ما حدث في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لهو معجزة يجب أن نستفيد منها، هذه المعجزة كان من مقوماتها الإحساس بالمسؤولية، الثورة الإدارية غير العادية وهم أمراء الأساليب الإدارية الحديثة، ولا استطرد في الحديث عن تطور اليابان لأنه حديث متشعب ويكفي أن تنظر إلى الكتب التي كتبها اليابانيون أنفسهم عن التطور بعد الحرب. ومنها ما كتبه الكاتب الياباني ماساكي إيماي كتاباً أسماه “جمبا كايزن” وجمبا تعني باليابانية الموقع الفعلي، وكايزن هو الأسلوب الياباني المعروف والمشهور الذي يدخل تحسينات تدريجية صغيرة وبسيطة تقلل التكاليف والهدر وتزيد الإنتاجية والوفر، اى ان جمبا كايزن تعني تطبيق أسلوب التطوير المستمر التدريجي على ما يتم داخل موقع الأحداث والعمليات وتوليد القيمة الحقيقية على أرض الواقع. ويمكننا أن نطلق عليه” الإدارة من موقع الأحداث”.
يقول ماساكي: يكتفي كثير من المديرين بالجلوس إلى مكاتبهم ومتابعة الأمور عبر زجاج البرج العاجي الذي يطلقون عليه: مكتب المدير العام، إنهم لا يعرفون شيئاً عن منتجاتهم وخدماتهم إلا من خلال الأوراق والتقارير، ولا يفكرون في موظفيهم إلا عندما يوقعون كشوف المرتبات!! هؤلاء المديرون لا ينزلون إلى مواقع الإنتاج الفعلية في مصانعهم وشركاتهم. لذا فهم غرباء عن ما يحدث فيها من مشكلات لا يمكن صياغتها على الورق، وعندما تنفصل علاقتهم الحقيقية بموقع الأحداث على هذا النحو تنفصل أيضاً علاقتهم الحقيقية بشركتهم وبموظفيهم وبعملائهم.
ويتكون هذا الأسلوب الإداري الياباني من خمس خطوات هي:
- كن دائما في موقع الحدث وراقب ما يحدث لحظة بلحظة خاصة عند ظهور مشكلة ما.
- أهتم بعناصر موقع الأحداث وهى الأفراد و الآلات والمعدات والمكان ولا تنصرف الا وانت متأكد انه لا توجد اى مشاكل أو أعطال خاصة بهذه العناصر.
- اتخذ إجراءات وقائية فورية لمنع حدوث المشاكل وتوقف العمل مع حلها جذرية لمنع حدوثها.
- اجمع المعلومات اللازمة لكشف مصدر العطل أوالمشكلة وابحث دائما عن السبب الرئيسى باستخدام قاعدة لماذا الرباعية.
- ضع قاعدة ونظام لتجنب تكرار المشكلة ويضمن عدم حدوثها.
كاتب المقال
الدكتور محمد عبد الفتاح زهرى
الأستاذ المساعد بكلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة
رئيس قسم الدراسات الفندقية بالكلية
الخبير الدولى فى التنمية البشرية
