المنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الدكتور محمد عبد المنعم صالح يكتب لــ” المحروسة نيوز ” عن : خطايا  الإعلام ..وتأثيرها على الأمن القومى المصرى !!

في يوم 25 يوليو، 2020 | بتوقيت 2:00 مساءً

الأمن القومي هو المفهوم الشامل لأمن الوطن الداخلي والخارجى ، حيث أن الأمن الداخلي يشمل كل ما يمس أمن المواطن والمنشات الرئيسية للدولة والأمن الاجتماعي وحماية وتطبيق القوانين ومنع العصبيات والتطرف والغوغائية.

أما الأمن الخارجي فهو حماية حدود الوطن البرية والبحرية والجوية ،وأي تهديد خارجي لهذه الحدود أو ترصد أو طمعا في موارد الدولة الطبيعية الموجودة علي أراضيها أو في مياهها الإقليمية أو ما يعتبره خبراء الإستراتيجية خطوط حمراء ممنوع الاقتراب منها.

وحيث أن الإعلام هو أحد القوي الناعمة للدولة ،وله تأثيره في بناء الإنسان والتكوين الفكري للمواطن داخلياً أو في المحيط الإقليمي أو الدولي، فلابد أن تكون له قواعد تحكمه و تخطط له في تفعيل دور المواطن والمؤسسات في تحقيق خطط الدولة التنموية سواء في بناء الإنسان أو بناء الوطن.

والإعلام بأعمدته الرئيسية المقروءة والمسموعة والمرئية وأضيف إليها الصحف والبوابات الالكترونية ، لابد من الإستخدام الصحيح لها،وتعظيم الإستفادة منها خاصة وأن أعداء الوطن سواء كانوا دولاً أو دويلات أو جماعات إرهابية يستخدمون هذه الأدوات في التأثير علي المواطن وإحداث الفرقة والبلبلة بين الأفراد قبل الدخول في مواجهة مباشرة مستخدمين السياسة الإستعمارية القديمة ” فرق.. تسد”.

ومن ضمن أساليب الحرب الحديثة هو تفريغ المواطن من إنتمائه وولائه وحبه لوطنه ،وإفشاء روح الإستهتار والسطحية في فهم الأمور تحت مسمي الحرية والفكر المتحرر من القواعد والقيم التي تحكم المجتمعات التي تميز هويتها وشخصيتها.

ومن أكثر من عقدين من الزمان، أستبدلت الدولة إعلامها الرسمي ببدائل عشوائية لم تخضع لما ينبغي من دراسات وإبحاث فكانت النتيجة بدائل دون المستوي و خضعت لمجاملات كثيرة وفتحت الأبواب لمواهب ضعيفة وتم تهميش كل ما هو كبير وظهرت موجات الفن الهابط والفكر المنحرف ووجدت هذه الأسماء من يحتضن أعمالها و يدفع لها الملايين في هذه المسلسلات والبرامج التافهة والفن الرخيص، والتي تسببت في تحولات كثيرة في الذوق المصري ،ولم يكن غريبا أن تنتشر المخدرات في الأعمال الفنية ،وجرائم القتل والاغتصاب ،ولاشك أن الإعلام المصري كان له دور في هذه الأمراض الإجتماعية بل لقد وصل الأمر إلي المنافسة بين مطربي الشوارع علي من يكون أكثر إسفافاً!!.

وقد إختفت من الشاشات الرموز الحقيقية للإبداع المصري وحلت محلها عناكب غريبة في الغناء والدراما (كما وصفها  الكاتب الصحفى الاستاذ فاروق جويدة –في هوامش حرة بتاريخ 17-7-2020 بجريدة الاهرام )

وأقترح تشكيل مجموعة مماثلة للمجموعة الاقتصادية تحت مسمي المجموعة الثقافية تشمل الجهات المعنية بشان بناء الإنسان، والفكر الثقافي المصري، من وزارات الثقافة،والإعلام، ووزارة التعليم العالي ،والتربية والتعليم ، والأوقاف والمؤسسات ذات الصلة بحيث توضع من خلالهم القواعد والأسس التي ترسخ القيم والمباديْ التي تحكم توجهات الإعلام المصري المستقبلية.

إن الإعلام المصري في حاجة لأن يغير شاشاته وحواراته وسذاجته وسطحية أفكاره،وهذا يحتاج إلي مواهب حقيقية يتخلص فيها من أمراض مزمنة ، آن الآوان للتطهر منها.

إن الرئيس السيسي يطالب الإعلام بأن يقوم بدوره في بناء الإنسان المصري، حيث أن الظواهر واضحة ،والخلل معروف والقصور له شواهده لإعادة تنظيم الإعلام المصري.

اقول للهيئة المسئولة عن الاعلام ” الهيئة الوطنية للإعلام ” إنتهزوا هذه الفرصة التي حباكم بها الله من قيادة سياسية حكيمة وواعية وحكومة تعمل بكل جهد وإنجازتها الكبيرة ومجلس تشريعي يعمل مع القيادة السياسية والحكومة لوضع قواعد إساسية لدولة عظيمة هي مصر- فإنتبهوا لأمنها القومي  – والله الموفق

 

كاتب المقال

الدكتور محمد عبد المنعم صالح

استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية والوبائية

خبير التنافسية في الموارد البشرية من منظمة العمل الدولية

استشاري تدريب معتمد من المنظمة الامريكية للفنادق

استشاري تدريب معتمد من منظمة العمل الدولية

استشاري تدريب معتمد من كلية ادنبره -باسكتلندا

محاضر بالمعهد القومي للجودة.

   

مقالات ذات صلة