تأخرت مصر كثير عن تنظيف شجرتها المورقة بالجمال المثمرة بالرقى والفن الجميل والأخلاق النبيلة طوال عمرها الضارب بجذوره البعيدة فى أعماق التاريخ الإنسانى والتى تناولتها تلك الأيدى العبثية المارقة التى لوثت بعض الأوراق وعطبت بعض الثمار فأفرزت أجيالا لا نحسبها منا رغم وجودهم فينا يلعبون بعقول أبنائنا ويلوثون أخلاق بناتنا فأمسينا أغرابا نرى مالا نعرفه ونعمل مالا نقبله.
إذا كنا قد بدأنا بإرادة مجتمعية فلابد من مساندة سياسية قوية لتظيف شجرتنا المورقة من هذه الأوراق العطبة ولو قطعنا شأفة بعض الفروع المائلة فى سبيل انطلاقة علمية حضارية أخلاقية حقيقية يرفرف عليها بل ويأخذ بها فن راق وجميل وممتع إلى عالم التقدم والرقى والسبق بين الأمم.
أرى أن نعمل أيضا من منع الفن الهابط الذى يمارس من خلال التسجيلات الإلكترونية فى الشوارع وعلى المقاهى وفى المواصلات العامة وحتى قاعات الأفراح؛ فلا ينشر أو يذاع إلا ما وافقت عليه رقابة المصنفات الفنية والمهن الموسيقية .
أين نحن من الحسبة والمحتسب بدوره الرقابى لكل سلوكيات المجتمع وممارسة الخارجين علينا بالرذائل عيانا جهارا فى مناحى الحياة المختلفة.
