مطار سفنكس الدولي: بوابة استراتيجية لدعم السياحة الوافدة ومنفذ جوى حيوى للمتحف المصري الكبير

يشكل مطار سفنكس الدولي نقطة انطلاق جديدة نحو آفاق أرحب في دعم قطاع السياحة والطيران المدني في مصر، بفضل موقعه الجغرافي المميز، ومجاورته للمتحف المصري الكبير، أحد أبرز المشروعات الثقافية في العالم. كما يُعد محطة مهمة ضمن خطة الدولة لتعظيم الاستفادة من البنية التحتية وتيسير حركة السياحة الدولية.

أولاً: المقومات والإمكانات الفنية والتقنية لمطار سفنكس

يمتد مطار سفنكس الدولي على مساحة 25 ألف متر مربع بعد التوسعة الأخيرة، بطاقة استيعابية تصل إلى 1.2 مليون راكب سنويًا، مع خطة مستقبلية لرفع هذه الطاقة تدريجيًا حسب مؤشرات الطلب السياحي.

أبرز الإمكانات التي يتمتع بها المطار:

مدرج رئيسي للطائرات بطول 3.6 كم، قادر على استقبال الطائرات العملاقة من طراز بوينج وإيرباص.
برج مراقبة حديث مزود بأحدث أنظمة الملاحة الجوية والسلامة.
صالة ركاب متكاملة الخدمات تضم:
- نقاط إنهاء إجراءات السفر Check-in.
- مناطق تسوق (Duty Free).
- مناطق انتظار لكبار الزوار (VIP Lounges).
نظام مناولة أمتعة إلكتروني يضمن سرعة وكفاءة الخدمة.
أنظمة تأمين ومراقبة حديثة تعمل على مدار الساعة، وفقًا لأحدث معايير أمن الطيران الدولي.

ثانيًا: الخدمات التي يوفرها المطار للمسافرين

يوفر مطار سفنكس مجموعة متميزة من الخدمات لتسهيل تجربة السفر وجعلها أكثر راحة وسلاسة، أبرزها:

خدمة النقل الجماعي والتاكسي الذكي، للربط مع وسط القاهرة والجيزة و6 أكتوبر.
أماكن مخصصة لذوي الهمم وتجهيزات مريحة داخل الصالات.
خدمة الإنترنت المجاني (Wi-Fi) للمسافرين داخل الصالة.
مطاعم وكافيهات عالمية المستوى ومنافذ بيع متنوعة.
خدمة استعلامات متعددة اللغات لخدمة السائحين الأجانب.

كما تم تفعيل أنظمة الحجز الإلكتروني، والتعاون مع شركات طيران محلية ودولية لتشغيل خطوط منتظمة وموسمية تربط المطار بعدة وجهات أوروبية وخليجية.

ثالثًا: دوره المحوري في دعم السياحة الوافدة

مع افتتاح المتحف المصري الكبير، يُتوقع أن يستقبل المطار مئات الآلاف من السياح سنويًا، لا سيما من الأسواق المستهدفة مثل أوروبا وآسيا. وقد أشاد وفد من 12 دولة أوروبية، خلال زيارته في مارس 2025، بمستوى تجهيزات المطار ودوره المتوقع كنافذة رئيسية لاستقبال السياحة الثقافية القادمة إلى الجيزة والأهرامات

رابعًا: الخطط المستقبلية والتوسعات المرتقبة

بحسب تصريحات وزير الطيران المدني، فإن مطار سفنكس يخضع حاليًا لخطة تطوير تشمل:

توسيع صالات الركاب لتصل الطاقة الاستيعابية إلى 2.5 مليون راكب سنويًا بحلول 2026.
إطلاق مركز للشحن الجوي الدولي لتسهيل حركة الصادرات من غرب القاهرة.
تطوير منظومة النقل من وإلى المطار بالتوازي مع مشروع القطار الكهربائي السريع.
تعزيز الربط مع المقاصد السياحية في الواحات، والساحل الشمالي، عبر رحلات داخلية مخصصة.

خامسًا: مؤشرات الأداء – حركة الركاب خلال 2024 والربع الأول من 2025

رغم حداثة تشغيله الكامل، سجل مطار سفنكس أداءً لافتًا خلال عام 2024، حيث بلغ عدد الركاب وفق تقديرات غير رسمية ما يزيد عن 750 ألف راكب، مع توقعات بتجاوز مليون راكب خلال 2025، مدفوعًا بزيادة الرحلات السياحية من أوروبا والخليج وارتباطه بافتتاح المتحف المصري الكبير.

خاتمة: مطار نحو العالمية

يؤسس مطار سفنكس الدولي لمرحلة جديدة في استراتيجية الدولة لتطوير البنية التحتية السياحية والنقل الجوي، باعتباره بوابة مباشرة إلى قلب الحضارة المصرية، وجزءًا من رؤية طموحة لتحويل مصر إلى مركز سياحي إقليمي ودولي.