آثار ومصرياتالمنطقة الحرةسياحة وسفر

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى” يواصل مع” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات عن “شخصيات مصرية نسيها التاريخ “ الملك نقطانب الاول (3)

في يوم 22 نوفمبر، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

..وهكذا بلغ الفيضان اشده فى طول البلاد وعرضها وخاصة فى الفرع المنديسى مما دفعت القائد الفارسى باصدار الامر الفورى للانسحاب من مصر والا سوف يتم تدمير كل الفرس غرقا،وكذلك كل المراكب الفارسية.وفى هذا الامر شرح المؤرخ ديدور الصقلى الامر برمته (ومما قاله انه فى شهر سبتمبر كان الفيضان على اشده ووصل الى ذروته القاسية والى درجة عظيمة يحكى عنها المصريين وامام تدفق المياه الجارفة اضطر الجيش المشترك الى الانسحاب كاملا)

وبالفعل تقهقر الجيش المشترك بعد ان قتل منه وتوقى منه ما توفى،ورجع عائدا الى اسيا وخاصة منطقة عكا،وظل هذا الانسحاب من منتصف شهر اغسطس ولمدة اسبوعين كاملين حتى اوائل شهر سبتمبر وهكذا رجع ما رجع من الجيش الى منطقة عكا والتخطيط مرة اخرى لاحتلال مصر وهنا دب خلاف اخر كبير بين القائدين الاغريقى والفارسى.

اما عن الملك الفارسى ارتكزركزس الثانى لم يستطيع التصديق بالامر وكان طاعنا فى السن انذاك،بخلاف امور داخلية فى البلاط الفارسى لم تكن على ما يرام وأفلت الامر من يده داخليا بجانب ظهور ثورات وانفصال مناطق كثيرة من اليد الفارسية ومنها منطقة (كابودوشيا) وغيرها وهكذا اصبح االامر فى بلاد فارس سىء تماما والوصول الى قمة السؤ الفارسى سياسيا فى عام 370 ق.م.

وهكذا ارتاح الملك المصرى العظيم نقطانب الاول من الغزو الفارسى ومن المخاطر الخارجية كذلك،مما دفعه بالاهتمام الكامل بامور البلاد وظل يحكم اللابد حتى وفته المنية فى عام 362 ق.م.وهذا الامور سوف نعرفها من الاثار العدة التى تركها لنا.

ولكن قبل الكتابة عن اثار هذا الملك لا يسعنا سوى القول بان هذا الملك يعتبر من اعظم الملوك المصريين الذين دافعوا عن بلادهم بكل حنكة وتقدير،وليس كما يقال بان الفيضان كان السبب،وكما فى التاريخ الاغريقى والفارسى مبررين الهزمية على الفيضان فقط دون تدخل من المصريين انفسهم،ولايجب ان ننسى كذلك بان التعداد للجيش المصرى كان لا يتعدى 80 الف مقاتل بجانب اكثر من 200 الف مقاتل فارسى واغريقى مرتزق.وان فى مصر رجالا يدافعون عنها ودافعوا عنها قديما وحديثا ومنهم قديما ذلك الملك العظيم نقطانب الاول والذى يعتبر احد الملوك العظام الذى نسيهم التاريخ او تناساهم التاريخ.

 اثار الملك نقطانب الأول

1-معبدادفو:

 ناووس من الجرانيت للاله حورس وقد نقش على عارضتى الناووس ان الملك قد اهداه للمعبد وعليه نصا من الاله حورس يصف هذا الاثر ممجدا الملك نقطانب الاول.وعلى هذا الناووس نجد ايضا نقشا من عهد الملك بطليموس الحادى عشر (سوتر الثانى)

– ورقة بالخط الديموطيقى مؤرخة بالعام الخامس عشر تحتوى على عقد زواج عثرعيلها فى جدار مقام باللبنات فى الركن الشمالى من الصرح الكبير وهى محفوظة بالمتحف المصرى.

2- نقراطيس:

لوحة من الجرانيت الاسود خاصة بتتويج الملك فى سايس لمعبد الالهة نيت.وهذه اللوحة تمتاز بجمالها وغرابة نقشها لانها تحتوى على عدد كبير من الكلمات التى نجد فيها ان الهجاء التقليدى بالاشارات المقطعية قد حل محل الاحرف الابجدية وحدها.

وقد ترجم الاثارى (ايرمان) هذه اللوحة،وقد قال (ماسبيرو) عند فحص هذه النقوش بان هذه اللوحة قد كتبت باختلاط الكاتب بالاغريق واختلاطه بهم ومعرفته بحروفهم الابجدية

ولكن هذا الراى قد رفضه الاثارى (ييل) الى اظهر ان كتابات مثل لوحة نقراطيس هذه توجد فى نقوش اخرى معاصرة لها او ترجع الى العصرالساوى وان هجاء الكلمات مصرية خالصة؟؟

ولكن مع احترامنا لكل هذه الاراء فلا يسعنا سوى القول والتوثيق بان الكتابة فى العصور المتاخرة قد تاثرت فعلا بالثقافة الاغريقية منذ عهد الاسرة الصاوية وانها قوبلت بالترحاب فى البلاط الفرعونى.وفى هذا الامر يقول المؤرخ (ديدور الصقلى) بان الملك بسماتيك الاول كان من كبار المعجبين بالثقافة الاغريقية لدرجة انه ثقف اولاده بهذه الثقافة الاغريقية.ومن هنا تاثر بعضا من المصريين فى العصر الصاوى بها ايضا وخاصة الكثير من الكتاب المصريين واستخدموا بعض الاحرف فى الكتابة لبساطتها المدهشة وقد دخلت هذه الاحرف فى الكتابة المصرية منذ ذلك العهد

3- وادى الحمامات:

 يوجد نقش على صخور وادى الحمامات فى مغارة مؤرخة بالعام الثالث من فصل الزرع تخص الملك نقطانب الاول وفيها نشاهد الاله امون جالسا على عرشه ويذكر فيه امون رع رب تاج الارضين.

4 -منف:

لوحة السرابيوم والتى عثر عيلها الاثارى(بروكش) والتى تعود الى العام الثالث من حكم الملك.وقدعثرعليها الاثارى بروكش مصادفة فى قلعة القاهرة ضمن الاثار التى كانت محفوظة بها.

– لوحة منقوشة بالديموطيقية مؤرخة بالعام الثالث من حكم هذا الملك وهى محفوظة الان بمتحف برلين،وكانت موضوعة فى ضريح العجل أبيس.

– لوحة منقوشة مكتوبة بالديموطيقية مستخرجة من السرابيوم عثر عليها الاثارى ميريت وتذكر موت العجل أبيس مؤرخة بالعام الاول من حكم الملك نقطانب الاول.

– لوحة مؤرخة بالعام الثامن من حكم الملك وهى محفوظة بمتحف اللوفر عثر عيلها فى سرابيوم منف عثرعليها الاثارى فيدمان.

– وجدت قطعة منقوش عليها اسم الملك والقابه وعثر عليها فى سرابيوم منف.

– قطع من تابوت للملك المصنوع من حجر البرشا الاخضر وهى محفوظة بالمتحف المصرى ولاندرى كيفية وصول هذه القطع الى هنا ولكن من المحتمل ان تابوته قد جىء به الى القاهرة فى عهد الخلفاء.

– تمثال عليه لقب (خبر كا رع) وهو محفوظ بالمتحف البريطانى وحوله جدل حتى الان بين كونه سنوسرت الاول او نقطانب الاول حيث ان هذا اللقب قد اخذه هاذين الملكين فقط فى التاريخ وهو خبر كا رع.

– تمثال للملك وهو مصنوع من الديوريت وقد مثل راكعا وهو موجود بالمتحف المصرى.

– عثرالاثارى بيترى على نقش دون عليه اسم هذا الملك (خبر كا رع) فى قصر ابريز بمنف ومازال الجدل مستمرا بينه وبين الملك سنوسرت الاول.

– وجدت قطعة فى مبنى دير (افاجرمياس) عليها اسم هذا الملك.

– قطعة حجر منقوش عليها اسم هذا الملك.

– عثر على تمثال مجيب لهذا الملك مصنوع من القيشانى الاخضر وجد فى معبد الاله بتاح،مما دفع الكثرين من الاثاريين يقولون بان هذا الملك من المحتمل بان يكون قد تم دفنه فى منف.

والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة الحديث عن اثار الملك نقطانب الاول

كاتب المقال

الباحث الآثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة