نظّمت سفارة جمهورية أذربيجان بالقاهرة بالتعاون مع مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ندوة موسعة تحت عنوان : “الذكرى الثلاثون لدستور أذربيجان وبناء المؤسسات الوطنية (المؤسسات الإعلامية نموذجًا)”، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية.
دستور تاريخي واستفتاء شعبي واسع
وفي كلمته خلال الندوة، أكد السفير د. ألخان بولوخوف، سفير جمهورية أذربيجان في مصر، أن اعتماد الدستور الأذربيجاني في نوفمبر 1995 شكل علامة فارقة في تاريخ الدولة، حيث أسس لنظام ديمقراطي حديث يرسّخ مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وأشار إلى أن الدستور الحالي هو الرابع في تاريخ أذربيجان، والأول منذ الاستقلال، وقد نال دعمًا شعبيًا واسعًا في استفتاء عام شارك فيه أكثر من 91.9% من المواطنين، ما يعكس وعي الشعب الأذربيجاني وإيمانه بالمشاركة السياسية.
تعديلات لتعزيز الشفافية وحماية الحقوق
وتطرق السفير إلى سلسلة التعديلات التي شهدها الدستور في أعوام 2002، 2009، و2016، والتي جاءت استجابة لمتطلبات المرحلة، وهدفت إلى تعزيز كفاءة المؤسسات، وتطوير نظم الحوكمة، وحماية الحقوق والحريات، وضمان الشفافية والمساءلة.
كما شدد على أن الدستور ينص صراحة على حرية الصحافة والتعبير، ويعدّ الإعلام أحد الركائز الأساسية في بناء الدولة وترسيخ دعائم الديمقراطية.
مركز الحوار: منصة للتوعية وتبادل الخبرات
من جانبه، افتتح اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، أعمال الندوة مؤكدًا أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يسهم في رفع الوعي السياسي والقانوني، ويمكّن من تبادل الخبرات مع الدول الصديقة، وعلى رأسها أذربيجان.
أوراق بحثية: الدستور والإعلام في أذربيجان
شهدت الندوة تقديم ورقتي عمل مهمتين؛ الأولى قدّمها د. هيثم عمران، أستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، استعرض خلالها شمولية الدستور الأذربيجاني وتكامله في معالجة الجوانب السياسية والقانونية والاجتماعية.
أما الورقة الثانية فقدمها السيد شيخعلى علييف، مدير مكتب وكالة الأنباء الأذربيجانية “أذرتاج” في مصر، وتناول فيها دور الإعلام الأذربيجاني في دعم المؤسسات الوطنية، وإسهامه في تعزيز الثقافة الديمقراطية، متطرقًا إلى التحديات الراهنة التي يواجهها القطاع، وفي مقدمتها التطورات التكنولوجية واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
حضور رفيع المستوى وإدارة إعلامية متخصصة
شهدت الندوة حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر الأسبق، والدكتور عبد المعطي أبو زيد رئيس تحرير مجلة “آفاق آسيوية” الصادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات، والدكتور عادل مصطفى أستاذ الإدارة العامة، إلى جانب نخبة من الباحثين والمتخصصين في الشأن الأذربيجاني.
وقد أدار الندوة الكاتب الصحفي أحمد محمود من جريدة الأهرام، مشيدًا بأهمية مناقشة دور الإعلام في بناء مؤسسات الدولة، ومؤكدًا أن مركز الحوار يواصل أداء دوره التوعوي في تعزيز التفاهم الثقافي والسياسي بين الشعوب.
سعيد جمال الدين
