أخبارشئون مصريةمنوعات

فى ذكرى وفاته ..ندوة لمناقشة كتاب”صبرى موسى.. بين الصخر والبحر” الثلاثاء 23 يناير بنقابة الصحفيين

في يوم 17 يناير، 2024 | بتوقيت 9:49 مساءً

تعقد اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين، ندوة لمناقشة كتاب “بين الصخر والبحر”، كما رآها الكاتب والروائى الكبير صبرى موسى فى الستينيات،

جمع مادته، وأعدها للنشر حسين عثمان، ويشارك فى الندوة  الكاتب والناقد  شعبان يوسف والكاتبة والناقدة الدكتورة عزة بدر ، والكاتب الصحفي نبيل عمر والكاتب والناشر – حسين عثمان والكاتب الصحفي والرسام  محمد بغدادي  وذلك يوم الثلاثاء الموافق 23 يناير الساعة السادسة مساءً بقاعة طه حسين فى الدور الرابع.

وتحل غدا الخميس 18 يناير ذكرى رحيل الكاتب الصحفى والروائى الفذ  صبري موسى أحد أهم مؤسسي أدب صحراء وصاحب الرائعة الأدبية “فساد الأمكنة”  ، حيث وافته المنية الأديب النابغ بعد أن أسس وساهم في وضع دعائم وركائز أساسية لأدب الصحراء استلهمها بعده العديد من الأدباء العرب.

وتعيد سيرة صبري موسى العديد من الإشكاليات الثقافية أبرزها عدم العمل على ما أسسه رواد الفن المصري، وفي حالة صاحب “فساد الأمكنة” فإن الطموح الذي عبرت عنه الرواية وما عالجته من قضايا بدا كأنه ثمرة وحيدة لشجرة ذات فروع متعددة.

ولد صبري موسى بمحافظة دمياط عام 1932، وعمل في بداية مشواره المهني مدرسًا للرسم لمدة عام واحد، ثم اتجه إلى «صاحبة الجلالة» وعمل صحفيًا في جريدة الجمهورية، ثم كاتبًا متفرغًا في مؤسسة “روز اليوسف”، وصدر له عنها كتاب “الغداء مع آلهة الصيد”، ثم أصبح عضوًا في مجلس إدارتها، وعضوًا في “اتحاد الكتاب العرب”، ومقررًا للجنة القصة في المجلس الأعلى للثقافة، وله مئات المقالات في مجلة “صباح الخير”، ويُشهد له أنه عندما وصل إلى موقع المسؤولية كان يحنو على أي موهبة شابة ويمنحها عضوية الاتحاد.

الكاتب الصحفى الروائى القدير الراحل صبرى موسى

ومن أشهر أعماله الروائية “حادث النصف متر”، عام 1962، وفيه أوحى لنا فكرته بأن نصف متر فقط هو ما يلزم لأن يتم تحديد مصائرنا وأقدارنا في الحياة، وتحولت تلك الرواية إلى فيلمين سينمائيين بنكهتين ومعالجتين مختلفتين تبتعدان أو تقتربان عن روح الرواية الأصلية، الأول هو فيلم لأشرف فهمي من بطولة محمود ياسين ونيللي، والثاني هو فيلم للمخرج الفلسطيني سمير ذكري بنفس الاسم، وهو فيلم لقى حفاوة نقدية في العديد من المهرجانات.

وفي عام 1963 أمضى موسى ليلة في جبل الدرهيب بالصحراء الشرقية قرب حدود السودان، في رحلته الأولى إلى الصحراء، وفي تلك الليلة وُلدت كيمياء غامضة معه بالمكان، ثم الزيارة الثانية كانت في أثناء رحلة إلى ضريح المجاهد الصوفي أبو الحسن الشاذلي، وفي تلك الزيارة أدرك أنه يحتاج إلى معايشة الجبل والإقامة فيه؛ وبالفعل وافقت وزارة الثقافة على تفرغه والإقامة في الصحراء حول الجبل لمدة عام من نوفمبر 1966 إلى نوفمبر 1967؛ وكان حصاد ذلك أن أخرج لنا أهم أعماله “فساد الأمكنة”، التي تعتبر واحدة من أهم الروايات العربية، والتي أحدثت دويًا في الحياة الأدبية، إذ تكثفت فيها خبراته المتنوعة وتآزرت لتُقدم لنا نصًا روائيًا بالغ العمق سيظّل باقيًا حتى وإن رحل كاتبه الفذّ الذي يشبه “نيكولا” بطل روايته بسرقته للمعرفة من بحر التجوال.

وكتب موسى سيناريوهات العديد من الأفلام السينمائية منها “البوسطجي”، أحد أهم أفلام السينما المصرية، و”قنديل أم هاشم”، و”القادسية”، و”الشيماء”، و”قاهر الظلام”، و”رغبات ممنوعة”، و”أين تخبئون الشمس”.

وتعتبر آخر ما صدر له رواية “السيد من حقل السبانخ”، عام 1982، وهي رواية تُصنف تحت بند روايات الخيال العلمي، وهي تأسيس لنوع جديد لم يقدر له الاستمرار ولم يجد من يتلقفه من الأجيال المتتالية ولم يطرقه إلا أدباء قلائل مثل يوسف عز الدين عيسى ونهاد شريف، وتُرجمت أعماله إلى عدة لغات منها الإنجليزية والصينية.

ونال الراحل جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1975، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 1992، والميدالية الذهبية لجائزة «بيجاسوس» من الولايات المتحدة الأمريكية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير الإنجليزية عام 1978، وجائزة الدولة للتفوق عام 1999، وجائزة الدولة التقديرية عام 2003.

“فساد الأمكنة”.. واقعية سحرية من أدب الصحراء

وطرح موسى في روايته “فساد الأمكنة” أسئلة الوجود الكبرى، وبحث الإنسان عن التوحد بالطبيعة في الوقت الذي تتمتع فيه الطبيعة بالعنفوان والبكارة، خصوصًا المنطقة التي كتب عنها وهي جبل الدرهيب، فقد حاول بطلها نيكولا التوحد بالطبيعة وأن يشيد فردوسًا أرضيًّا في هذا الجبل النائي، لكن لأن الإنسان محدود فقد أخفق في مسعاه؛ بسبب فساد الأمكنة التي هرب منها البطل. وهناك شخصية بها إشارة إلى الصوفي أبي الحسن الشاذلي الذي استطاع أن يحقق ما أخفق فيه نيكولا، والسبب أن نيكولا حمل معه عالمه القديم فأخفق في التوحد مع المكان الجديد.

وصف غالب هلسا رواية “فساد الأمكنة” قائلا: “هذه رواية فذة، اقتحمت عالما عربيا صعب المسالك”، ليست العبقرية في الرواية التي حكى فيها سيرة ذلك القادم من جبال القوقاز ليقدمه إلينا عبر وليمة جبلية، وإنما العبقرية في جعل هذا القديس القوقازى يتوحد مع سكونية وصوفية الجبل الذي حلّ في جسد الجد الأكبر كوكا لوانكا، ويأخذنا في نهاية الرواية في مشهد أسطوري لبطله الذى يجسد ملامح البطل الأغريقي وهو يقتاد ابنته إيليا التي جعلها على اسم زوجته التي قالت له في لحظة عشق: سأتركك لمصير مفجع امتثالا لقانون المكان.

أما الناقدة اعتدال عثمان قالت عن صاحب “فساد الأمكنة”: “صبري موسى موهبة كبيرة أهم ما يميزها أنه استطاع أن يشق لنفسه مسارًا مميزًا رغم قلة أعماله، إلا أنها علامات تركت تأثيرًا كبيرًا في مجال السرد، وبخاصة أنه أول من التفت إلى جماليات المكان وكتب رواية الصحراء “فساد الأمكنة”، هذا الرواية فتحت أفقًا أمام كُتاب آخرين لكتابة رواية الصحراء مثل إبراهيم الكوني وغيره، وقد استطاع أن يكتب بطريقة نستطيع أن نسميها نوعًا من الواقعية العجائبية الصحراوية”.

بدوره، رأى الكاتب سعيد الكفراوي، صبري موسى بصفته أحد أهم مؤرخي حقبة الستينيات والسبعينيات الأدبية، قائلا في حوار سابق: “أنظر لصبري موسى كواحد من أهم كتاب جيل الوسط الذي بين يوسف إدريس وجيل الستينيات،

وأعتبر هذا الجيل دفع ثمنًا فادحًا في سيرته الأدبية بسبب ظل يوسف إدريس الثقيل، ومن كتاب هذا الجيل غالب هلسا وأبو المعاطي أبو النجا وسليمان فياض وعبدالله الطوخي وعلاء الديب وصبري موسى