آثار ومصرياتالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى” ( 2 )

في يوم 10 يناير، 2021 | بتوقيت 1:00 مساءً

..واذا تحدثنا عن الثائر المنديسى نجده يقوم بعمل اتصالات سرية مع ملك اسبرته ومحاولته لجذب ملك اسبرته فى صفه،ولكن فى نهاية الامر اظهر ملك اسبرته ولاءه لملك مصر نقطانب الثانى وخاصة عندما قال مقولته الشهيرة فى التاريخ وهى (ان العدو الغير مدرب ليس امامه غير التحصينات ويكون محصنا لعدم تجاربه حتى امام خدع العدو) ونجد ان ملك اسبرته يعلن وقوفه بجانب ملك مصر،بل واعلن بوصوله على راس جيشه للمساندة، وان خطته لذلك هو اجبار العدو المنديسى للنزال فى العراء وليس من خلال التحصينات وبذلك يمكن القضاء عليه.

وقام الثائر “المنديسى” على راس جيشه الغير مدرب لمحاصرة المدينة التى كان يتواجد فيها الملك المصرى وقوة جيشه ولكنه فى نفس الوقت كان الجيش يعمل فى انشاء الخنادق بسرعة مذهلة وكذلك الدفاع المستميت امام الاعداء مع وقف اية مساعدات اتية له من ناحية اخرى خلفية،حتى بدا الطعام والماء والمؤونة تقل كثيرا للجيش المنديسى.

ووصل جنود ملك اسبرته على مشارف الحصن المنيع الذى بداخله الملك المصرى وقوة جيشه وكان تسللهم فى الظلام حتى لايشعر بهم الجيش المنديسى الغير مدرب، وهنا ظهر التفوق العددى على الجيش المنديسى الذى يحصار المدينة.وعندما راى الجيش المنديسى الحصار الخلفى للمصريين ومعهم جيش ملك اسبرته كان امامهم شيئا واحدا فقط وهو الخروج الى العراء للمنازلة والا تم قتلهم وتدميرهم كاملا من الامام ومن الخلف،وهكذا كانت الخطة والتى كان قد اقترحها الملك الاسبرتى من قبل.

وتم النزال فعلا بين قوة اسبرته وبين قوة الجيش المنديسى الغير مدرب،وما اكثر خبرة الجيش الاسبرتى وخاصة ما به من جنود مرتزقة اصحاب مهارة عالية فى القتال والنزال،وتم الهزيمة الساحقة للجيش المنديسى وكان كلا من الملك نقطانب الثانى والملك اجيسيلاس على راس المعركة،وينظمون الامر والاوامر.

ومنذ تلك اللحظة اصبحت ثقة الملك نقطانب فى الملك الاسبرتى بلا حدود على الاطلاق،وبذلك استراح الملك المصرى من عدوه المنديسى تماما ورسخ حكمه واصبح فى صداقة كاملة مع اسبرته سياسيا وحربيا.

ولكن عند عودة الملك الاسبرتى الى بلاده محملا بالهدايا الكثيرة من ملك مصر قامت عاصفة كبرى فى البحر مما اضطره الى النزول فى سيرينى وادركه الموت هناك وتوفى الملك الاسبرتى العظيم اجيسيلاس والذى يدور حوله القصص الكثيرة فى التاريخ الاسبرتى بين الذكاء والغباء وبين الصداقة وعدم الصداقة وما الى غيرذلك حول تاريخ هذا الملك وتوفى عن عمر يناهز 84 عاما وكانت وفاة طبيعية جدا.

ومنذ ذلك الحين اصبحت التجارة حرة تماما بين مصر واسبرته وكذلك الجنود المرتزقة ينزلون مصر وقتما يشاؤا ولا يمكن للتاريخ المصرى ان ينسى الملك اجيسيلاس وهذه الوقفة المشرفة بجانب الملك المصرى،وخاصة ان خطته كانت السبب الرئيسى فى القضاء على عدو الملك المصرى المنديسى وكذلك على خطط الملك تاخوس الموجود فى بلاط الملك الفارسى،وبذلك ارتاح الملك المصرى من خطرين فى وقت واحد بسبب الوقفة المشرفة لملك اسبرته فى جانبه.وبعد ان وطد الملك المصرى اركان حكمه بعد هذا الانتصار العظيم،وضع نصب عينيه عدة أمور هامة مثل:

اولا:

اتباع سياسة الدفاع المحض بوجه عام للدفاع عن البلاد فى اى وقت او فى حالة قدوم فارسى مفاجىء.

ثانيا:

اخماد اية ثورات فى البلاد وتحسين اوضاع المصريين بالرغم من ضعف الاقتصاد فى عهده،وان مالية مصر كانت اقل بكثير مما كانت عليه فى عهد سابقه تاخوس.

ثالثا:

العمل على بناء جيش مصرى قوى وتدريبه على اعلى مستوى انذاك والاستعانة بمرتزقة اسبرته وظهر الجيش المصرى الكبير العدد وكما قال ديودور الصقى فى روايته.

رابعا:

العمل على وصول كل اخبار الفرس اليه وما يرنوا له الفرس سواء من ناحية مصر او بلاد اليونان مثل اسبرته او اثينا وغيرهما الكارهين لفرس

وفى الحقيقة المؤكدة لتاريخ هذا الملك فان مصر شهدت هدؤا كبيرا وعدم قيام ثورات فى البلاد،ورضاء الشعب بحكم الملك نقطانب الثانى،وظل الامر هكذا فى البلاد حتى كان عام 251 ق.م.وقيام الغزوة الفارسية الكبرى،ولعل هذا العهد السلمى الهادىء ما دفع هذا الملك لعمل الكثير من الاثار والتى سوف ننوه عنها فيما بعد وكما فعلنا فى احداث الملوك السابقين الذين نسيهم التاريخ.

اما عن تلك الغزوة الفارسية الشرسة سيكون لقائنا مع المقال القادم باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن : شخصيات مصرية نسيها التاريخ.. “ الملك نقطانب الثانى”  ( 1 )

   

مقالات ذات صلة