المنطقة الحرة

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (4 – 6)

في يوم 12 فبراير، 2021 | بتوقيت 1:00 مساءً

..واذا كانت الدعاية الصهيونية ، فى تعاملها مع هذا الموضوع تركز على عنف ولا انسانية الممارسات النازية خلال فترة الاحداث، فى وقت لم يكن لليهود القدرة على مواجهتها . فان نظرة متأنية الى واقع الاحداث ولو من خلال واقعة معينة يرى فيها اليهود اللمسات النهائية للتشريعات الالمانية المعادية لليهود قبل نشوب الحرب العالمية الثانية.

وهى “قوانين نورنبرج” التى صدرت فى 15/9/39، وقد تضمنت قرائن تدل على أن النازيين كانت لديهم على الأقل الموافقة الضمنية من الرؤساء الاكثر حكمة بين اليهود انفسهم . ولعل أبرز ما يؤكد ذلك أن المجلة اليهودية “روند شاو” التى كانت  تصدر فى ألمانيا، قد نشرت النص الكامل للقوانين ، مع تعليق من “الفريد برندت” رئيس التحرير المسئول فى مكتب أخبار ألمانيا يذكر فيه أنه قبل أسبوعين فقط من صدور تلك القوانين ، قرر كل المتحدثين فى المؤتمرالصهيونى العالمى فى “لوسيرن” أن يهود العالم لابد أن ينظر اليهم بشكل صحيح باعتبارهم شعبا منفصلا فى حد ذاته وبغض النظر عن مكان معيشتهم . واستطرد قائلا : ” حسبنا اذن أن  كل ما فعله هتلر هو تلبية لمطالب المؤتمر الصهيونى الدولى بأن جعل اليهود الذين يعيشون فى ألمانيا أقلية قومية.

وبالأضافة الى استمرار الصهيونية العالمية فى حملاتها الدعائية القائمة على التهويل فى وصف الممارسات النازية التى تعرض لها اليهود فى أوربا، يمكن القول أنها قد نجحت كذلك فى اقناع العالم بحقيقة الرقم 6 مليون. مشيرة الى عدد ضحايا اليهود خلال تلك الحرب. وان كنا نؤكد مرة ثانية وثالثة أن كبر الرقم او صغره لا يقلل بحال من الاحوال من بشاعة الجريمة النازية، الا ان ملاحظة صعوبة العثور على مصدرين يذكران رقما واحدا.، ملحوظة جديرة بالاهتمام . فعلى حين تجمع دوائر المعارف اليهودية على أن عمليات ابادة اليهود على يد النازى قد تسبب فى موت 5.820.960  يهوديا . نجد ان فى ظل التجمعات السكنية الفقيرة والمزدحمة التى كان يفرض عليهم السكن فيها والتى كانت تتميز فى هذه الظروف بنقص حاد فى الخدمات الطبية والمواد الغذائية ، الامر الذى نتج عنه بالطبع هلاك اعداد كبيرة من هؤلاء اليهود.

لقد جلد المجتمع الصهيونى نفسه من حين لآخربسياط الكارثة بكثرة حديثه المسهب عن أهوالها والفظائع التى تعرض لها يهود الشتات، والاعداد الكبيرة التى راحت ضحية الاعتداء النازى . وقد لاحظ القائمون على الدعاية الصهيونية مؤخرا أن توجيهاتهم بابراز أحداث الكارثة، قد أتت بنتيجة عكسية على غير ما كان يرجى منها،  حيث ظهر اتجاه – خاصة بين جيل الشباب اليهودى – برفض تلك النتائج بدلا من التعاطف معها. وازاء خشية أن تؤدى أوصاف الكارثة التى تزيد فى مشاعر الخزى والعار حول موقف الطوائف اليهودية الاستسلامى، صدرت مؤخرا تعليمات بابراز القوة الضخمة للرايخ الثالث وكيف انه قد نجح خلال بضعة أشهر فى احتلال معظم الدول الاوربية.

2: استفادة الصهيونية من الكارثة:

ينظرالكثير من الصهاينة الى هتلر على أنه عصا التاريخ لسوق اليهود العنيدين مرة اخرى الى فلسطين، وفى هذا المعنى يقول “اميل لودفيج” كاتب السير الشعبية اليهودى الشهير معبرا عن الموقف العام للحركة الصهيونية :”سيطوى النسيان هتلر فى سنوات قليلة ، لكن سيكون له تمثال جميل فى فلسطين”ويضيف متقمصا دور اليهودى البدائى القديم : “ان وصول النازى كان أمرا مرحبا به، لقد كان الكثيرون من يهودنا الالمان يتذبذبون بين شاطئين، آلاف  من الذين بدا أن الصهيونية قد فقدتهم تماما اعيدوا الى مكانهم بواسطة هتلر ، لذلك فاننى شخصيا ممتن له جدا”. لقد كانت أحداث الكارثة أحد العوامل القوية التى ساعدت فى غرس بذور الصهيونية الايدويولوجية فى نفوس اليهود المترددين فى الهجرة الفلسطين، ومن ناحية اخرى كانت عاملا حاسما فى اقناع الدول الغربية بضرورة توطين اليهود فى فلسطين.  واذا كان  البعض يرى أن الحدثين الرئيسيين فى تاريخ اسرائيل هما الكارثة ثم اقامة الكيان اليهودى فى فلسطين، فانه لا يمكن فى الواقع فصل هذين الحدثين احدهما عن الاخر. وقد كان اعلان قيام الدولة اهم مكاسب الصهيونية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث انتهرت الصهيونية تلك الفرصة لاقناع المجتمع الدولى بان حل قضية اليهود الذين عانوا الاضطهاد والابادة على يد النازى، يتمثل فقط فى ايجاد ملجأ لهم على أرض فلسطين. وقد كان المؤتمر الذى دعا اليه يهود أمريكا فى مايو 1942 فى فندق “بلتيمور” بنيويورك أحد البدايات من جانب الصهيونية حيث ناشدوا فيه الحلفاء مساعدة اليهود ، وقد وضع هذا المؤتمر برنامجين رئيسيين للعمل هما:

فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية

تحويل فلسطين إلى كومنولث يهودى

يتبع .. وإلى اللقاء مع مقال جديد لأستكمال “الكارثة” (الهولوكوست)

في الفكر السياسي الصهيوني وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى 

كاتب المقال

الخبير السياحى والأديب

الدكتور زين العابدين الشيخ

رئيس الجمعية الوطنية للتطوير الثقافي والعلمي .

عضو مجلس الإدارة والأمين العام للمجلس المصرى للشئون السياحية

عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية.

المستشار السياحى المصرى الأسبق بالعاصمة اليابانية طوكيو.

رئيس مجلس إدارة  مجموعة شركات ” جلوبال أورينت ” للسياحة والمعارض والمؤتمرات والخدمات العامة والقنصلية وإلحاق العمالة المصرية بالخارج.

حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربيّ،

كاتب  متخصص  فى الصراع العربيّ الإسرائيلي في الشعر العبري المعاصر  وصدر له كتاب بعنوان «الصراع العربيّ الإسرائيلي في الشعر العبري المعاصر»

صدر له من المؤلفات الديوان الشعري «مصر تتحدث»

 نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية – الكوبية

عضو جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة

عضو لجنة المواطنة وحقوق الإنسان ” المجلس القومي لحقوق الإنسان “

مستشار شؤون الإعلام والسياحة وعضو جمعية حراس النيل وحماة البيئة وحقوق الإنسان

عضو حركة الدفاع عن الجمهورية وعضو الأمانة الفنية لمجموعة الــ 50 للتنمية المستدامة.

 

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (1 – 6)

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (1 – 6)

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (1 – 6)

 

   

مقالات ذات صلة