أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الكاتب الصحفى والأديب “محمود الجمل” يكتب لـ “المحروسة نيوز” قصة قصيرة بعنوان “مفتون بأسماء”

في يوم 5 يناير، 2020 | بتوقيت 10:00 مساءً

مفتون باسماء

لاتغلق عينيها قبل أن تنتهي من تدخين سيجارتها رقم أربعين. هي تؤمن بأن الدخان المشبع بالنيكوتين قادر على مطاردة كل الأشباح .. تعشق طعم التبغ المحترق.. تراه الوحيد القادر على أن يؤنس وحدتها.. الوحيد القادر على ترويضها.. لايشغلها طعاما مهما كانت دسامته.. فقط بعض أسماك البحر.. أكدت لي ذات مره انها تعشق الجمبري .. لكنها تكتفي من الطعام بما يكفي للبقاء.. فقط هو الدخان المتعاقد الكثيف المندفع من بين الشفتين وفتحتي الأنف بدلال غير مقصود هو نقطة الضعف الوحيده. لاتذكر اول مره أشعلت فيها سيجارتها الأولى.. لعلها في إحدى سنوات الجامعه.. تذكر انها ترددت كثيرا في اخبار والدتها بأنها صارت مدخنه محترفه.. السيجاره صارت رفيقتها المختاره دون البشر.. تراها اول واخر المتع في عالم يعج بالثعالب الصياده.. أدركت منذ زمن طويل ان الصعود فقط صار مقصورا على المحظيات.. وهي اختارت ان تظل تحمل في داخلها قلب راهبه رغم أنها تملك جسدا تحسدها عليه عارضات الازياء.. حاله يحظي فيها الجسد الممشوق بارقي الثياب.. ووجه تميزه عينان تشعان حسنا وبراءه وشفتين لايحسنان سوي القدره على الإمساك بمقدمة لفافات التبغ والضغط عليها بقوه تاركه لقوافل الدخان مساحه متسعه تنطلق خلالها خيول النيكوتين بطعم الميريت.. تجوث في حنايا الصدر الناهد ثم تعاود الهرب.. تعدوا لكي تخرج للفضاء بعد أن تلامس جدران الأنف الدقيق.. تخرج دافئه ومثيره تعلن عن وجود شخصيه مستقله..

لم يجرح النيكوتين المتدفق خلال النهار ولا اللفافات الأربعين صوت اسماء العميق الساحر القادر على ري كل شجيرات الافتنان.. لو لم تكن عاشقه للحروف لباتت مغنية أوبرا عظيمة التأثير.

 

قد تبدو واهيه بعض اسباب الافتنان ..

لكن تظل تلك الخيوط غير المرئيه تربط بين قلبين ..

الجسد الأول اختار ان يعاقر الدخان وان يصادق الرؤى المناميه وان يخلد الي فراشه بعد أن يطفئ سيجارته رقم أربعين.

والجسد الثاني اختار ان تظل روحه متعلقه بعاشقة الدخان.. يخلو الي نفسه مستمتعا باسترجاع رسائلها الصوتيه.. التي دائما ماتنتهي بعبارة.. تسلم يارب.

   

مقالات ذات صلة