أخبارسياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

“حمدى زكى ” المستشار السياحى الأسبق بمدريد يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : الأفواج السياحية الأجنبية في حاجة لنجدة لتنقذهم من انتظار سيارة النجدة

في يوم 13 أكتوبر، 2021 | بتوقيت 4:04 صباحًا

إلحاقاً لمقالي منذ أسبوعين ومداخلات ومقترحات السيدات والسادة الزملاء الخبراء السياحيين  حول المآساة اليومية التى تعانيها الأفواج السياحية الوافدة لمصر، حيث يتعين عليهم إنتظار الإفراج عنهم حتى تحضر سيارة الشرطة لمرافقتهم!!.

“حمدى زكى ” المستشار السياحى السابق بمدريد يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن :” مأساة إحتجاز وفد سياحى أسبانى بمطار القاهرة ..الباشا هو السائح وليس حضرة الضابط!!

فكلما سولت لهم أنفسهم الخروج من المطار إلي الفندق أو العكس أو الخروج من الفندق للتوجه لزيارة إحدى المعالم المصرية،عاشوا من جديد مشادة بين رجل الشرطة ورئيس الوفد الاسبانى .

وبالأمس تكررت الماساة مع الوفد الأسبانى ، “ممنوع الخروج من الفندق ياسيد ” هكذا قال رجل الشرطة لرئيس المجموعة الاسبانية ، عليكم إنتظار سيارة النجدة المرافقة ، وصارت مشادة يومية وصراخ وتهديد صاحب الشركة الأسبانى بالإتصال بالسفارة الأسبانية وتصعيد الموقف وتدويله !!.

حواس بين حمدى زكى على يمينه ورئيس الشركة الأسبانية على يساره
الوفد الأسبانى ومعهم زاهى حواس

أما الصحفيون الأسبان المرافقون للجموعة راحوا يدونون هذه المآساة لإخطار وزارة الخارجية ،وأخشى مانخشاة أن يؤدى ذلك لقيام وزارة الخارجية الأسبانية بإصدار منشور ينصح رعاياها بعدم زيارة مصر بعد سنوات من الجهود التى بذلت لإلغاء التحذير السابق.

كل هذا والسائحون في رعب وهم محبوسين بالفندق أو بالأتوبيس وصار الموقف يتكرر يومياً رغم إستغاثات مندوب الشركة السياحية المصرية وتوسل التور ليدر الأسبانى والذي راح يتوعد تارة.. ويستعطف تارة اخري قائلا :

(ياسادة نحن بذلنا الجهد.وأنفقنا المال علي مدى أشهر كى ننجح في إقناع هذه الوفود لزيارة مصر دون غيرها في ظل إحجام العالم عن الخروج للسياحة ونحن بسبب الإنتظار لأكثر من نصف ساعة لسيارة النجدة مما يهدد بفقدان زيارة الآثار التى معظمها تغلق أبوابها في الرابعة عصراً )!!!.

وأخيراً نتيجة لتفهم أحد رجال الشرطة المحترمين ، وهم كثُر يتم الإفراج عن الأتوبيس وبه الرهائن أو هكذا يبدون وفي معظم الأحيان وبعد مداولات ومنازعات يتم التحرك دون إنتظار سيارة النجدة .

هذه وتلك المأساة تتكرر يومياً علي مشهد من السائحين ،وتتكرر يومياً عبارات رئيس المجموعة الأسبانى  (ياسادة إن موقفكم هذا سيؤدى لعزوف السائحين عن زيارة مصر ،وكما أوضحت من قبل ،سيفضلون مقصد آخر حيث السائح هو الباشا وليس حضرة الضابط أو الامين !!.

ولقد ارسلت مقالي  السابق بهذا الشآن للدكتور زاهى حواس والذى حين اسقبلنى قال لي مقال صادق ورائع ،  واضاف لقد أرسلته لوزير السياحة والآثار ، كان هذا من أسبوعين غير أننى لم اتلق من الوزير أو من أحد معاونيه أي إتصال أو إعتذار للمجموعة الأسبانية ، وكأن الامر لايعنيهم!!.

فؤاد سلطان وزير السياحة والطيران الأسبق
الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق

وعندئذ رجعت بي الذاكرة لمواقف الوزيرين السابقين للسياحة رحمهما الله الاستاذ فؤاد سلطان،والدكتور ممدوح البلتاجى ،واللذان كانا يواجهان مثل هذه المواقف بدبلوماسية وشياكة رائعة وسرعة تداركها وحلها فوراً ،وكم من المشاكل والمواقف والأزمات قد حدثت وتعرض لها السائحون وربما لا تكون السياحة طرفاً فيها  وسعوا لحلها ، حفاظاً على سمعة مصر السياحية،.

فكانا يوجهان  بإهدائهم أو تعويضهم  بإحدى الزيارات الخاصة كالصوت والضوء ، وكان وزير السياحة يوجه بتحمل الوزارة  تكلفة ها الأمر ، حيث آنذاك كانت الآثار تتبع وزارة الثقافة  ولاتتبع وزارة السياحة ،كما أغدقوا على السائحين بالهدايا التذكارية الرمزية ليس إلا إشعار السائح أن مصر ممثلة فى وزارة السياحة تحيط ضيوفها بالرعاية والإهتمام والعمل على تكرارية الزيارة والدعاية الإيجابية للسياحة المصرية من قبل هؤلاء السائحين بذكر المواقف التى كانت سلبية وتحولت إلى إيجابية ، وقتها كانت وزارة السياحة تعى بمفهوم السياحة وترغب قى تنميتها وإزدهارها وبالبلدى كانت ” شايفة شغلها بصدق ” ومهتمة  بهم وتريد سياحة بمعنى الكلمة .

تُرى هل نحن جميعا بنؤذن في مالطة ، ترى هل يستجيب الوزير المعروف عنه انه مهنى وآثاري ..

لقد صارت الوفود الاجنبية في حاجة لنجدة لتنجدهم من انتظار سيارة النجدة

فاذا ماتتبعنا برنامج يوم بالقاهرة والذى يضم زبارة المتحف المصري ومصر القديمة وقلعة صلاح الدين لوجدت إنه نظرا لأن معظمها تغلق شباك التذاكر الرابعة عصراً وبالتالي فقدان إحدى الزبارات

لقد قرر الأسبان زيارة مصر وعدم الإكتراث لـ ” كوفيد  19 ولكنهم يبدوا وجدوا أن  إنتظار سيارة الشرطة أكثر إزعاجاً ورعباً  من الـ ” كوفيد 19 “.

ولا بأس من مرافقة الشرطة للأتوبيسات والوفود السياحية وهو دور نثمنه ولكن علي أن بتم دون إنتظار السائحين لنصف الساعة أو الساعة ، رغم أن الشركة المصرية تخطر شرطة السياحة ببرنامج الزيارة قبل وصول السائحين لأرض الوطن بقترة طويلة.

ولاشك أن هناك من رجال الشرطة الذين يرفضون هذا التعنت الذى يتعارض مع دور الشرطة ورجالها الساهرون علي أمن المواطن والسائح بل وراح منهم شهداء في سبيل أمن البلاد.

كاتب المقال

حمدى  محمود زكى

المستشار السياحى المصرى بالولايات

المتحدة واسبانيا والبرتغال الأسبق

عضو إتحاد الكتاب الاسبانيين