المنطقة الحرة

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (2 – 6)

في يوم 10 فبراير، 2021 | بتوقيت 1:37 مساءً

..فتره الأحداث      

 يمكن القول ان تلك الأحداث التي تعرض لها اليهود و التي تندرج تحت مصطلح الشوآه  قد استغرقت ما يقرب من 12 عاما بصورة فعلية وطبقا لما تذكره المصادر التاريخية واليهودية  عنها بوجه خاص في 30 يناير 1933 وهو التاريخ الذي وصل فيه الحزب النازي بزعامة  هتلر الى الحكم في ألمانيا ، وإنتهت تلك الفترة في الثامن من مايو 1945 وهو تاريخ الإستسلام غير المشروط لالمانيا النازية ،

وتميل معظم المصادر الى تقسيم فترة الكارثة الى مرحلتين زمنيتين  فرعيتين هم مرحلة ما قبل بدء الحرب العالمية الثانية والمرحلة المواكبة لنشوب تلك الحرب . ولعل ذلك هو التقسيم الشائع لتلك  الفترة وان كانت هناك تقسيمات أخرى تذكرها بعض المصادر.

 المرحلة الأولى

منذ وصول الحكم النازي إلى الحكم في 30 يناير عام 1933 و حتى الغزو الألماني لبولندا عام 1939. لم يكد الحزب النازي يتقلد مقاليد الحكم في الثلاثين من يناير عام 1933 حتى شرع في تطبيق سياساته تجاه اليهود والتي لم تكن خافية قبل ذلك التاريخ وقد سار هذا التطبيق في اتجاهين يتمثل أولهم في سن القوانين واصدار الأوامر التي من شأنها العمل على دفع اليهود الى التذمر والتبرم نتيجة ما يحدث لهم من مضايقات تحد من نشاطاتهم وتقيد من حرياتهم  ، وأخذ الاتجاه الثاني شكل الممارسات القمعية وأعمال العنف المباشرة ضد هؤلاء  اليهود كل ذلك في إطار خطة رئيسية هدفها إشعارهم باستحالة  قبولهم كمواطنين في ألمانيا وحملهم على الهجرة تحقيقا لمبدأ حزب النازي المعلن قبل هذا التاريخ بسنوات عديدة حول نقاء العرق كمنهاج رئيسي للرايخ الثالث.

ثم تتوالى الأحداث تباعا وكلها تنبئ بما لا يدع مجالا للشك بأن اليهود مقدمون على كارثة مؤكدة وان النجاة وحقن الدماء لن تكتب سوي لمن يتمكن منهم من الهجرة الى خارج ألمانيا حيث لم يعد هناك امل في امكانية تعايش مستقر في ظل تلك الظروف ، يؤكد ذلك ما حدث من منع الاطباء اليهود من ممارسة أعمالهم في المستشفيات العامة وتحجيم النازي لفرص عمل اليهود خاصة المؤهلين منهم عن طريق تقليل أعداد الطلاب اليهود في معاهد التعليم العليا بحجة تناسبهم مع عدد الطائفة اليهودية والتي لا تتجاوز الواحد في المائه من مجموع السكان .

فى الخامس عشر من سبتمبر 1935 صدرت القوانين المعروفة باسم قوانين نورمبيرج والتي اشتملت في مجملها على:

قانون مواطنى الرايخ والذي يقرر ان أصحاب الدم الألماني هم فقط اصحاب الحقوق السياسية الكاملة .

قانون حماية الدم والشرف الألمانيين والذي بمقتضاه تم فرض حظر على الزواج والعلاقات الجنسية بين اليهود وبين كل من يحمل دما ألمانيا.

 المرحله الثانية

 منذ غزو بولندا في الأول من سبتمبر 1939 حتى استسلام ألمانيا في الثاني من مايو 1945،  يعتبر الغزو الالماني لبولندا في الأول من سبتمبر عام 1939 بداية لمرحلة جديدة من سياسات النازي المعادية لليهود حيث بدأت تأخذ شكلا جديدا تميز بتصاعد خطير في حدة أساليب القمع والتصفية الجماعية النهائية للشعب اليهودي في جميع انحاء ألمانيا و الدول التابعة لسيطرتها . وقد بلغت تلك الاحداث ذروتها في خلال الفتره من 1941الى 1945 فيما يسمى بالابادة الجماعية لملايين اليهود تحت شعار الحل الأخير مستخدمين في ذلك وسائل عديده منها اطلاق الرصاص الجماعي وأفران الحريق و غرف الغاز في تلك الوسائل التي كان يسبقها مراحل اضطهادية منها التجويع وأعمال السخرة والمعيشة في ظل ظروف قاسية يتعرضون فيها للبرد والأمراض .

فمع  الإعداد لغزو الاتحاد السوفيتي قرر النازيون ضرورة التوصل لهذا الحل بإبادة اليهود إبادة تامة  ومباشرة ،  وقد استخدموا في سبيل تحقيق هذا الهدف ما اعتبره اليهود وسائل لا انسانية لمحاولة التخلص من نزلاء المعسكرات  بصور متعددة سواء كانت باطلاق الرصاص الجماعي او الغاز المميت .

كانت هناك خطه اخرى تهدف الى توطين اليهود في استراليا عام 1938 وقد نشرت في مذكرة بلغة الييديش تحت عنوان امكانيات التوطين اليهودي الجماعي في استراليا وقد عرفت الخطة باسم خطة كيمبرلي نسبة الى منطقة كيمبرلي . وقد راقت الفكرة لحكومة أستراليا التي كانت تخشي محاولة يابانية لاحتلال أستراليا وقد كان رد فعلها إيجابيا تمثل في نشر مقالات فى الصحف الاسترالية أشادت  فيها بالتكامل الناجح بين مشكلة اليهود فى  أوروبا والضروريات  السياسية والاقتصادية لأستراليا،  فى هذه الاثناء نشبت الحرب واغلقت الطرق وبات من المستحيل تحقيق الفكرة التي رؤي تأجيلها الى ما بعد انتهاء الحرب التي لم يكن بمقدور اأحد التكهن بموعد او كيفية انتهائها .

يتبع .. وإلى اللقاء مع مقال جديد لأستكمال “الكارثة” (الهولوكوست)

في الفكر السياسي الصهيوني وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى 

كاتب المقال

الخبير السياحى والأديب

الدكتور زين العابدين الشيخ

رئيس الجمعية الوطنية للتطوير الثقافي والعلمي .

عضو مجلس الإدارة والأمين العام للمجلس المصرى للشئون السياحية

عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية.

المستشار السياحى المصرى الأسبق بالعاصمة اليابانية طوكيو.

رئيس مجلس إدارة  مجموعة شركات ” جلوبال أورينت ” للسياحة والمعارض والمؤتمرات والخدمات العامة والقنصلية وإلحاق العمالة المصرية بالخارج.

حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربيّ،

كاتب  متخصص  فى الصراع العربيّ الإسرائيلي في الشعر العبري المعاصر  وصدر له كتاب بعنوان «الصراع العربيّ الإسرائيلي في الشعر العبري المعاصر»

صدر له من المؤلفات الديوان الشعري «مصر تتحدث»

 نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية – الكوبية

عضو جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة

عضو لجنة المواطنة وحقوق الإنسان ” المجلس القومي لحقوق الإنسان “

مستشار شؤون الإعلام والسياحة وعضو جمعية حراس النيل وحماة البيئة وحقوق الإنسان

عضو حركة الدفاع عن الجمهورية وعضو الأمانة الفنية لمجموعة الــ 50 للتنمية المستدامة.

“الدكتور زين العابدين الشيخ “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : “الكارثة” (الهولوكوست) في الفكر السياسى الصهيونى وانعكاساته على الداخل الإسرائيلى (1 – 6)

   

مقالات ذات صلة