ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس…
و ليس اي دروس .. الدرس( 2/74 )”و يرزقكم من حيث لا تعلمون “
..وقفت استني الشاب اللي حايبعته الحاج محمد و الدنيا بتمطر .. بعد ما وصل سألته رايه نغير العجلة في المكان ده و هو اوسع مكان في الحارة ولا نطلع علي ميدان الجيش .. فقال ممكن نغيرها هنا و نوديها تتصلح
فهمتوا ان العجلة اتقطعت من الجنب و كده مش حاتنفع و قلتله في حد بتاع كاوتش بره علي الميدان … فرد اه فيه وممكن نلحقه قبل ما يقفل
اتحركنا بالعربية علي مهل و طبعا العجلة نايمة علي الارض
خرجنا علي الميدان فقالي اقف حضرتك هنا علي ما اعدي للمحل (اللي كان الناحية التانية من الميدان) ما اتاخرش كتير و رجع قال دول بيقفلوا بس فيه واحد تاني اهه علي اليمين
محل صغير و حاطط كاوتش مستعمل بره … كل ده و الدنيا بتمطر .
اول ما وصلت قدام المحل افتكرت اني ماخدتش اي فلوس معايا و انا نازل غير حساب النجار و فيه حوالي 20-25 جنيه في درج العربية لزوم الكارتة
المهم لقينا واد بتاع 16سنة قاعد علي كرسي مكتب من غير رجلين و الواد شكله (من اللي قالت عليهم جدتي الله يرحمها ) يقطع الخميرة من البيت … اول ما شافنا بنركن قالي نعم
– عاوزين نغير العجلة و نحط الاستبن
– لا يا عم انتو جايين دلوقتي استنوا بقي صاحب المحل بيصلي انا مش عامل حاجة
نص دقيقة و ظهر صاحب المحل كان بيتوضي .. خير حضرتك
فقلتلوا عاوزين نركب الاستبن … فقالي هو فين ؟
– تحت العربية
– حضرتك مزله و انا هارفع العربية ونفك العجلة ونركبه
– تمام
– طب ما بدل البهدلة كده ما اركب لك عجلة مستعملة لغاية ما بكرة تشتري واحدة بدل اللي اتقطعت ؟
– المشكلة اني معيش فلوس
– ولا يهمك خالص
– طب فيه ماكينة سحب فلوس هنا
– اه فيه اتنين
– طب العجلة دي تتكلف كام
– 200 جنيه بالفك و التركيب و كل حاجة
– اشتغل و انا حاروح اسحب فلوس
المطرة بطلت فجأة و مشيت علي رجلي اروح مسافة 100 م عشان اسحب .. المهم سحب الفلوس و رجعت لقيته بيخلص و الشاب كان واقف معاه شكرته و قلتله اتفضل ارجع .. و كلمت الحاج محد شكرت له في الشاب وجدعنته
ووقفت لغاية ما ركب العجلة و دار الحديث بيننا
– اومال انت فاتح لغاية دلوقتي في المطر ده ليه ؟حاروح البيت من غير لقمة …ده المحل له ايجار و المصاريف في البيت ياما… و كنت قاعد ادعي من الصبح ربنا يرزقني … فبعت حضرتك ليا و كان باين ان حضرتك ربنا باعتك عشان نتعشي
طلعت ال 200 جنيه و مديت ايدي .. قالي خلي .. كانها كانت معايا و اتعشينا سوا
شكرته جدا و ركبت العربية و دورت المحرك و انهمر المطر
و يرزقكم من حيث لا تعلمون
كاتب المقال
الدكتور “حسن صادق رضوان ”
المحاضر المتخصص في التحول الرقمى لقطاع السياحة
الخبير والمحاضر التسويقى الدولى
رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة القاهرة
لأنظمه الحاسبات المتكاملة للموارد CIHOST
الدكتور حسن صادق رضوان ” يكتب لــ” المحروسة نيوز ” عن: دروس الحياة..الدرس( 1/74 )”و يرزقكم من حيث لا تعلمون “
