أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن :الوعى ..وحروب الجيل الرابع والخامس

في يوم 29 أكتوبر، 2021 | بتوقيت 7:56 مساءً

في حديث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخريجين الجدد من الكليات العسكرية يوم حفل تخرجهم، وجه سيادته إليهم نصيحة هامة، بضرورة الوعي للتصدي لحروب الجيل الرابع والخامس.

وقد تسلسلت الحروب منذ بدء الخليقة، بالجيل الأول منها، القائم على باستخدام السيوف والسهام والعجلات الحربية. ثم ظهرت حروب الجيل الثاني، المواكبة لاختراع البارود، وما تلاه من اختراع البنادق والمدافع، لتعتمد تلك الحروب على قوة النيران، وكانت أهمها معارك نابليون بونابرت.

ثم تعرفنا على حروب الجيل الثالث مع بداية الحرب العالمية الأولى، بظهور الدبابات والطائرات المقاتلة والمدمرات والغواصات، ليصبح الشكل الجديد لهذه الحروب ما أطلق عليها معركة الأسلحة المشتركة.

وباستخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقنبلة الذرية ضد ناجازاكي وهيروشيما، اليابانيتين، في نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح العالم يقسم حروب الجيل الثالث إلى حروب تقليدية وحروب نووية، قبل أن ينتبه العالم لحقيقة أن حروب الجيل الثالث، لا تحقق، في بعض الأحيان، للمنتصر أهدافه من الحرب التقليدية، وكان أبرز الأمثلة على ذلك، انتصار إسرائيل، عسكرياً، في حربها ضد مصر عام 67، إلا أن مصر تمكنت، بشعبها وقواتها المسلحة، أن تعيد تنظيم صفوفها، وتقف في وجه عدوها حتى حققت الانتصار المجيد في أكتوبر 73.

إستخدام التكولوجيا والشائعات أحد أدوات حروب الجيل الرابع والخامس

ومن هنا بدأ التفكير في حروب جديدة، تستهدف تدمير وتفكيك مفاصل الدولة، ليس بالدبابة والمدفع، ولكن من خلال مهاجمة العقول وتدميرها، وهو ما يعرف بحروب الجيل الرابع، ومع تسارع التقدم التكنولوجي والأقمار الصناعية، وظهور حروب الفضاء السيبراني، والإعلام الإلكتروني الجديد، ووسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فكر حروب الجيل الخامس لمهاجمة العقول وتدميرها باستخدام هذه الأساليب التكنولوجية الجديدة، والتي يتم من خلالها تدمير وهدم أركان الدولة، دون استخدام القوة العسكرية.

إستخدام التكولوجيا والشائعات أحد أدوات حروب الجيل الرابع والخامس

وذلك بنشر الإشاعات والأكاذيب، بواسطة جهات غير رسمية، اعتماداً على مبادئ الحرب النفسية، واستغلال وسائل الإعلام الحديثة وشبكة الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي، لتحقيق أهدافها النهائية، بإحداث شروخ بين الشعوب وقيادتها وقواتها المسلحة، ليفقد المواطن الثقة في دولته وإدارتها، ويصبح ناقماً على كل ما تنفذه الدولة من إصلاحات.

ويعد ذلك استراتيجية وركيزة حروب الجيل الرابع والخامس، القائمة على مهاجمة العقول، واستخدام أصحابها كمعاول هدم لأركان الدولة وتدمير مفاصلها، وذلك دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية.

الخلاصة أن يتم تدمير وإسقاط الدولة من الداخل وليس بقوات عسكرية، وهو ما نبه السيد الرئيس لضرورة الانتباه لخطورته، والتصدي له بالوعي،مؤكداً على الضباط الجدد عن مسؤوليتهم في توعية جنودهم وأنفسهم بالتصدي لهذه الحروب الجديدة، وهو ما لا يقل في أهميته عن القتال بالدبابات والمدافع في ميداين القتال.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم

   

مقالات ذات صلة