ بالتزايد وتعزز قدرتها ونشاطها لحماية جسم الإنسان و بالتالي تقليل فرص العدوي أو الإصابة بالأمراض.

كما أن الصيام يساعد علي إفراز العديد من البروتينات التي تعمل علي تنظيم عمليات الأيض ( التمثيل الغذائي )و تقوية المناعة كما أن الصيام يحفز الجسم علي إنتاج مادة “الاندورفين” و التي تقلل من إنتاج الاجسام المضادة للخلايا وخاصة زيادة قدرة كرات الدم البيضاء علي مواجهة الميكروبات فتعطي الفرصة للجهاز المناعي لمنع العدوي.

وقد أثبتت بعض الدراسات الدور الإيجابي للصيام ضد بعض “أمراض المناعة الذاتية ” مثل السكر ( النوع الأول ) وإلتهاب المفاصل الروماتويدي و داء الأمعاء الإلتهابي فيحسن الصيام من الأعراض عن طريق تجديد الخلايا المناعية التالفة و إستبدالها بخلايا سليمة وينصح بإتباع نظام غذائي متوازن وذلك من خلال تناول أغذية بها فيتامين سي (c) المتواجد في الحمضيات والفراولة و البقدونسحيث أن الجسم لا ينتج هذا الفيتامين ولا يستطيع تخزينه – والأحماض الدهنية ” أوميجا ” (Omega)الموجودة بالأسماك وبذور الكتان والمكسرات .

كما ينصح بالإبتعاد قدر الإمكان عن الأغذية عالية السكر والأملاح والأغذية المصنعة التي تحوي مواد حافظة ومكسبات طعم ولون والمواد الكيميائية الموجودة بالأدوية مثل مسكنات الألم والمضادات الحيوية – لإنها تؤثر سلبا علي الجهاز المناعي.

كما أن الصيام فرصة وبداية جيدة للإمتناع عن التدخين تدريجيا ، حيث أن مادة النيكوتين تؤثر سلبا علي الجهاز المناعي عند دخولها للرئتين وتعوق عمل الأغشية المخاطية في القصبة الهوائية وبالتالي يسهل مرورالميكروبات لداخل الجسم .

يقوم الجسم خلال فترة الصيام (التي تتراوح بين 14 – 16 ساعة )بإستخدام الجلوكوز المخزن بالكبد والعضلات كمصدر للطاقة وعندما يتم إستنفاذ المخزون يقوم الجسم بحرق الدهون للحصول علي الطاقة وتكسيرها إلي كيتونات التي تزود الدماغ والأعضاء الحيوية الأخري بالطاقة اللازمة -هذا التحول الأيضي يسهم في تفعيل عملية الأتوفاجي ( auto- phagocytosis)

وبذلك يسهم الصيام بشكل كبير في تقليل الألتهابات المزمنة بالجسم والمرتبطة بالعديد من الأمراض مثل إضطراب المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وذلك عن طريق خفض مستويات المؤشرات الإلتهابية المسئولة عن تحفيز الإلتهاب مما قد يفيد في حالات أمراض المناعة الذاتية والتي يقوم فيها الجسم بالتخلص من الخلايا التالفة وإعادة تدويرمكوناتها لإنتاج خلايا جديدة هذه العملية تسهم أيضا في تجديد الخلايا المناعية وبالتالي تدعم الصحة المناعية و تحمي الجسم من الشيخوخة عبر التخلص من البروتينات السامة المرتبطة بالأمراض العصبية مثل مرض باركنسون و مرض الزهايمر .

تقبل الله صيامكم ..وحفظكم من كل سوء