آثار ومصرياتالمنطقة الحرة

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى” ( 4 )

في يوم 24 يناير، 2021 | بتوقيت 1:00 مساءً

شخصيات مصرية نسيها التاريخ…الملك نقطانب الثانى…(4)

.. وهكذا كما في احداث المقال السابق،واجه الملك المصرى العظيم نقطانب الثانى المصاعب الجمة داخليا وخارجيا،وقد عانى كثيرا في حماية بلاده سواء من الفرس او من سابقه الملك تاخوس او من هذا التحول التاريخى المفاجىء وكما كتبنا فى الاحداث السابقة.

هكذا ظهر الجيش الفارسى العملاق فى هذه الحقبة بخلاف جنود تلك المناطق،وهكذا اصبحت مصر على شفا الانهيار والاحتلال الكامل من الفرس.ولا ننسى كذلك تلك الجنود المرتزقة الذين ارسلهم الملك نقطانب من قبل لمساندة صيدا وكان عددهم اكثر من اربعة الاف جندى اغريقى مرتزق على اعلى مستوى مهارى وقتالى وهم ايضا لم يعدوا الى مصر وانضموا لصفوف الفرس بامر من بلاد الاغريق موطنهم الاصلى.

(ملاحظة هامة جدا) هذه الاحداث ووقوع مصر تحت كل هذه البراثن قد تعلمها الشاب الصغير الاسكند الاكبر مما سمعه من معلميه او من ابيه شخصيا،ومن هنا بدا الاسكندر الاكبر فى حب مصر وكره بلاد اليونان مثل والده وكان يعتبر اثينا من المدن الخائنة سواء لمصر او لبلاد مقدونيا وما الى غير ذلك.وهذه نقطة هامة للدراسة التاريخية المقارنة لمعرفة كيف سمع الاسكندر الاكبر عن مصر وخاصة ان احد معلميه كان الفيلسوف الشهير اريسطو والذى كان عمه هو الطبيب الشخصى للملك المقدونى فيليب.

وبعودتنا الى الملك نقطانب الثانى فى هذه الظروف الحالكة وخاصة انه بدون قواد شهيرين افرد الى نفسه قيادة الجيش والبحرية كذلك؟ظنا فى نفسه بانه قائد عسكرى محنك وما الى ذلك؟؟ ولكن ماذا كان فى مقدروه ان يفعل غير ذلك،وخاصة بانه هوجم فى بعض الكتب انه استسلم تماما الى الفرس وانه سلم مصر لللفرس،وهذا منافى تماما لحقيقة الامور وخاصة لو كانت هذه الاقاويل الكاذبة من الحاقدين على مصر او من الكارهين لمصر سواء كان قديما او حديثا.

نعم لقد هزم الملك المصرى نقطانب الثانى امام الفرس ولكن السؤال ههنا:الم يهزم فى التاريخ من هو اعظم منه عسكريا وقتاليا؟ ثم ماذا كان عليه ان يفعل امام هذه القوة العالمية الجبارة انذاك؟ واخيرا نقول هل هو سلم مصر للفرس فعليا ام حارب الفرس واستبسل فى الدفاع عن مصر حتى وفاته هو شخصيا؟ وكل هذه الاسئلة اطرحها لكل المغالطين فى التاريخ المصرى قديما او حديثا،وان صحيح التاريخ لا يمكن ان يكذب او يتجمل مهما كان الامر والحدث

الحرب الفارسية على مصر ودخولهم مصر فى عام 342 ق.م:وناخذ هذه القصة كاملا من المؤرخ الاغريقى الكبير تيودور الصقلى المتوفى في عما 60 ق.م.لان هذه الحرب في حقيقة الامر لم يكتب عنها بالتفصيل في التاريخ سوى هذا المؤرخ فقط لا غير،وان كل ما كتب عنها منقولا وماخوذا مما كتبه هذا المؤرخ والذى شرح لنا الامر بالتفصيل وهو أيضا يعتبر من المؤرخين الهامين ومن اهم المصادر الرئيسية فى التاريخ المصرى القديم،وهو يونانى الاصل من مواليد جزيرة صقلية ولكنه عاش حياته فى روما وتجول فى الكثير من بلدان العالم انذاك ومنها مصر بطبيعة الحال. وهو الذى كتب التاريخ المصرى كاملا منذ اقدم العصور حتى بداية الحضارة الرومانية وتاريخ العالم حتى عام 60 ق.م.وهو عام وفاته.ويقول بان بداية الحرب قد اخذت عدة محاور رئيسية هامة عن طريق ملك الفرس والتخطيط لاحتلال مصر وهى:

اولا: منذ بداية عام 342 ق.م.ارسل الملك فارسى اوكوس السفراء العدة له الى كل بلاد الاغريق وكانت المباحثات مخصصة للاستعدادات النهائية لاعلان الحرب. 

ثانيا: تجميع القوة الفارسية فى منطقة الشام بخلاف منطقة رودس ومن مع الفرس من قوات بلاد الاغريق والتى نوهنا عليها من قبل.

ثالثا: ان بداية الزحف الى مصر بدأ فعلا فى عام 342 ق.م من منطقة الشام والوصول المتأخر الى فرع النيل البلوزى وكان سبب التاخير قيام عاصفة رميلة محملة ومشبعة بالمياه فى منطقة سربونيس وهذا ما اخر الزحف الفارسى للوصول الى منطقة النيل البيلوزى.

رابعا: وصل الجيش الفارسى الى اطراف بيلوز،وعسكروا حول قلعة وحامية بيلوز التى اقامها المصريين وقد قال الاثارى الفرنسى ماسبيرو،بانه انذاك كان يتواجد فى هذه القلعة ما يقرب من خمسة الاف مقاتل اغريقى مواليين لمصر ولا نعرف من اين استقى ماسبيرو هذا الامر مع ان ديدور نفسه لم يكتب عن ذلك قط. 

ثم قيام حرب فعلا فى هذه المنطقة وكانت حامية الوطيس واظهار المقاتل المصرى القوة والتضحية بكل غالى نفيس

للدفاع عن ارضه ووطنه وظل المعركة حامية الوطيس طوال اليوم كاملا حتى حل الظلام ولم تسفر هذه المعركة عن منتصر ما من اى من الجانبين وكما كتب المؤرخ ديدور الصقلى بالتفصيل عن هذه المعركة.

خامسا: فى اليوم التالى اعلن الملك الفارسى امام جنده بان معركة امس لا تعد انتصارا للفشل فى اقتحام قلعة بيلوز وخاطب فى عسكره وقسم صفوفه وجيشه الى ثلاثة فرق،واعلن استغرابه من قوة الجيش المصرى واغلبهم كانوا من طيبة ومن بلاد كوش.

سادسا: وصول جند مرتزقة تابعى لملك المصرى السابق تاخوس وانضمامهم الى جيش الملك الفارسى وتوطيدهم فى منطقة بيلوز استعدادا للهجوم القادم وخاصة بعد فشل الاقتحام وهكذا اصبح الجيش الفارسى ومن يوالى معه اكثر عددا وقوة عن المصرين مما دفع الملك نقطانب الثانى يترك منطقة بيلوز ويتجه الى منف للاستعداد بها والتزود بها فى حالة دخول الفرس مصر.

اما عن الفرق الثلاثة التى قسمها الملك الفارسى فكانت كل فرقة يقودها قائد من الفرس ومعه قائد اغريقى،وخاصة 

انه لا يطمئن الى الملك الروديسى منتور بالرغم من اشتراكه فى هذا الغزو.وظلت الفرقة الاولى محاصرة لمنطقة بيلوز وعلى راسها القائد لاكراتس الاغريقى والقائد روزاكس الفارسى وبها مجموعة من الخيالة المهرة وعدد عظيم من المشاة اغلبهم من منطقة اسيا(سوريا)

والى لقاء ومواصلة الحديث مع المقال القادم باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

 

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

 

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

 

 

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

   

مقالات ذات صلة