كثير ما يسالني عدد من اصدقائي اذا كان ضروري ان يستثمر جزء من امواله في ابليكيشن او في مسانده مشاريع رقمية ناشئه او دعم او مشاركه اصحاب مشاريع واعد ولكن منتاهيه الصغر و هل سوف يكتب لها مستقبل يوما ما؟!.
كانت اجابتي لهم ان ما تفعله اليوم سوف يكون له تاثير كبير جدا عليك غدا! انها الفراشة يا عزيزي.. ولكن هل تصدق لو قلت لك ، أن شخصًا موجودًا في بلد آخر بعيدًا عنك له علاقة مباشرة وقوية جدًا بك. قد يكون لهذا الشخص تأثير عميق جدًا على حياتك أو سيكون له في المستقبل. نعم هذا ممكن وعكسه ايضا صحيح .
هذا يعني أن أفعالك ربما قد أثرت بشدة على شخص واحد أو العديد من الأشخاص بطريقة ما. الشيء المثير للاهتمام هو أنك قد لا تعلم به ، كيف انك ربما تكون غيرت حياة شخص ما تمامًا
هذا ما يعرف بنظريه تأثير الفراشة وهو فكرة أن الأسباب الصغيرة ، مثل حركة أجنحة فراشة في غابات البرازيل ، يمكن أن يكون لها تأثيرات ضخمة ، مثل بدء إعصار شديد في تكساس وهذه الفكرة استوحت من عنوان ورقة علمية هامة نُشرت منذ ما يقرب 30 عاما .
هذا المفهوم علمي استحوذ على خيال الجمهور و تم انتاج أفلام مختلفة وحلقات تلفزيونية وأفلام قصيرة بعنوان “تأثير الفراشة” ناهيك عن المراجع البارزة في أفلام مثل Jurassic Park ، أو في الأغاني والكتب.
وفي الثقافه المحلية أصبح تأثير الفراشة يعني انه حتى الخيارات الصغيرة التي تبدو غير مهمة التي تتخذها يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة لاحقًا في حياتك وأعتقد أن سبب انبهار الناس بتأثير الفراشة هو أنها تطرح سؤالًا جوهريًا وهو ما مدى جودة التنبؤ بالمستقبل؟ في الواقع ، كل شيء في الكون ، سوآء حيًا أوغير حي ، مرتبط بقوة ببعضه البعض. هذا هو في الواقع ما نعرفه بتأثير الفراشة.
كلما حاولت في المستقبل أن تتنبأ بما سوف يحدث ، كلما أصبح الأمر أكثر صعوبة لانك لاتعرف الاسباب الاولية لهذا المستقبل .
لذلك إذا كان بإمكانك إدخال نفس الشروط الأولية بالضبط ستحصل على نفس النتيجة بالضبط. مثلا من الصعب للغاية التنبؤ بالطقس قبل أكثر من أسبوع حتى اليوم مع وجود أجهزة الكمبيوتر العملاقة الضخمة ، في الواقع ، أظهرت الدراسات أنه بحلول اليوم الثامن من التنبؤ بعيد المدى في المستقبل يكون التنبؤ أقل دقة مما لو كنت قد أخذت للتو متوسط الظروف التاريخية لذلك اليوم.
لذا فإن تأثي الفراشة هو فكرة تقول أن تغييرًا صغيرًا جدًا في وقت ما يمكن أن يكون له تأثير كبير جدًا عليك في المستقبل. هذا هو السبب ، لهذا الامر يعتبر السفر عبر الزمن أمرًا خطيرًا ، لأنه إذا تدخل مسافر عبر الزمن إلى الماضي في الأشياء والأشخاص ، فقد يكون له تأثير سيء للغاية فيما بعد.
وإذا اعتبرنا كل ما يحدث في هذا العالم بمثابة موجات ، فحتى التغييرات الصغيرة جدًا والمنتاهيه الصغر التي تحدث في أي موجة يمكن أن تسبب تغييرًا كبيرا في معادلات جميع الموجات الأخرى.
لفتره طويلة كان يُعتقد أن الأحداث التي غيرت العالم كانت أشياء كبيره ، مثل الحرب ، أو الزلازل الضخمة ، أو التحركات السكانية الهائلة ، ولكن تم الآن إدراك أن هذه كانت وجهة نظر قديمة جدًا يتبناها الناس ، ولكن الان الفكر الحديث اثبت ان الأشياء التي تغير العالم ، وفقًا لنظرية الفوضى ، هي الأشياء الصغيرة.
هناك مثالاً مثيراً للاهتمام لتأثير الفراشة الذي غير العالم إلى الأبد !!! كيف أصبح لطف رجل كان سبب وفاة ما لا يقل عن 40 مليون شخص بريء.
كان هناك رجل يدعى هنري تاندي في فرنسا عام 1918.،كان يقاتل في الجيش البريطاني أثناء أداء واجبه ، رأى تاندي جنديًا ألمانيًا مصابًا كان يحاول الفرار منه وبما أن الجندي أصيب بالفعل ، لم يستطع تاندي القضآء عليه تماما وقرر أن ينقذ حياته و يعالجه ، لكن عمله الصغير اللطيف كان له تأثير الفراشة الخفي الذي تحول إلى حرب اخري مات فيها 40 مليون .
هل تعرف من كان ذلك المصاب الألماني الوديع؟ كان الدكتاتور الألماني أدولف هتلر.
و هناك العديد من هذه القصص ، حيث كانت الأشياء الصغيرة مسؤولة عن تغييرات كبيرة في العالم ويعرف في نظرية الفوضى ، ان تأثير الفراشة هو الاعتماد الحساس على الظروف الأولية لتشكيل المستقبل لنا حيث يمكن أن يؤدي تغيير طفيف في حالة واحدة من النظام المعتاد في امر منظم إلى اختلافات كبيرة في المستقبل لنفس الامر .
من المؤكد أن هناك تأثير فراشة واحد على الأقل في حياة كل شخص مننا ، حيث غير تصرف او قرار واحد صغير حياتك أو حياة شخص آخر تمامًا.
