
في تطور جديد يعيد الجدل القديم إلى الواجهة، أعلن حساب على موقع “فيسبوك” منسوب لأحد أحفاد عبدالحليم حافظ، عن نية الأسرة الكشف عن مستند رسمي “يُنهي نهائيًا” الجدل الدائر منذ أكثر من خمسين عامًا حول زواج العندليب الأسمر من الفنانة الراحلة سعاد حسني.
ورغم أن التصريح لم يأتِ صريحًا ليؤكد وقوع الزواج أو ينفيه، فإن النبرة التي حملتها المنشورات والتلميحات الضمنية تشير إلى أن ما سيتم نشره مساء الجمعة سيكون بمثابة بيان نفي قاطع، وفق ما ورد على لسان عبدالحليم الشناوي، حفيد شقيقة عبدالحليم حافظ، عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”.
وكتب الشناوي: “حل لغز زواج العندليب (حبيبتي من تكون) الذي حير محبي حليم في مصر والعالم بأسره على مدار نحو نصف قرن منذ وفاته. انتظروا غدًا الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة بوست من العيار الثقيل على صفحات حليم الرسمية الخاصة بالعائلة بمستند أصلي ودليل قطعي ينفي زواج حليم من إحدى المشاهير.”
وأضاف: “كما روجت له الشائعات بغرض التشهير والنيل من شخصية عظيمة مثل عبدالحليم حافظ، وأنه لم يتم أي ارتباط رسمي، وأن العلاقة انتهت من طرف حليم، وأن الرسالة كانت مرسلة من السيدة الفاضلة لحليم بعد إنهاء العلاقة من طرفه!!”
خلفية القصة: هل تزوّج العندليب والسندريلا؟
لطالما شغلت العلاقة العاطفية بين عبدالحليم حافظ وسعاد حسني الرأي العام، وتحولت إلى مادة جدلية في الإعلام المصري والعربي. الرواية الأكثر انتشارًا، والتي تبنتها الكاتبة والإعلامية الكبيرة “مفيدة شيحة” والكاتب الصحفي الكبير “مفيد فوزي” (والذي كان مقربًا من سعاد)، تشير إلى أن العندليب تزوج السندريلا عرفيًا لمدة ست سنوات، لكن دون إعلان رسمي، بناءً على رغبة عبدالحليم نفسه بسبب طبيعة نجوميته وتخوفه من فقدان جمهوره النسائي.

في المقابل، نفت أسرة عبدالحليم حافظ مرارًا وتكرارًا تلك الرواية، مؤكدين أنه لم يتزوج مطلقًا، وأن علاقته بسعاد حسني لم تتجاوز حدود الصداقة الفنية والإنسانية.
وبعد وفاة سعاد حسني عام 2001 في ظروف غامضة بلندن، تجدد الجدل حول القضية، خاصة بعد أن زعمت بعض المذكرات المنسوبة لها أنها بالفعل تزوجت عبدالحليم، وأن العلاقة كانت مليئة بالتوترات والغيرة، قبل أن تنتهي بالفراق.
ظهور وثيقة جديدة.. نهاية الجدل أم بداية فصل جديد؟
إذا صدقت وعود حفيد شقيقة العندليب، فإن الوثيقة المنتظرة قد تضع حدًا لهذا الجدل الذي طال أمده، وتوضح الحقيقة المغيّبة. إلا أن كثيرين يرون أن “الوثائق وحدها لا تكفي” في ظل غياب أصحاب القصة أنفسهم، معتبرين أن المسألة ستبقى مفتوحة على التأويلات حتى لو قُدمت أدلة مكتوبة.
في المقابل، يرى آخرون أن الوقت قد حان لإغلاق هذا الملف، لا سيما وأنه لا يتصل فقط بشخص عبدالحليم حافظ وسعاد حسني، بل يمس أيضًا التاريخ الفني لمصر وذاكرة جمهور ظل يتغذى على تلك القصة باعتبارها إحدى أشهر “رومانسيات العصر الذهبي”.
وبين الحنين إلى زمن الفن الجميل، والرغبة في معرفة “الحقيقة كاملة”، تبقى أعين الجمهور متجهة إلى الساعة السادسة من مساء الجمعة، في انتظار “المستند” الذي قد يكتب الفصل الأخير في حكاية عشق أسطورية ظلّت حبيسة الأقاويل لأكثر من خمسين عامًا.
