أخبارشئون مصريةمنوعات

من الأقصر.. روث الخيول يتحول إلى ذهب أخضر

مشروع بيئي مبتكر يغيّر الواقع ويمنح الأمل

في يوم 11 مايو، 2025 | بتوقيت 1:28 مساءً

في مدينة الأقصر، حيث يمتزج عبق التاريخ بنبض الحاضر، لم يكن أحد يتخيل أن روث الخيول، الذي لطالما اعتُبر مصدر إزعاج بصري وبيئي، قد يحمل في طياته بذرة التغيير. لكن مشروعاً رائداً، بدعم من برنامج المنح الصغيرة لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، نجح في تحويل هذا التحدي إلى فرصة، تحت شعار: «توفير فرص كسب العيش بالتدريب على إعادة تدوير روث الخيول إلى سماد عضوي».

من “مخلفات مزعجة” إلى مورد حيوي

تتبنى جمعية “نور الإسلام الخيرية” هذا المشروع النوعي، الذي لا يقتصر على معالجة التلوث، بل يتخطاه لتمكين المجتمع المحلي اقتصادياً وبيئياً. وقد بدأت الخطوة الأولى من داخل مدرسة الأقباط الكاثوليك، حيث تحدث الدكتور حامد محمد إسماعيل إلى التلاميذ، قائلاً: “الروث ليس نهاية، بل بداية لدورة حياة جديدة”، مشيراً إلى قدرته على إنتاج سماد عضوي وغاز حيوي، والمساهمة في تقليل التلوث والانبعاثات.

الحنطور.. بداية التحول

كان أصحاب الحنطور من أبرز المستفيدين من هذا المشروع. فبعد أن عانوا لسنوات من تراكم مخلفات خيولهم، جاءت ورشة توعية بقيادة الدكتورة عفاف عبدالباسط لتغيّر مفاهيمهم. شرحت فيها خطورة الروث غير المعالج، ثم عرضت الحل: أكياس مخصصة لجمعه، ونظام آمن لنقله وتدويره. هنا بدأت نقطة التحول، فصار ما كان عبئاً مصدر دخل إضافي.

الحنطور بالأقصر

استدامة تبدأ من المدرسة

الأطفال لم يكونوا مجرد متفرجين، بل شركاء في الحلم. تعلموا أن البيئة مسؤوليتهم، شاركوا في أنشطة فنية وتثقيفية، وتخيلوا مدينتهم أنظف وأجمل، خالية من الروائح الكريهة والحشرات. هكذا تتأسس ثقافة بيئية حقيقية، تُبنى على المشاركة لا التلقين.

تجربة قابلة للتكرار

المشروع يمثل نموذجاً عملياً للتنمية المستدامة المتكاملة، حيث تلتقي البيئة مع الصحة العامة والتعليم والاقتصاد. وقد أثبت أنه حين تتوافر المعرفة والثقة، يصبح المجتمع المحلي قادراً على التغيير.

في النهاية، هذه التجربة تؤكد أن الحلول العظيمة قد تبدأ بأبسط الأفكار: كيس خلف عربة حنطور، يفتح باباً لغدٍ أنظف وأفضل.