آثار ومصرياتالمنطقة الحرةسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الدكتور محمد عبد اللطيف يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة حلقات توعوية آثرية بعنوان ” حكاية آثر ” : “بيت السحيمى “

في يوم 9 يناير، 2021 | بتوقيت 1:00 مساءً

لهذا البيت قصة غريبة تمثل عملية دمج أكثر من منزل في وحدة واحدة لتكون منزلاً واحداً لا تجد وأنت فيه أي غرابة أو بناء نشاز ولكنه دمج تم فيه مراعاة فن العمارة بذوق رفيع عالى المستوى .. يعتبر هذا المنزل واحداً من أجمل وأكمل وأعظم منازل القاهرة الأثرية حيث جمع كل مميزات المنزل في العصور الوسطى من عناصر معمارية وكتابات أثرية تحتوى على تاريخ إنشائه وتجديده.

سمى هذا المنزل باسم بيت السحيمى نسبة إلى الشيخ أمين السحيمى شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر وهو آخر من سكن به وقد توفى هذا الرجل فى الثامن من أبريل عام 1347 هـ/ 1928م.

ونعود لقصة هذا المنزل الرائع فنقول أنه يقع فى حى الجمالية أحد أحياء القاهرة القديمة وعلى مقربة من تحصيناتها الشمالية وبالتحديد بشارع الدرب الأصفر المتفرع من شارع المعز لدين الله وبالنسبة لشارع الدرب الأصفر فقد ذكره المقريزى وقال أنه يقع مكان المنحر الفاطمى القديم – أى المذبح الفاطمى – وقد سمى بالدرب الأصفر لأنه يقال أن معظم مبانيه كانت تميل فى لونها إلى الإصفرار.

إحدى المقاعد الموجودة بقاعات بيت السحيمى
البئر بالحديقة الخلفية ببيت السحيمى
الطاحونة خلف بيت السحيمى
ساقية المياه بيت السحيمى
واحدة من أجمل النافورات بإحدى قاعات بيت السحيمى

أما عن بيت السحيمى فقد بنى فى العصر العثمانى ويتكون من قسمين الأول وهو الجنوبى وقد أنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوى سنة 1058 هـ/ 1648م وهذا القسم هو واجهة المنزل حالياً ويطل على شارع الدرب الأصفر وهذه الواجهة مكونة من مجموعة قيمة من المشربيات والشبابيك الخرط الجميلة والدقيقة الصنع.

أما القسم الثانى وهو البحرى أو الشمالى فقد أنشاه الحاج إسماعيل بن شلبى سنة 1211 هـ/ 1796م وهو الذى أدمجه فى القسم الأول وجعل منهما منزلاً واحداً وهذا القسم أكبر من القسم الجنوبى وفيه عدة قاعات أجملها وأعظمها القاعة البحرية المطلة على حديقة المنزل وبهذه الحجرة باب مصنوع من السن والزرنشان يرجع إلى القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى أى قبل إنشاء المنزل بقرن تقريبا وللمنزل سلالم أخرى تؤدى إلى بقية الحجرات ، كما أن به حماما بديعا وحديقة فسيحة.

وبالركن البحرى الشرقى للحديقة توجد طاحونة كانت تستعمل لطحن الغلال وساقية كانت معدة لرى الحديقة الفسيحة ولإمداد المنزل بمياه الشرب ، ويعتبر هذا المنزل تحفة فنية تتمثل فيها عظمة المنازل المصرية من حيث جمال التنسيق ودقة الصناعة والمحافظة على التقاليد ومراعاة العوامل الجغرافية.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار

   

مقالات ذات صلة