المنطقة الحرةسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الباحث والخبير الفندفى” عادل شكرى ” يكتب لـ “المحروسة نيوز ” عن: “تأشيرات الدخول لمصر ” بين” سلة كوداك “و”سلة كنتاكى”!!

في يوم 15 مارس، 2021 | بتوقيت 11:37 مساءً

منذ صدور قرار وزارة الداخلية بفرض رسم تأشيرة منافذ علي بعض الجنسيات العربية ، إنقسم الرأي ما بين مؤيد ومعارض ولكل فريق أسبابه وآرائه وكلها تبدو مقنعة من وجهة نظر أصحابها . بل إن ردود الفعل من الدول الخليجية ومواطنيها كانت معظمها عنيفة وناقدة للقرار بشدة .

قرار وزير الداخلية بتطبيق تأشيرة دخول مصر

أعترف بأني كنت حتي وقت قريب أنحاز لأحد الفريقين إما مؤيد أو معارض ، ربما تقدم العمر أو كثرة ما واجهت من قرارات جعلني أغير من أسلوب تفكيري ، دائما كنت أنظر للقرار بنصوصه و آلياته ولم أتطرق أبدا لوقت إتخاذه ، وبعد سنوات من مواجهة قرارات بالمئات أو لعلها بالآلاف تنبهت لأمر هام جدا ألا وهو “وقت إتخاذ القرار” ، فكم من قرارات عارضتها ، وبعد سريانها ثم إيقاف العمل بها وبعد فترات قد تكون طويلة أو قصيرة أجد الأوضاع تجعلني أفكر في ذات القرارات وأتمني لو تم العمل بها .

وعليه توقفت تماما عن نقد أو إنتقاد القرارات وأصبحت أضعها في واحدة من سلتين إفتراضيتين للقرارات ، وأحكم عليها بعد فترة هل تستحق أن تبقي في هذه السلة أم تنتقل للسلة الأخري ، دعني أعرض عليك السلتين بما فيهما ، وتخير أنت أيهما تستحق أن تضم قرار تأشيرة المنافذ تحديدا .

السلة الأولي :

  1. عرض مبتكر الهاتف ألكساندر جراهام بل، اختراعه على شركة خدمات “التلغراف”، “ويسترن يونيون” عام 1876؛ ولكنه قوبل بالرفض؛ وهو ما دفعه إلى التوجه إلى “آي تي آند تي” في النهاية .
  2. في عام 1975، طرح أحد المهندسين فكرة كاميرا من دون فيلم على رؤسائه في شركة “كوداك”؛ ولكنهم سخروا منه جميعاً، وفي عام 2012، أشهرت هذه الشركة إفلاسها بعد انتشار الكاميرا الرقمية وفشل “كوداك” في التكيف معها.
  3. يعرف الكثيرون من هما مؤسسي “آبل” (ستيف جوبز ، وستيف وزنياك) لكن هناك شريكاً ثالثاً وهو “رون واين” الذي باع حصته المقدّرة بنحو 10% مقابل 1500 دولار فقط عام 1976؛ بينما تُقَدّر قيمتها الآن بـ50 مليار دولار.
  4. المصمم الرئيس لـ”آيبود” هو طوني فاديل، الذي ابتكر الفكرة لأول مرة؛ ليستمتع بموسيقاه الشخصية، ثم عرضها على شركة “Real Networks” التي رفضتها؛ فذهب بها إلى “آبل” التي رحّبت بها.
  5. ياهو رفض جوجل!! في بدايات انطلاق محرك البحث “جوجل”، كان موقع “ياهو” هو المسيطر بقوة على الإنترنت، وانخرطت إدارة شركة “ياهو” في مناقشات كثيرة لشراء “جوجل”؛ لكن لم تتم الصفقة، وهذا أحد أغبى الأخطاء في تاريخ التقنية – فالآن تُقَدّر القيمة السوقية لـ”جوجل” بنحو 500 مليار دولار، بينما تُقَدّر قيمة “ياهو” بـ35 مليار دولار فقط.
  6. في عام 2007 نوكيا رفضت تشغيل نظام اندرويد ، وتمسكت نوكيا بنظام تشغيلها حتى بعدما لاحظت عدم قدرته على منافسة نظام الأندرويد ونظام تشغيل الآيفون ، مما أدي إلي إفلاسها بعد أن كانت تسيطر علي 40% من مبيعات التليفون المحمول في العالم.

السلة الثانية

  1. تأسست KFC بواسطة هارلاند ساندرز ، وهو رجل الأعمال الذي بدأ بيع الدجاج المقلي قي مطعم على جانب الطريق له في كوربين بولاية كنتاكي ، وفتح أول امتياز “كنتاكي فرايد تشيكن” في ولاية يوتا عام 1952 . ارتفعت شعبية كنتاكي فرايد تشيكن في صناعة الوجبات السريعة وتنويع السوق من خلال تحدي الهيمنة المفروضة من منتجات الهمبرجر .
  2. عام 1979 استأجر ريد هاستينغز فيلما من أحد متاجر الفيديو وتأخر في إعادته فغرمه المتجر 40 دولارا . حينها جاءته فكرة مشروع لتأجير الأفلام دون وضع مدد محدده لإعادة الشرائط، ولا يحتاج العملاء فيه لزيارة المتجر. بعدها بعام بدا مشروع “نتفلكس” كشركة لتأجير الأفلام بتعاون بين ريد وصديقه مارك راندولف، وذلك من خلال من طلب المادة من الإنترنت، وإيصالها للعملاء عبر البريد. وأثناء بحثه عن أفكار لتطوير مشروعه توصل ريد لإطلاق خدمة مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت باشتراك شهري، وبدأ في تنفيذها في عام 1999.
  3. “جاك ما” الذي لم يتمكن من الحصول على وظيفة في كنتاكي، قال “جاك ما” فى مقابلة تليفزيونية حديثة، إنه تقدم بطلب الحصول على وظيفة 30 مرة ورفض، وقدم فى جهاز الشرطة وقالوا لى “لا، لست جيدًا”، حتى فى مطاعم “كنتاكى فرايد تشكن” عندما افتتح له فرع فى الصين تقدم 24 شخصًا بطلب للحصول على عمل بالفرع تم قبول 23 ورفضى، حيث كنت الشخص الوحيد الذى رفض، كما تقدم أيضًا بطلب إلى جامعة “هارفاد” وتم رفضه لمدة 10 مرات . أنشأ أولا موقع “الصفحات الصينية” لكنه لم يكن مشروعًا مثمرًا ، ولكن بحلول عام 1999 جمع جاك 18 صديقًا فى شقته فى مدينة هانجتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية. وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكى لإطلاق موقع “على بابا”. ويقول جاك إنه اختار هذا الاسم لأنه اسم سهل وعالمى فجميع الأجناس سمعت بقصة “على بابا والأربعين حرامى” وعبارة “افتح يا سمسم” التى تفتح الأبواب إلى الكنوز المخبأة.

والآن يا عزيزي في رأيك أي السلتين تستحق أن تحتوي علي قرار فرض رسم تأشيرة منفذ للدولة المصرية ؟

كاتب المقال 

عادل شكرى 

الباحث والخبير السياحى

مدير إدارة العمليات بشركة بي هوست سيرفيز دبى

الأمين العام لغرفة المنشآت الفندقية بجنوب سيناء الأسبق

   

مقالات ذات صلة