بأقلامهممقالات الخبير الدولى علاء خليفة

الخبير الدولى ” علاء خليفة ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : ثمن القيادة والنجاح

في يوم 6 مارس، 2025 | بتوقيت 2:00 مساءً

في عالم الأعمال، بنقابل شخصيات كتيره مختلفة. بعضهم بيديك مساحة تبدع وتبتكر ، والبعض الآخر يتدخل فيما لايفهم فيه ، بيحب يتحكم في كل تفصيلة صغيرة لدرجة إنه بيخنق أي فكرة جديدة. وده بالضبط اللي حصل معانا في تجربة مؤخرًا، واللي علمتني درس مهم عن القيادة والصبر.

كان عندي صديق اعرفه منذ عقود ، عرفني على صاحب بيزنس شغال في مجال الـ Wellness، وطلب منا هذا الشخص ان نعمل حملة تسويقية لفندقه بشكل عاجل . ولكن من أول شهر  معه لاحظنا إنه عنده هوس مرضي بما يُعرف بـ “الإدارة الدقيقة” (Micro-management). وكان بيتدخل في كل صغيرة وكبيرة او تافهه وده خلق بيئة صعبة جدا للتيم وكان بيئه مليانة آراء متعارضة ومعها ظهرت توجيهات متناقضة من كذا شخص عنده في نفس المؤسسه .

مع الوقت بعد إنقضاء شهر معه ، اكتشفت إننا كنا الشركة رقم 12 اللي بيجربها الرجل في خلال عام ، وكل مرة بينتهي به الحال مش مقتنع بشغل أي حد مهما كان. والسبب؟ وجود قصر فكري، عدم الثقه في الاخرين ، ورغبة مستمرة في السيطرة على كل شيء من كل ماحوله. هو ببساطة مش بيقبل أي فكرة مش طالعة منه شخصيًا.

القيادة والنجاح
القيادة والنجاح

المفاجأة حصلت لما صديقي قابله مرة تانية، وقال هذا الرجل كلام كثير كاذب عنا . تخيل؟ الراجل مش بس كان رافض يسمع أفكاري، لكن كمان بدأ ينشر عني حاجات مش حقيقية. وهنا كان قدامي خيارين:

  1. أبرر لنفسي وأحاول أوضح الموقف الحقيقي لصديقي.
  2. أتجاهل وأسيب الحقيقة تتكلم عن نفسها.

اخترت الخيار التاني. ما اهتمتش بالكلام اللي اتقال، وما دخلتش في نقاش أو تبرير مع صديقي هذا واللي صدق الكلام بسذاجة.

ليه؟ لأنني مؤمن بحاجة بسيطة:

“هيقولوا عنك حاجات مش فيك، وعليك تتحمل وتصبر، لأن الحقيقة هتظهر في يوم من الأيام، وساعتها الناس هتعرف أنت مين واللي دعمك لازم يعرفك جيدا و لازم يؤمن بك اولا .”

القيادة مش إنك تدافع عن نفسك كل ما حد قال عنك كلام كدب. القيادة الحقيقية هي إنك تكون واثق في شغلك، وفي نفسك، وتعرف إن اللي بيفهمك صح مش محتاج حد يشرحله الحقيقة.

انت تقدر تشوه صورة شخص لفترة، لكنك مش هتقدر تمنع الحقيقة من إنها تطلع للنور.

وده هو الدرس اللي علمتهولي التجربة دي:

“سيب الحقائق تتكلم عن نفسها، وركز على شغلك. لأن الزمن دايمًا بينصف اللي بيعمل وبيشتغل بصدق.”

لو انت ناجح ومش مش قادر تتحمّل آراء الناس السلبية عنك أو مش مستعد تكون مفهوم غلط، يتقال عنك كلام مش حقيقي، أو حتى تتعرض للهجوم من اللي بتحاول تساعدهم، يبقى ببساطة أنت مش مستعد تكون قائد عظيما في مجالك.

صدقني القيادة مش إنك تبقى محبوب طول الوقت. الحقيقة إنها عكس كده تمامًا. القيادة معناها إنك تدفع تمن، والتمن ده غالبًا بيكون إنك تتظلم، تتفهم غلط، وتتعرض للنقد والهجوم. بس السؤال الحقيقي: هل أنت مستعد تدفع التمن ده؟

١. القيادة مش مسابقة شعبية، لو فاكر إن القائد هو اللي الكل بيحبه، يبقى للأسف أنت فاهم الموضوع غلط. القائد الحقيقي هو اللي عنده رؤية حتى لو محدش فهمها أو وافق عليها في البداية.

بص على ناس زي نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كينج، أو حتى ستيف جوبز وإيلون ماسك. كلهم اتهاجموا، واتقال عليهم كلام مش حقيقي، واتعرضوا لنقد قاسي. لكنهم ما اتراجعوش، وما حاولوش يرضوا كل الناس، عشان كانوا مؤمنين بأفكارهم وبالطريق اللي ماشيين فيه.

لو هدفك تبقى محبوب من الكل، هتفضل تلاقي نفسك بتغير رأيك وبتحاول ترضي الجميع. بس القادة الحقيقيين مش بيعملوا كده، القادة الحقيقيين هم اللي بيكسروا القواعد علشان يخلقوا واقع جديد.

٢. سوء الفهم شيء طبيعي وجزء من الرحلة، لو كنت فاكر إن الناس دايمًا هتفهمك صح، يبقى لازم تراجع نفسك. الحقيقة هي إنك هتتظلم كتير وهتتقال عنك حاجات عمرها ما كانت في نيتك.

ليه؟ لأن الناس بتشوف الأمور من وجهة نظرهم الشخصية، من خلال تجاربهم وأفكارهم المسبقة. حتى لو كنت بتحاول تساعدهم بصدق، ممكن يفتكروا إن عندك دوافع تانية.

لكن الحقيقة؟ كل ما تحاول تشرح وتبرر أكتر، كل ما تقل قيمتك كقائد. القائد الحقيقي هو اللي عنده القدرة إنه يتحمّل يكون مفهوم غلط وما يسيبش ده يأثر على قراراته.

٣. أكبر الهجوم بييجي من الناس اللي بتحاول تساعدهم، وأغرب حاجة في القيادة هي إنك ممكن تلاقي الهجوم جاي من الناس اللي أنت أصلاً بتحاول تساعدهم و تكون صديق مخلص لهم، طيب ليه؟ لأن التغيير صعب، والناس مش دايمًا بتحب حد يخرجهم من منطقة الراحة بتاعتهم.

تخيل دكتور بيقول لمريض إنه لازم يغير أسلوب حياته علشان صحته. المريض ممكن يزعل أو يرفض يسمع الكلام رغم إن الدكتور عايز مصلحته.

نفس الموضوع في القيادة. أنت مش مطالب تكون محبوب، أنت مطالب تقول الحقيقة حتى لو كانت موجعه.

٤. القائد هو اللي يقدر يقف لوحده، القائد الحقيقي هو اللي يقدر يقف لوحده في مواجهة النقد والرفض. لأن القيادة معناها إنك شايف حاجة غير اللي الناس شايفينها، وشايف طريق هما لسه مش قادرين يفهموه.

٥. القادة الحقيقيين مش بيحتاجوا تصفيق، اللي بيفضلوا في الذاكرة مش هم اللي كانوا محبوبين من الكل. القادة الحقيقيين هم اللي كان عندهم الشجاعة يكونوا مكروهين ومفهومين غلط بس ما اتراجعوش عن مبادئهم.

لو لقيت نفسك بتتعرض للنقد أو الهجوم، ما تزعلش. ده مش معناه إنك فاشل. ده معناه إنك قائد.

وده هو ثمن القيادة والنجاح ، ولو كنت انت مستعد

تدفعه، يبقى أنت ماشي في الطريق الصح

كاتب المقال
علاء خليفة
الخبير السياحي الدولي في مجال التسويق السياحي والفندقي.
محاضر في التحول الرقمي في قطاع السياحة والفنادق.
عضو المجلس السياحي المصري وعضو جمعية السياحة الثقافية.
ورئيس مجلس إدارة شركة خبراء الديجتال لادراه العمليات التسويقية الدولية بمصر والامارات.
رئيس مجلس اداره شركة EGY Trace العالميه
وعلى مدار أكثر من 35 عامًا، تدرج علاء خليفه في العديد من المناصب فى قطاع السياحة والتسويق وتنمية الأعمال في القطاع السياحي والفندقي ، وبفضل هذه الخبرة الطويلة والدراسة المتخصصة يضع خطط تسويقية وحلول استراتيجية لتسويق المقاصد العربيه والدولية و تحسين التجربة السياحية وتنفيذ حملات التسويق المشتركه والعلاقات العامة.

للتعرف وللمزيد من المقالات للكاتب  أدخل على الرابط التالى

الرئيسية

https://elmahrousanews.com/?s=%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1+%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9+