حين طالعت مادونته الزميلة (هبة) حول قصر البارون (إمبان) مؤسس حى مصر الجديدة شعرت أنها تغار من ذلك الرجل العبقرى العظيم. لكن لماذا الغيرة؟ البارون (1929-1852) والذى ولد فى بلجيكا وعاش فى مصر التى أحبها حتى قرر أن تكون كنيسة مصر الجديدة BASILIQUE هى مثواه الأخير.
اليوم حين تهوى روحه إلى حى مصر الجديدة الأنيق ثم تأوى فى هزيع الليل إلى قصره القديم ..سوف تنعم فى ساعات الصباح الأولى برائحة أقراص الفلافل الذهبية الفواحة التى يقليها( جاد) وبعد الظهيرة يتسلل إلى غدد التذوق السرمدية لديه رحيق رقائق كشرى (أبو طارق) الأسطورية.
وحين تحين ساعات الأصيل وتميل الشمس الفرعونية نحو المغيب فسوف تنعم روحه الخالدة بنكهة شطائر البقلاوة المحلاة بالعسل الأبيض وشذرات الفستق الحلبى التى يبرع فى تجيهزها (قويدر) وربما العبد والخضرى.
“عندما يأتى المساء ونجوم الليل تنثر” للراحل محمد عبد الوهاب سوف تتلذذ روحه بشواء شرائح الكباب والكفته التى تخصص فيها كل من (أبو شقرة) و (الحاتى) و(أنس) فى شارع شهاب.!!!
أخيرا قرر رعاة التنوير والتطوير تشييد سلسلة من الزوايا فى حديقة القصر المنيف .. هكذا تتجول روح البارون التى صارت روحا (شعبوية) فى ردهات القصر وأعطاف الحديقة الغناء !!!
وذلك حيث يحتشد عشاق الجمال والدلال بتناول وجبة شعبية فى ثياب عصرية! ..الشيشة الساحرة طبعا لذيذة حتى تنعم روح البارون الراحل فى الدنيا والآخرة مع رشفات الشاى المنعش بوريقات النعناع. ترى لماذى تغار (هبة) من البارون الشعبوى ؟!!
كاتب المقال
الأستاذ الدكتور يحيى عبد القادر حسن
أكاديمى وكاتب مصري متخصص في السياحة العالمية
عمل مستشار سياحياً بمكاتب هيئة تنشيط السياحة فى نبويورك ولوس إنجلوس سابقا
الدكتور يحيى عبد القادر يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن :الجنة المفقودة فى فنادقنا الموعودة!!
الدكتور يحيى عبد القادر يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن :جنازة فرعونية فى ثياب عصرية