المنطقة الحرة

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (1 – 6)

في يوم 9 فبراير، 2021 | بتوقيت 8:46 مساءً

قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) صدق الله العظيم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهدا له ذمة الله ورسوله فقد اخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسافة 70 خريفا ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ان طبيعة منهج الدين الاسلامي الحنيف تقوم ابتداء على كفالة الله لحرمة النفس وانطلاق  كل فرد يعمل وينتج امنا على حياته لايؤذي فيها الا بالحق ،  وانطلاقا من هذا المبدأ الكريم فإننا في تناولنا لهذا البحث لا نقر ممارسة أي نوع من القتل أو الاعتداء  على النفس البشريه بسبب الدين أو الجنس على أن ذلك لا يتعارض مطلقا مع محاولة اجراء استقراء جديد لفترة من اهم فترات التاريخ اليهودي وأكثرها تأثيرا.

و تعد كارثة اليهود في الحرب العالمية الثانية واحدة من أكثر العوامل التي شكلت العقلية اليهودية في العصر الحديث وأصبح إحياء ذكراها وتذكير الأجيال القادمة بها من أهم أركان العقيدة الصهيونية وقد استقر في وجدان الصهيونية ان اختيار النازية ابادتهم يرجع في الأساس إلى كونهم لا يملكون وطن يعيشون فيه ، ولذلك فإن واجبهم الأول وهدفهم  الأعظم هو السعى لتحقيق هذا الحلم الصهيوني القديم في اقامة الوطن القومي اليهودى ، وقد كانت الكارثة هي الأساس الصلب الذي وحد الجميع لتحقيق هذا الحلم وذلك من خلال الصورة المبالغ فيها التي يرسمها الفكر الصهيوني لتلك الاحداث مركزا على ان اضهاد شعوب العالم لليهود حقيقة تاريخية ثابتة ،  وان الخلاص لن يكون سوى  بسعي اليهود لاقامة وطن قومي خاص بهم .

 ولما كان الأدب هو مرآة  أي مجتمع وهو اقوى وأوثق مصادر المعرفة التي يمكن من خلالها استقراء المعلومات عن تكوينات ذلك المجتمع و حيث أن أحداث الكارثة قد ساهمت في ميلاد موضوعات ادبية جديدة قامت بالتعبير عن هذه الاحداث وابعادها الى جانب هدف التذكير الدائم بها.

تعريف الكارثة

 يرتبط مفهوم الكارثة لدى اليهود بحادث تاريخي محدد هو عمليات الابادة والقمع  التي تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية على يد الالمان،  والكلمة في معناها العبري – شوآه – ليست جديدة على  اللغة العبرية ، الذي تغير فقط هو مدلولها الذي أصبح لا يرتبط في أذهان هذا الجيل سوى  بذلك الحدث الهام والمؤثر في حياة اليهود بل انه يبطل استخدامها في معان اخرى وان اي تفسير آخر للكلمه لن يصل بها الى ما يناسب حجمها الحقيقي في فكر الجيل الحالى .

كما تستخدم اللغة العبرية مصطلح آخر يعطي نفس المدلول وهو – ياد فاشيم – وهو اصطلاح مستمد أصلا مما جاء في العهد القديم و يعني ان الاله سيمنح الأتقياء الذين لا أولاد لهم إسما خالدا ابديا .

 وقد إنسحب مدلول هذا المصطلح أيضا فى وقتنا الحالى على الهيئة المختصة بتخليد ذكرى ضحايا  النازي ،  كما يعني كذلك ذكري يوم الكارثة التي أحتفل بها لأول مرة عام 1953 في إسرائيل تكريما لذكري الضحايا الذين أبيدوا في الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 على يد النازي وذلك بناءا على قرار اتخذه الكنيست الاسرائيلي عام 1951 بجعل السابع والعشرين من أبريل يوم للإحتفال بذكرى ضحايا الكارثة وتمرد الجيتو ، وتتميز احتفالات ذلك اليوم بطقوس حزينة من مظاهرها إطلاق صفارات الإنذار لمدة دقيقتين متواصلتين في الصباح الباكر ثم تسود البلاد حالة من التفرغ التام في هذا اليوم للاحتفال بذكرى الضحايا وفي عام 1959 اتخذ الكنيست قرارا بتغيير اسم الاحتفال الى يوم ذكرى الكارثة وأبطالها كما صدرتعديل علي ذلك القانون عام 1961 نص على اغلاق جميع ابواب اماكن الترفيه ليلة يوم الذكرى .

 والاصطلاح الشائع الذي يطلق على ما حل باليهود في تلك الفتره في اللغات الاوروبية هو كلمة هولوكوست وهي كلمة يونانية الأصل ترمز الى القربان الذي كان يضحى به الى الخالق كاملا غير منقوص ، وقد أصبح مفهومها أيضا ككلمة شواه يرتبط بمدلول عمليات الابادة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازى الألماني والمصطلح يعني بالانجليزيه ( What is brought Up) .

ومن هنا كان ترجمته بالعربيه اقرب ما تكون الى القربان منها الى المحرقة والامريكيون هم أول من استخدم هذا المصطلح في اعقاب انتهاء محاكمات نورمبرج الشهيرة والتي شكلت لمحاكمة مجرمي الحرب لاول مرة في تاريخ البشرية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كان الشائع قبل ذلك اصطلاح – genocide  –  الذي يعني اباده الجنس كما تستخدم بعض المصادر مصطلحا المانيا  اخر هو – Endlosung –  وترجمته الى العربيه الحل النهائي ويعرف الانجليزيه – The final Solution –  وهو نفس المصطلح الذي كان يستخدم اثناء محاكمه مجرمي الحرب في محكمة نورمبرج الدولية على الرغم من عدم وجود دليل واحد يؤكد استخدام الالمان له أو العمل به حيث لم يعثر  عليه مكتوبا في أي وثيقه من الوثائق الألمانيه التي تم العثور عليها بعد هزيمة ألمانيا عام 1945.

يتبع .. وإلى اللقاء مع مقال جديد لأستكمال “الكارثة” (الهولوكوست)

في الفكر السياسي الصهيوني وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى 

كاتب المقال

الخبير السياحى والأديب

الدكتور زين العابدين الشيخ

رئيس الجمعية الوطنية للتطوير الثقافي والعلمي .

عضو مجلس الإدارة والأمين العام للمجلس المصرى للشئون السياحية.

عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية.

المستشار السياحى المصرى الأسبق بالعاصمة اليابانية طوكيو.

رئيس مجلس إدارة  مجموعة شركات ” جلوبال أورينت ” للسياحة والمعارض والمؤتمرات والخدمات العامة والقنصلية وإلحاق العمالة المصرية بالخارج.

حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربيّ،

كاتب  متخصص  فى الصراع العربيّ الإسرائيلي

وصدر له كتاب بعنوان «الصراع العربيّ الإسرائيلي في الشعر العبري المعاصر»

صدر له من المؤلفات الديوان الشعري «مصر تتحدث»

 نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية – الكوبية

عضو جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة

عضو لجنة المواطنة وحقوق الإنسان ” المجلس القومي لحقوق الإنسان “

مستشار شؤون الإعلام والسياحة وعضو جمعية حراس النيل وحماة البيئة وحقوق الإنسان

عضو حركة الدفاع عن الجمهورية وعضو الأمانة الفنية لمجموعة الــ 50 للتنمية المستدامة.

   

مقالات ذات صلة