أخبار عاجلة

الباحث الآثارى والمرشد السياحى” أحمد السنوسى ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ”  عن : بالإثبات فلسطين ليست أرض المعياد كما يدعى الإسرائيليين لأنفسهم ” الحلقة الأخيرة “

في يوم 28 يونيو، 2020 | بتوقيت 10:24 مساءً

تدمير إسرائيل كاملاً والغائها عام 70 ميلاديا ..وفى هذا التدمير تم إلغاء ما يطلق عليه السلالة اليهودية على الأرض وكذلك اللغة والديانة والدولة،وأصبح ليس لهم وجود على الأرض مطلقا.

أما عن اليهود الناجين فتم القبض عليهم كلهم بلا إستثناء ومنهم المؤرخ يوسيفوس فى الإسكندرية وتم ترحيلهم إلى روما وبداية قصة بنى إسرائيل في التاريخ الأوروبى بدأ من (عبيد روما) حتى ظهور سلالة هيرتزوج وأخرهم كان تيودور هرتزلر وبداية تاريخ إسرائيل في العصر الحديث.

وهكذا نجد بأنه بدأ من عام 70 ميلاديا تم محو إسرائيل كاملاً،ولكن هناك ناجيين من هذه الكارثة المدوية والتي هي أفظع بكثير مما فعله معهم قديما فرعون مصر في عهد موسى عليه السلام..وهذا هو بيت القصيد هنا لأن الناجين فقط من المذابح والأسر تحركوا في إتجاهين لا ثالث لهما وهم:

– الإتجاه الأول :

  • هروب بعضا من اليهود ومنهم أحباراً إلى المنطقة العربية وخاصة شبه الجزيرة العربية واليمن…وهؤلاء هم أحبار اليهود الذين نزل فيهم القرأن الكريم مع رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وكان منهم يهود الأوس، والخزرج ،ويهود بنى قنيقاع ،ولكن هذا ليس مجاله هنا وإنما فى بحث اخر.

– الإتجاه الثانى :

  • هؤلاء اليهود المسحوبين على يد الرومان كقطارات للعبيد وكمساجين إلى روما ثم إلى مقاطعتها الخارجية فيما بعد،والذى كان منهم أكثر سجين مشهور فى التاريخ وهو المؤرخ يوسيفوس..وهؤلاء العبيد بدأ ذى بدء إعتبروا فى القانون الرومى من أحقر السلالات البشرية انذاك،..وحرم هؤلاء العبيد من جميع الحقوق،أما الأطفال منهم فإدمجوا مع الأسرات الرومية التى لاتنجب أطفالا، ومنذ ذلك الحين تفرقت بنى اسرائيل فى الأرض.
  • وفى عام 106 ميلاديا حيث الإمبراطور (تراجان) ، وعاد بعض اليهود من الجزيرة العربية واليمن إلى القدس خلسة وأخذوا في الإعداد لعمل ثورة وأعمال الشغب، وتم القضاء عليهم تماما،وأعلن الإمبراطور الرومى مدينة القدس مستعمرة رومانية وأباد كل اليهود أو من يتواجد منهم.
  • وفى اليمن ظهرت في عام 130 مدرسة في اليمن عرفت باسم (مدرسة ربيع بن عقبة) وكذلك دمرها الرومان تماماً وأختفى اليهود من اليمن تماماً وقبعوا في منطقة شبه الجزيرة العربية (مكة والمدينة المنور) ثم ظهور قبائل اليهود العربية.
  • وفى عام 135 ميلادياً قامت الثورة الكبر بقيادة اليهودى (شمعون باركوخبا) فى عهد الإمبراطور (هادريان) وكانت ثورة  تعتبر ضرباً من الجنون والإنتحار أيضاً..لأن الإمبراطور عندما علم بالأمر وتساءل كيف يظهر  يهود بهذا الكم بعد كل ذلك ويقيمون ثورة كبرى ؟.. فأرسل القائد الرومى الشهير (يوليوس سيفيروس) وقبض على باركوخبا وتم إعدامه.
  • كما إنه في هذه الثورة قتل ما يقرب نصف مليون يهودى ويزيد،ولم يتبقى لليهود أية بذرة في أرض فلطسين على الإطلاق ولا حتى خارج فلسطين سوى بعضاً في اليمن تحت التستر والخوف من الرومان،أما في شبه الجزيرة العربية فعاشوا آمنين مطمئنين.
  • بعد أحداث باركوخبا السالفة الذكر،قام الوالى الرومانى على فلسطين (يوليوس سيفيروس) وهدم منطقة معبد سليمان تماما ولم يتبقى منه سوى أحجار متناثرة هنا أو هناك، وكذلك منطقة داوود أو مدينة داوود وأصبحوا ذكرى مكتوبة فقط.

منطقة هيكل معبد سليمان:

  • ذلك المعبد الذى يبكى عليه اليهود حتى يومنا هذا نرجع ونقول لهم أين كان أصلاً هذا المعبد ،وكم مرة في عرف التاريخ تم تدميره منذ عهد الملك المصرى شيشانق حتى عهد القائد الرومى يويلوس سيرفيوس؟…وأصبحت منطقة المعبد مهجرة ومدمرة تماماً.
  • فالمعبد أصلاً الذى تتباكون عليه لم يدم أكثر من 20 عاماً فقط منذ بناءه ، ولم يدم أكثر من خمسة سنوات منذ وفاة سليمان عليه السلام،وتم نزول اللعنة الإلهية عليه بأمر الله وتدميره على مدار التاريخ.
  • والسبب هم اليهود أنفسهم ولايلومون أحداً إلا أنفسهم، وها هو صحيح التاريخ أمامنا وأمامكم،.. ونكرر ونقول مرة أخرى بأن أول تدمير له في عرف التاريخ  كان على يد الملك المصرى ” شيشانق” وأخرها على يد الحاكم الرومى سيرفيوس.
  • والسؤال هنا أتبكون على معبد ولا تبكون على أنفسكم بسبب عصيانكم الدائم لإلهكم وإله العالمين؟؟.. وماذا فعلتم بشريعة موسى؟!.. ،وما فعلتم بأقوال المسيح عليه السلام ؟..وماذا قلتم على ستنا مريم البتول؟!.. فلعنة الله عليكم وعلى تاريخكم المقزز.
  • واليوم تبكون على المعبد وتتهمون العرب بأشياء ليست بصحيحة على الإطلاق ولماذا لا تتهموا روما والرومان أيضا؟!.
  • فمنطقة المعبد في عام 190 ميلادياً في عهد الإمبراطور (سبتيموس سفيريوس) أمر ببناء أول معبد رومانى في فلسطين، وهو معبد (جوبتر) ، بل بنى معبدين ضخمين لهذا الإله الرومى أحدهما في بعلبك بلبنان ،والثانى في فلسطين ،وفى نفس مكان معبد سليمان .
  • بل تقول المصادر التاريخية بإنه إستخدم نفس الحجارة المتبقية من المعبد، ولم يظهر هذا المعبد على الإطلاق حتى يومنا هذا،..فلماذا لا تشنوا الهجوم على روما الآن وكما تشنوا هجومكم الدائم على العرب؟!.. وهل هدم العرب لكم شيئا؟!..
  • بل قام الإمبراطور وأصدر مرسوماً بتجميل مدينة القدس وإعتبارها مدينة رئيسية للإمبراطورية الرومانية وأصبحت مركز للشعاع الثقافي الرومى ومركزاً لعبادة الآله جوبتر في الشرق.

وهذا كان ملخص سريع لتاريخ فلسطين وتاريخ القدس وأصبح اليهود في شتات كامل على الأرض وفى ذلك تاريخ أخر على المستوى الأوروبى وفى الشرق أيضاً،حتى ظهورهم مرة أخرى على الأرض بعد أكثر من 19 قرنا ويزيد وقيامهم بإحتلال فلسطين في عام 1948 وبداية نشاطهم الحديث في كتابة التاريخ المغلوط والذى لا يعمله الكثير من الناس على مستوى الكرة الأرضية كلها.

والسؤال الأخير في هذا البحث التاريخى وهو سؤال خاص لبنى إسرائيل فقط وهو:

  • هل فعل معكم العرب والمسلمين مثلما فعلت معكم شعوب الأرض ،وخاصة في أوروبا بدأ من الرومان حتى ظهور مؤتمر صهيون العالمى بقيادة تيودور هرتزلر؟!.
  • ألم تعيشوا في الشرق وتحت كنف الإسلام  بحرية كاملة حتى في خلافة الأندلس نفسها، مع إن ذويكم في المناطق الأخرى كانوا لمجرد التشكك فيه يحرق بالنار فوراً أو بالإعدام؟.
  •  وماذا فعلت معكم روما في محاكم التفتيش ،ولا أسبانيا ،ولا فرنسا،..فعلا انتم شعباً نمرود ولا تحافظون على الجميل أبداً أبداً.
  • فكيف نثق فيكم ونؤمن لكم،..وانتم لم تصونوا عهداً في حياتكم ، ..ولم تصونوا شريعتكم بل أنتم من نشر الرزيلة والفجور في العصر الحديث.

وأبشركم بتدميركم الأخير في السنوات القادمة،..وهذا ما كنتم به توعدون وإسالوا نبيكم أسراً في ذلك.

وبالله التوفيق وهو الموفق والمستعان

 

كاتب المقال

الباحث الآثارى والمرشد السياحى        

أحمد السنوسى

” السنوسى” يعود ويكتب سلسلة مقالات حول شخصية “المؤرخ المصرى القديم مانيتون السمنودى”.. إنتظرونا

   

مقالات ذات صلة