آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الدكتور أحمد عيسى يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : كفاية بقى حديث مغلوط وادعاء باطل وكده خلص الكلام !

في يوم 27 أكتوبر، 2019 | بتوقيت 1:23 صباحًا

كفاية بقى حديث مغلوط وادعاء باطل الحكاية اصلها “مخزن” لصوص وليس ” خبيئة” اصلية اجدادنا كانوا ناس عارفة أصول معتقداتهم كويس ومفيش عندهم أهمال وتسيب، التوابيت دي متقنة وثرية ولفائف مومياواتها زي ما قال الكتاب فهي إذن تدل على أن اصحابها من طبقة عالية يعني لازم لهم مقابر وما يترموش كده في التراب 70  سم على وش الارض بدون أية حماية وكمان بدون أية اثاث جنزي.

سر الموضوع قنصل انجليزي اسمه Henry Salt جه مصر عام 1815 وقضى فيها حوالي 15 سنة نهاب ولص درجة اولى و كان مورد الآثار الأول للمتحف البريطاني ومتحف اللوفر وعدد كبير من المتاحف الأوروبية الأخرى كما سطا هذا الآفاق على كنز برديات يقدر عددها بالمئات كانت في موقع قرية عمال مقابر الملوك في دير المدينة والتي نسبت إلى اسمه ومن أشهرها بردية Salt 124 التي تتحدث عن اشهر بلطجي في مصر القديمة والمسمى “بانبي” الذي لم يترك مصيبة ولا فاحشة ولا جريمه الا اقترفها.

طب وايه كمان عارفين القنصل المجرم ده كان بيجمع التوابيت اما بالشراء أو الحفر خلسة يفتحها ويبيع مومياواتها للكانيبالز (اكلة لحوم البشر) في أوروبا لتطحن وتسحق وياكلونها ضمن طعامهم لتجديد الشباب ثم تباع التوابيت وحدها بعد ذلك للمتاحف العالمية.

وعارفين كان بيخزن التوابيت وباقي الآثار المتحصل عليها بالنهب فين ؟ في فناء (حوش) منزله وذلك بدفنها على بعد بسيط من سطح الأرض تمهيدا لاستخراجها بسرعة وبدون عناء عندما تعقد صفقتها وعارفين مكان الحوش ده فين؟!.

 ياه ده هو نفس المكان اللي لقوا فيه التوابيت اياها وبيقولوا “خبيئة” و هي “مخزن” Henry Salt القديم اللي امام بيته اللي حل فيه “عوض” وتوارثه بعد رحيل Salt عام 192  والذي اورثه لزوجته ثم أبنائه من بعدها (رجل و 4 نساء) وهو البيت الذي نزعت الآثار ملكيته قبل حوالي عشر سنوات ولو تم تفتيش ارضية المكان جيدا فسوف يبوح بالكثير من الأسرار ويخرج آثارا أخرى.

إذن فإن “نهيبة” Salt قد أصبحت في عرف الاثاريين المحدثين “خبيئة” العساسيف يا ناس تاريخ وحضارة بلدنا أمانة والمعرفة الصحيحة والحقيقة وحدها هي واجبكم الذي تلتزمون به وليس الحواديت المختلقة والبطولات الزائفة والانجازات المصطنعة.

 انظروا الى وجوهكم في المرايا لتروا كيف تكون سمات غير الصادقين ولتروها كما يراها الباقون الذين يرون أن الآثار وهي اغلى ما تمتلك مصر تدار بلا مصداقية وتتحول من عمل جاد ومخلص وأمين إلى مهرجانات و بروباجندا  وكده خلص الكلام.

كاتب المقال 

الأستاذ الدكتور أحمد عيسى 

استاذ الآثار المصرية القديمة  بكلية الآثار جامعة القاهرة 

 

   

مقالات ذات صلة