أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفر

الدكتور ” أحمد رحب ” عميد كلية الآثار جامعة القاهرة يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن :تنشيط سياحة الجذور ..وأفكار خارج الصندوق !!

في يوم 9 مارس، 2022 | بتوقيت 11:00 صباحًا

في ظل الأحداث المتوالية بداية من أزمة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها علي كل المجالات وخصوصا السياحة وتداعياتها المتوقعة في الفترة القادمة تظل الحاجة ملحة الي التفكير خارج الصندوق في طرق وأساليب جديدة للتعامل مع هذه الازمات المتلاحقة بتفكير مرن يوظف الماضي والخبرات المتراكمة والرصيد المجتمعي في خدمة اهداف تنمية القطاعات المختلفة ومواكبتها لتداعيات الأزمات

ان في مصر ميزة نوعية لا توجد في أي بلد اخري وهي أن مصر لها تماس وعلاقات وقرابات ومصاهرات تقريبا مع كل شعوب العالم فكانت جديرة حقا بلقب أم الدنيا ولكن كيف لنا أن نستفيد من هذه الميزة التي حبانا الله بنا في خدمة اهداف التنمية في القطاعات المختلفة خصوصا في مجال السياحة والآثار

عندما كنت منتدبا كملحقا ثقافيا بسفارة جمهورية مصر العربية باوزبكستان ومديرا للمركز الثقافي المصري بطشقند وكنت اقوم بعمل الملحق السياحي طرأت لي فكرة حاولت أن اوظف فيها دراستي لتاريخ وآثار وحضارة مصر وارتباطها بدول العالم فقمت بجمع حوالي 20 مدير لأكبر الشركات السياحية وعرضت عليهم برنامج جديد فقلت لهم قوموا بعمل اعلان عن برامج سياحية  رحلات شارتر من أوزبكستان ويمكن أن نضيف اليها قرغزستان من العاصمة بشكيك وكازاخستان من استانا أو الماتا وقولوا  في البرنامج أنه يتضمن زيارة اجدادكم في مصر إضافة إلي الشواطيء والمتنزهات واي اضافات اخري وكان ذلك بمناسبة معرفتي بأن احمد بن طولون من أوزبكستان من بخاري ومحمد بن طغج الاخشيدي من أوزبكستان من فرغانة والسلطان المنصور قلاوون وابناؤه السلطان الناصر محمد بن قلاوون والسلطان الناصر حسن والسلطان الاشرف خليل وغيرهم من سلاطين المماليك من أوزبكستان بل إن هناك حيا في مصر يسمي حي الأوزبكية نسبة الي الاوزبك وان هناك نسبا بين الأمير تيمور وسلاطين المماليك ممثلا في الأميرة طولبية ابنة اخ الأمير تيمور البطل القومي لشعوب اسيا والتي تزوجت وماتت ودفنت في مصر في قبة لازالت موجودة بمنطقة الحطابة بالقلعة  وعقدت اجتماعا بمقر المركز الثقافي المصري بطشقند سنة 2009 حضره سعادة السفير محمد الخشاب سفير مصر باوزبكستان آنذاك وعدد كبير من مدراء شركات السياحة ونفذوا الفكرة وانطلقت طائرات الشارتر بالسياحة الروسية والاوزبكية والقرغيزية وغيرها من دول آسيا الوسطي وشعوبها التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي سنة 1991م  ثم توقف الأمر بعد 2011

العلاقات بين مصر وأوزبكستان

وهنا يتبادر الي أذهاننا سؤال هام لماذا لانستغل هذه الميزة النوعية ونقوم بعمل حزم برامج خاصة بكل منطقة وتستغل علاقاتنا التاريخية بكل مناطق العالم ونقول في بداية كل حزمة مخصصة لكل منطقة من بقاع العالم اقتربنا الاعزاء تعالوا الي مصر ام الدنيا زوروا اجدادكم ثم نضيف الي البرنامج مانشاء من إمكانيات مصر العظيمة من آثار متفردة كالاهرامات والمتحف الكبير ومتحف الحضارة  والأقصر واثارنا المسيحية والإسلامية والشواطيء والسياحة السفاري وغيرها

ان الطولونيين والاخشيظين وبعض سلاطين المماليك من أوزبكستان بل إن جيش جلال الدين منكبرتي حاكم خوارزم بعد قتله علي يد المغول سنة 628  هجرية قد أتوا الي مصر والتحقوا بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب ولم يخرجوا من مصر وكان عددهم أربعون ألفا كما أشارت المصادر التاريخية

ان السلطان عز الدين أيبك من تركمان ستان

ان السلطانة شجر الدر من ارمينيا

ان السلطان الظاهر بيبرس من كازاخستان

ان السلطان قايتباي من أذربيجان

وهناك العديد من السلاطين والملوك من مناطق اخري ودول اخري وشعوب اخري تربطنا بها قرابة وصلات نحن في حاجة إلي إحياء هذه الصلات والاستفادة منها لتظل مصر دائما وابدا ام الدنيا وقلب الدنيا الواسع الذي يحتوي كل الشعوب الاخري في عهد رئيسنا المحبوب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي باني مصر المعاصرة المزدهرة المتطورة بنكهة وروح الماضي الخالد

كاتب المقال

الدكتور أحمد رجب محمد علي

عميد كلية الآثار جامعة القاهرة

الملحق الثقافي المصري باوزبكستان وبلاد طريق الحرير سابقا

   

مقالات ذات صلة