آثار ومصرياتسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” ( 9 )

في يوم 27 سبتمبر، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

في حقيقة الامر عندما ندرس خصائص رب النيل في العقيدة المصرية القديمة نجدها مخالفة تماما لما كتبه المؤرخ مانيتون السمنودى

وخاصة انه قال بان المصريين كانوا يعبدون اله النيل وكان له قدسية خاصة في الفكر المصرى،وهذا مخالف تماما للفكر المصرى القديم لانه لم يكن عابدا للحيوان او النبات او حتى نهر النيل.

وللدلالة على ذلك بان مانيتون نفسه علم العالم خطأ بان اسم رب النيل هو الاله (حاعبى) ولكن الحقيقة العلمية الحديثة على العكس من ذلك تماما.فهذا الرب قد صوره المصرى القديم فى هيئة انسان بجسم رجل به ثدى انثى يحمل فوق رأسه نباتات مائية منذ اقدم العصور

وهذا يعنى انه ليس الها معبودا وكما كتب فى العصر البطلمى ولم يؤلهه ايضا المصريين او يعبدوه بالرغم من عشقهم للنيل وحبهم الشديد لمياه النيل.

اترو عا: ففي الأصل اللغوى المصرى القديم فان اسم نهر النيل هو (اترو عا = النهر العظيم) ومنها جاء فيما بعد فى اللغة العربية اسم ترعة،وهو الاسم الذي أطلق على المجرى الجنوبي العظيم كما أطلق اسم الأنهار على فروعه في الدلتا ولم يكن حعبى مجرى مياه مؤله.

 اما الاسم (النيل) فلقد أتى من اللغة اللاتينية (نيلوس اى الطمى) وهذا من مميزات نهر النيل دون الانهار الاخرى فى العالم القديم ومن هنا لابد لنا من اعادة الاشياء الى نصابها الصحيح والتفرقة بين المسميات الحقيقية لنصل الى المعرفة الحقة من واقع الفكر المصرى القديم.

وهذا ما يؤكد بان البطالمة صنعوا ديانة وعقيدة مصرية دون صحيح التاريخ ودون صحيح فكر المصرى القديم. فالنيل كان المصرى القديم يعشقه لانه واهب الحياة والخيرات وليس معبودا على الاطلاق

حاعبى: من ناحية اخرى فى الدقة الدراسية نجد ان اسم حابى او حاعبى يعنى بكل دقة (الفيضان) فكيف يكون الفيضان الها يا اصحاب العقول؟؟ ويا من تصدقون الفكر البطلمى والمأخوذ من كتابات مانيتون السمنودى،فحابى يقصد مياه الفيضان وهل كان الفيضان خيرا؟

قمن المعروف بان الفيضان كان مخيفا جدا للمصرى القديم من حيث اغراق الزرع والارض وما الى غير ذلك.

– اما فى العصر البطلمى فنجد التغالى فى حب هذا النهر لارضاء المصريين ونجد ظهور الها يدعى حابى وهو اله النيل وما الى اخره من خرافات بطلمية ليس لها صحة فى مصر القديمة على الاطلاق.

وهكذا نجد ترنيمة مصرية من العصر البطلمى وليس لها مثيل فى مصر القديمة تخص اله النيل وهذه الترنيمة تقول بالنص الحرفى ((حعبى..أبو الآلهة..الذي يغذي ويطعم ويجلب المئونة لمصر كلها، الذي يهب ويأتي الخير في طريقه والغذاء عن بنانه ويجلب مجيئه البهجة لكل إنسان))

والسؤال الان هو:هل كان حاعبى فعلا ابو الالهة وكما فى الفكر المصرى االقديم؟؟.

وفى ترنيمة اخرى تخص اله النيل في العصر البطلمى تقول (( الكا كل فرد الحياة فى اسم قرينه انك فريد أنت الذي خلقت نفسك من نفسك،دون أن يعرف أى فرد جوهرك)) ولذك فلقد كررت مرارا وتكرارا فى كتابى ترميم التاريخ بانه لا وجود للاله حابى كاله للنيل فى مصر القديمة وانما حابى فيعنى الفيضان فقط.فكل هذه الأخطاء التاريخية كان سببها ما كتبه مانيتون عن الالهة المصرية وكما ذكرنا من قبل الربة حاتحور وهنا نتكلم عن الرب حاعبى الذى لا يوجد أصلا في الفكر الدينى المصرى القديم.

ومن الغريب ان تقام أبحاث عن مانيتون السمنودى دون الرجوع الى المتخصصين المصريين هذا وان وجدنا أصلا.ومن الغريب بان دار (روافد) للنشر أصدرت كتابا بعنوان (الجبتانا..أسفار التكوين المصرية) لمؤلفه المؤرخ المصرى القديم مانيتون السمنودى والذى كتب هذا المؤلف تقريبا في عام 270 ق.م.

وانه قد كتب ذلك بتكليف من رب الأرباب (رع) بعد رؤية جاءته صعد خلالها إلى السماء راكبا (جبار) وهو كائن يشبه الحصان وله أجنحة ذهبية،ليسجل فيها نشأة الشعب المصرى وظهور سلالة المصريين وما الى اخره وفى رواية خلق الكون نجد بان هناك تشابه كبير بين ما كتبه في الخليقة وبين ما جاء في سفر التكوين أصلا.

اليس في هذا التاريخ كان الملك بطليموس الثانى قد استدعى 70 حبرا يهوديا لكتابة كتب العهد القديم ومنها آنذاك سفر التكوين وهذا ما عرف في التاريخ المسيحى والتاريخ البطلمى باسم (الترجمة السبعينية) فهل هناك علاقة ما،بين ما كتبه مانيتون وبين ما كتبه احبار اليهود،وهنا نتسائل من اخذ من من؟؟ وخاصة موضوع منى الخالق ومنها خلق كذا وكذا،وهل للرب منى لكى يخلق منه الرياح والهواء وما الى اخره كما في سفر التكوين وكما في تاريخ مانيتون عن الخليقة؟؟

وهنا نتسائل أيضا اذا كان مانيتون اخذ منهم فلماذا سب اليهود وقال عنهم نصا (انهم صنف نجس) ولكنه لم يشرح هذه النجاسة او معنى النجاسة من وجهة نظره حول هؤلاء اليهود.ومن المعروف آنذاك السطوة اليهودية الكبرى في العصر البطلمى بداية من بطليموس الأول ونهاية ببطليموس السادس ثم تحول الامر بعد ذلك الى العكس من ذلك تماما.

ولذلك فانى اعتقد انا شخصيا بان احبار اليهود آنذاك اخذوا خلسة كيفية الخلق من مانيتون السمنودى بارادته او بدون ان يدرى لهذا التاشبه الكبير بينهما في الخليقة الأولى حيث كان الظلام الدامس والماء الازلى.

وهذا احتمال من رأى الشخصى لانه كان كارها لليهود وبشدة ولعلها كانت غيرة لسطوتهم آنذاك وتقربهم الشديد للملك بطليموس الثانى،ولذلك رغب في محاباة هذا الملك من اجل الطاعة والاستفادة في نفس الوقت.والدليل على ذلك بكل وضوح لا شك فيه مطلقا،لانه من يعارض مطلقا تغير اسم مدينته سمنود والتى كان اسمها في مصر القديمة  (ثب نتر) وكانت عاصمة الإقليم الثانى عشر من أقاليم مصر السفلى،الى اسم (سبنيتس) في عهده في العصر البطلمى.

فكيف لم يعارض تغير اسم مدينته ومعشوقته كما قال بنفسه.بل وبنى بها معبدا بامر من بطليموس الثانى نفسه،لم تعرفه مصر من قبل وهو معبد الاله (انوريس شو) وكان كاهن هذا المعبد هو نفسه المؤرخ المصرى الاول القديم مانيتون السمنودى والسؤال ههنا  من هو الاله انوريس شو؟؟

واحيانا كان الاله انوريس يصور فى هيئة اله محارب،تعتلى راسه ريشتان عاليتان مستقيمتان كما فى ريشة الاله امون او الاله مين

وقد اخذ لقب (ابن الشمس) وايضا الشكل الادمى ويمسك بحبل ويعنى هذا الاسم (الاله الذى يحضر البعيد) الذى يستطيع ان يجلب كل بعيد.وقد ارتبط هذا الاله باسطورة هلاك البشرية وبامر اعادة حاتحور ابنة اله الشمس التى كانت قد هربت الى بلاد النوبة،وكما تكلمنا في مفال الربة حاتحور.

السؤال :هل فى العقدية المصرية القديمة عرفنا اسم هذا الاله؟ او كان له ذكرا؟؟ وهل فى الأسطورة هربت حاتحور الى بلاد النوبة؟

 والى لقاء مع المقال القادم باذن الله ومواصلة الحديث عن مانيتون السمنودى

كاتب المقال

الباحث الآثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” ( 8 )

   

مقالات ذات صلة