آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى “يواصل  كتاباته عن: ” العقيدة والدين في مصر القديمة” (22 )

في يوم 15 مايو، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

بعد ان توغلنا قليلا في رجال الحكمة في عصرى الدولة القديمة والوسطى،نصل الان الى ادولة الحديثة والتي فيها العجب العجاب.

وكلنى هنا اود ان اشير الى رأى احد العلماء المتخصصين في الحضارة المصرية وخاصة في عصر الدولة الوطسى وهو الاثارى الكبير (والس بدج) وهو أيضا احد المتخصصين في العقيدة المصرية القديمة وكتب كتابه الشهير باسم (الديانة المصرية القديمة) والذى قال فيه بالنص (بالرغم من كل التناقضات الموجودة فى نصوص التوابيت فلا يسعنا الا ان ننتهى الى راى واحد قاطع وهو ان المصرى القديم بالرغم من هذا التناقض الشديد كان يعتقد فى اله واحد وان الالهة الاخرى ولو حتى اوزير نفسه ما هى الا من خلق هذا الاله الواحد الاكبر)) وهذه شهادة حق من احد الاثريين الانجليز الذين تخصصوا فى دراسة الديانة المصرية القديمة واصدر كتابه الشهير هذا فى اكسفورد عام 1934.

والسؤال الاهم الان هو:ماذا كان سيقول هو نفسه الان فى عام 2020 بعد ظهور الترجمات الحديثة والمتطورة لهذه اللغة القديمة؟؟ هل يمكن ان يقول بان الكثيرين من المصريين كانوا موحدين؟؟

والاثرى والس بدج في كتابه هذا ناقض تماما ما كتبته من قبل الاثرية الامريكية مدام (دى باك) اول من تكتب عن العقيدة المصرية القديمة،والتي بدأتها من توابيت الدولة الوسطى ولم تتوغل في المقولات السابقة والتي تخص التوحيد وأصدرت كتابها عن طريق معهد شيكاغو الامريكى بعد دراسة هذه التوابيت لاكثر من عشرة سنوات كاملة،ولم تلاحظ للأسف الشديد فكرة التوحيد بالاله الواحد واهتمت بمناظر التوابيت والوانها ونصوصها الإلهية وليست نصوصها التوحيدية.

بل اقسم بتمام الجزم بانها لم تدرس العقيدة المصرية نفسها،لانها لم تلاحظ اية تناقضات في نصوص هذه التوابيت وكما فعل الاثرى بدج وكتب ما كتبناه في الأعلى ورأيه الصريح القاطع.والدليل على ذلك ويثبت الجهل الدينى عند هذا المتوفى او عدم الايمان مثلا، ماجاء في احد النصوص التي تقول (الى الافراد المنعمين فى حضرة اتوم اله الشمس) وهذا هو التناقض نفسه وخاصة ان اتوم ليس له اية علاقة من قريب او بعيد بعقيدة الشمس.بل جاء أيضا في تعويذة شهير تعرف باسم (رقية ساحر) وفيها مثل هذا النص،وهنا نقول الم يكن اتوم هو اول الخليقة الذى ظهر من النون التل الازلى وقبل حتى خلق الشمس او اى شىء في الكون.

ومثل هذه التنتاقضات الغريبة هي التي دفعت بالاثرى والس بدج بالتفكر والتدقيق في هذه العقيدة ويرجع الى جذورها منذ عهد الدولة القديمة،وهذا ما دفعه بان يقول رايه القاطع في هذه العقيدة،وبالرغم من كل هذا التناقض الا ان المصرى القديم كان في فكره ولب فكره هو عبادة الاله الواحد والايمان بالاله الواحد.

ومن ناحية أخرى فان مدام دى باك،تقولت بفكرة غريبة جدا وسار معها والى الان الكثير من الناس وخاصة الغير متخصصين او مدققين في هذه العقيدة عندما قالت بالنص (بان ملك مصر وكبار الكهنة كان في خلدهم بانهم هم المنعمين فقط وليس باقى افراد اشعب) وهنا أقول لها اليوم من اين اتيتى بمثل هذه الأفكار يا سيدتى؟؟

والدليل على ذلك وأيضا من عهد الدولة الوسطى التي حضرتك تخصصتى فيها،ذلك التابوت الخاص بسيدة تدعى (سات خرحتب) وهى سيدة من عامة الشعب من الاسرة 12،وكذلك تابوت قائد الجيش من هذا العهد أيضا ويدعى (سبى) وكلا التابوتين محفوظان في متحف برلين بألمانيا.وفى كلا التابوتين نقش جميع تفاصيل رحلة العالم الاخر منذ الدفن حتى الوصول الى حضرة المحكمة،وكل النصوص الكاملة طوال الطريق.

و فى نهاية النصوص مدنا الكاتب او الكاهن بفكرة واهمية ومحتوى هذا الكتاب وتقول الترجمة الحرفية للنصوص (ان من لا يعرف بداية هذا الكتاب (الطريقين) ونهايته يغمر الخوف اسمه الذى فى جوفه. وان فلانا يعرفه ولا يجهله يكون به الروح المسلح الذى على راس الابواب.وكل انسان يعرف هذا الفصل يكون مثل رع فى شرقى السماء ومثل اوزير فى اعماق العالم السفلى وسينزل الى رجال البلاط الاربعة اصحاب النار ولن يحرق بها لا ابدا وانه وصلها بسلام امنا ) وهذا في حدذاته يثبت ما يلى:

وهذا دليل واضح وضوح الشمس بان الملك ليس هو وحده فقط المنعم بنعيم الاخرة،بل يتساوى فى ذلك مع عامة الشعب والدليل على ذلك هاتين التابوتين. وهذا ما يناقض تماما ما قاله البعض من العلماء بان العقيدة كانت تخص الملك والكهنة المقربين فقط،،فهل نرمم التناريخ!! وهنا يظهر السؤال الان وهو:اين عقيدة التوحيد ههنا؟؟

فاجيب عليه وأقول له راجع ما كتبنا في المقالات السابقة وكذلك اللاحقة،وفكر جيدا فيما كتبه الاثرى والس بدج.وان الحق لا يموت ابدا

وكان هناك مصريين موحدين بالاله الواحد،سواء كانوا كثرة او اقلية،ولكن في نهاية الامر كان هناك موحدين ولا شك في ذلك قط

والى لقاء مع مقال الغد باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة