شهدت الأجواء الأوروبية واقعة خطيرة كادت تتحول إلى كارثة، حين اضطرت طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية British Airways كانت في طريقها من مطار لندن جاتويك إلى مطار شرم الشيخ، للهبوط اضطراريًا في مطار فينيسيا الإيطالي بعد إصابة عدد من الركاب وأفراد الطاقم بأعراض مرضية مفاجئة.
مشاهد فوضوية ورعب على متن الطائرة
الركاب أصيبوا بحالة من الصداع الحاد نتيجة ارتفاع درجة الحرارة داخل المقصورة، فيما انهار بعض المضيفين في الممرات وسط حالة من الفوضى والرعب، دون أي توضيحات من الطاقم.
وعقب الهبوط، طوقت سيارات الشرطة والإسعاف والإطفاء الطائرة، واقتحمها رجال الإطفاء ببدلات واقية وأجهزة تنفس، في مشهد وصفه الركاب بالمرعب.
بيان بريطاني بارد.. لا أحد يتحدث عن السياحة!
الشركة البريطانية أصدرت بيانًا مقتضبًا اكتفت فيه بالقول إن تغيير مسار الرحلة جاء “كإجراء احترازي بسبب عطل فني”، نافية وجود أي أبخرة سامة.
وبذلك أُغلقت القضية ببساطة، دون حملات إعلامية أو تساؤلات عن تأثير الواقعة على وجهة شرم الشيخ السياحية.
البطوطي: لو حدثت في مصر لكانت ذريعة للتشويه
الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، علّق على الواقعة قائلاً: “الحمد لله أن الحادثة وقعت قبل وصول الطائرة إلى شرم الشيخ أو بعد مغادرتها للأجواء المصرية، وإلا لتحولت إلى مادة دسمة للهجوم على مصر وسياحتها، مع اختلاق روايات على طريقة الأفلام الهندية.”
وأضاف البطوطي أن هذه الواقعة دليل جديد على أن الحوادث تقع في كبرى شركات الطيران العالمية، ويتم التعامل معها بشكل فني روتيني، بينما تُضخّم أي واقعة بسيطة داخل مصر وتُستغل سياسيًا وإعلاميًا للإساءة إلى المقصد السياحي المصري.
ازدواجية المعايير في التعامل مع مصر
تكشف هذه الحادثة بوضوح ازدواجية المعايير الدولية، حيث تمر مثل هذه الوقائع في أوروبا مرور الكرام، بينما لو حدثت في الأجواء المصرية، لانقلبت الدنيا رأسًا على عقب، ولرأينا عناوين تتحدث عن “خطر السفر إلى مصر” و”تهديد السياحة”، في تجاهل متعمد لحقيقة أن مصر واحدة من أكثر المقاصد التزامًا بمعايير السلامة الجوية عالميًا.
مصر والالتزام بمعايير السلامة الدولية
الجدير بالذكر أن مطارات مصر وشركات طيرانها تخضع بشكل دوري لتفتيشات ومراجعات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) وهيئات السلامة الأوروبية، وقد اجتازتها باقتدار، بما يعكس التزام الدولة الكامل بمعايير الأمن والسلامة الجوية. وهو ما يجعل استغلال أي واقعة عارضة للنيل من سمعة السياحة المصرية أمرًا غير مقبول ويعكس نوايا مغرضة.
سعيد جمال الدين سرحان
