آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الباحث الأثارى “أحمد صالح ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز”عن :مستحضرات التجميل فى مصر القديمة

في يوم 9 أبريل، 2021 | بتوقيت 8:18 صباحًا

استخدم المصريون القدماء مستحضرات التجميل بغض النظر عن الجنس والطبقة الاجتماعية , وكان الهدف من المستحضرات هو التجميل والعلاج , واعتقد المصريون ان الميك اب له قوي سحرية واستشفائية.

وقام المصريون بوضع الميك اب بانفسهم , ولكن الاثرياء استخدموا اخصائي تجميل محترف وكان يطلق عليه لقب ” ذلك الذي يلون الوجه ” , ولم يكن التجميل فقط للحياة الدنيا بل وضع علي اجساد الموتي من اجل ان يعطي انطبع جيد امام الالهة .

وكانت مستحضرات التجميل ضمن القرابين التي توضع في المقابر وذكر في نصوص مقبرة سشات حتب بالجيزة انها تضم (البخور – الميك اب الاخضر – طلاء العين الاسود – اجود انواع الزيوت ).

ومنذ عصور ما قبل الاسرات صورت ووجدت اواني مستحضرات التجميل , وعثر في احد مقابر سقارة علي صندوق خشبي به 30 مربع للدهون.

وعثر ايضا علي اواني زيوت , وكانت الاواني تصنع من الجرانيت والبازلت والمرمر والعاج وكانت تغطي بقطعة من الجلد تربط حول عنق الاناء

واحيانا كان ينتقد نوع منتج التجميل غير الجيد وخاصة من الملك نفسه الذي قال لرمسيس نخت كبير كهنة امون وكان قد اعطي له امر يقول فيه ( اجلب جالينا ممتازة للميك اب الخاص بالفرعون , وانت ارسلت 15 دبن من الجالينا , وعندما اعطيت الي الاطباء في مقر اطباء الفرعون في العاصمة لكي يجهزونها وجدوا انها جالينا من النوع الردئ وليس هناك ميك اب للفرعون حاليا)

ومنذ بدء التاريخ المصري القديم استخدمت النساء كل انواع الميك اب مثل الميك اب الابيض , والاسود الذي كان يحضر من الكربون وكبريتيد الرصاص ( جالينا ) واكسيد المنجنيز , والميك اب الاخضر من الملاخيت .

ودهنت النساء بشرتهن بالزيوت والمراهم لحمايتها من الهواء الساخن , ولونوا شفاههن باللون الاحمر والذي حصلوا عليه من شحم او مغرة ومعه احد النباتات المستخدمة في الصباغة.

ووردوا خدودهن باللون الحمر المركب من مغرة حمراء او دهن مع قليل من صمغ الراتنج , وطلوا اظافرهن بالحنة بالاصفر والبرتقالي.

ووضعوا الكحل علي العيون باستخدام عصي صغيرة وكان يوضع علي الجفون العليا والسفلي , ويضاف خط يمتد من ركن العين الي جانب الوجه , وكانت الحواجب تطلي بالاسود.

وكان الاساس الاول في منتجات مستحضرات التجميل هو الزيت والذي كان ينتج من ضغط ثمرة اسماها قدماء المصريون “بهن ” او زيت مكسرات المورينجا او زيت الجوز واللوز , وكانت هذه الزيوت تخلط بمواد عضوية وغير عضوية مطحونة ( كأصباغ ).

وثاني اهم مواد التجميل كان الكحل وكان المصريون يصنعونه بطحن الملاخيت الاخضر وجالينا ( خام الرصاص الرمادي ) وكربونات الرصاص الابيض وكميات مركبات الرصاص وكان الكل يسحق معا ويخلط بالزيت والدهن .

واطلق المصريون اسم “مسدم ” علي طلاء العين الاسود واطلقوا اسم “واج” علي الطلاء الاخضر , واحضرت الملكة حتشبسوت معها من بونت مستحضر تجميل للعين جديد , وحتي تحتمس الثالث جلب معه كميات من حملته في غرب اسيا.

وثالث منتجات التجميل هي العطور , وكان للعطر المصري شهرة في العالم القديم لدرجة ان المؤرخ الروماني بليني اشار بان العطر المصري يحتفظ برائحته برغم مرور ثمانية سنوات!.

وكانت العطور تستخلص من جذور بعض النباتات , وازهار واوراق الحنة , وزيت التربنتينا والقرفة والورود واللوز , , وكان الكل يغمس في زيت واحيانا يتم طبخهم معا , وكان جوهر العطر يستخلص بالضغط , ويضاف اليه الزيت لانتاج العطور السائلة , ويضاف اليه الشمع والدهن لانتاج الكريمات والمراهم.

وفي الدولة الحديثة صور المصريون وهم يحملون اقماعا علي رؤوسهم , وتمثل هذه الاقماع عطور صلبة تسيح مع الجو فتعطي رائحة طيبة.

واستخدم المصريون القدامي ملح النطرون كالصابون واسموه (سوعبو) , وهي مشتقة من كلمة سوعب اي الغسل , وهي عبارة عن عجينة وتعطي رائحة وتقوم بعمل رغوة.

وغسل المصريون فمهم بالنطرون وبمضغ الاعشاب والمضمضة بالحليب ومضغ اللبان , وازالوا رائحة العرق من الجسم بوصفة رقم 150 في بردية هيرست ووصفتين في بردية ايبرس ( رقم 709 و 711 ).

واخفوا علامات الحرق بدهون مصنوعة من صبغة حمراء وكحل وعصير جميز وعسل وكلها كانت تدهن علي الجلد (ايبرس 505 ).

واستخدموا الزيت المستخرج من بذور الحلبة في تجميل البشرة , وعالجوا تجعد الجلد وكرمشته باستخدام مكون شمعي يتكون من صمغ اللبان وزيت المورينجا واعشاب من قبرص وعصير نبات مخمر !.

وضمت البرديات وصفات تجميلية ونظرا لصعوبة تحديد مكوناتها سنذكر ارقام الوصفات فمثلا عالجوا تدليك الجسم في بردية ايبرس ( 714 و 715 ) وادوين سميث ( 21 ) وعلاج التجاعيد في ايبرس ( 716 و 717 ).

وعالجوا شيب الشعر بداء ثيران من عجول سوداء كانت تغلي في الزيت , ووضعوا من اجل نمو الشعر شرائح الخس علي البقعة الصلعاء (ايبرس 467 ).

وفي ازالة الشعر من الجسم استخدموا مرهم يتركب من طحين عظام طائر مغلية ومخلوط معها هباب وعصرة جميز وصمغ وخيار ويسخن الخليط معا ويوضع علي المكان الذي فيه شعر (بردية هيرست 155).

الباحث الأثارى أحمد صالح

الباحث الأثارى

كاتب المقال

الباحث الأثارى

 أحمد صالح

 

  • حاصل على ليسانس الآثار بجامعة القاهرة عام 1988 وكان من أوائل دفعته وحصل علي ماجستير العلوم بقسم المصريات بجامعة مانشستر – المملكة المتحدة عام 2002م في موضوع “التحنيط في مصادر الدولة القديمة“، وحصل علي المركز الأول في دورة عن تطبيق أنظمة المعلومات الجغرافية في الآثار في أوبسالا بالسويد عام 1995

  • حاصل علي شهادة خاصة من المجلس العالمي للمتاحف بسبب دوره في تأسيس متحف التحنيط بالأقصر ونال شهادة خاصة من اليونيفرستي كولج بلندن

تدرجه الوظيفى:_

  • عمل مفتش آثار بمنطقة آثار الجيزة 1990 وكان أحد اعضاء الفريق المصري الذي كشف عن مقابر العمال الذين بنوا الاهراهات

  • باحث وناشر علمي بمكتب رئيس هيئة الآثار 1993

  • حاصل على دورة تدريبية في “أنظمة المعلومات الجغرافية واستخدامها في الآثار” عام 1995 أوبسالا – السويد

  • عمل مديرا للمكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وسكرتير المؤتمر الأول للمجلس العربي للمتاحف

  • عمل أيضًا كأول مدير لمتحف التحنيط بالأقصر 1996 – 1999 ثم من 2000 – 2001م وهو الذي أسس المتحف الوحيد في العالم الذي يدور حول فكرة التحنيط وعملية التحنيط.

  • مدير آثار أبو سمبل 2001-2004

  • مدير آثار ميت رهينة بالجيزة

  • مدير اثار معابد أبوسمبل والنوبة

  • مدير صندوق انقاذ النوبة.

  • مدير عام اثار اسوان .

  • مدير النشر العلمى بآثار أسوان

الدكتور أحمد صالح يكتب لـ ” المحروسة نيوز” : محاكمة المسئولين عن مهزلة تمثال ” رمسيس الثانى ” بمعبد الأقصر واجبة وفقاً لقانون الآثار!!

   

مقالات ذات صلة