
أصدرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بيانًا شديد اللهجة شجبت فيه تصرفات الممثل المصري محمد رمضان، خلال حفل غنائي أُقيم مساء الأحد 13 إبريل الجاري ضمن فعاليات مهرجان “كوتشيلا فالي” في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن إطلالة رمضان التي وصفها بـ”الغريبة والمستفزة” أثارت حالة من الاستياء والاستهجان، لا سيما بعد تصريح مصممة الأزياء فريدة تمرازا التي بررت التصميم بأنه مستوحى من الرموز المصرية القديمة.
رموز الحضارة ليست للعبث
وأوضح البيان أن الحملة، كعادتها، تعتمد النهج العلمي في الرد على أي إساءة تمس الحضارة المصرية.
لذلك كُلّفت الدكتورة رنا التونسي، نائب رئيس الحملة ومسؤول البحوث والدراسات الأثرية، بإعداد تقرير حول الرموز المصرية المستخدمة في إطلالة رمضان.
وقد بينت التونسي في تقريرها أن استخدام “مفتاح الحياة” أو عنخ في تصميم البدلة يفرغ الرمز من معناه المقدس، مشيرة إلى أن هذا الرمز الهيروغليفي العريق يمثل “الحياة” و”الحياة الأبدية”، وكان يستخدم في الفن المصري القديم كرمز لقدرة الآلهة والملوك على منح الحياة وحمايتها.
وأضافت أن الأحزمة والعقود التي ارتداها رمضان كانت أيضًا جزءًا من عناصر الحياة اليومية لدى المصريين القدماء، وتحمل دلالات جمالية واجتماعية، وغالبًا ما ارتبطت بمكانة الشخص ووضعه الاجتماعي، خاصة إذا كانت مصنوعة من الذهب أو مرصعة بالأحجار الكريمة.

ألوان مقدسة… وإساءة متعمدة
وركزت التونسي على أهمية الألوان في الحضارة المصرية القديمة، مشيرة إلى أن استخدامها في تصميم البدلة يحمل أبعادًا رمزية عميقة. فاللون الأزرق ارتبط بالسماء والخصوبة والآلهة، والأخضر بالحياة والبعث، والأصفر بالذهب والخلود والإله “رع”، والأسود بالموت والخصوبة وتربة النيل.
وبحسب التونسي، فإن استخدام هذه الألوان بنفس التداخلات القديمة أضفى على الإطلالة طابعًا مصريًا قديمًا مشوهًا، ما دفع كثيرين للربط بينها وبين الزي الفرعوني المقدس.
العلم والأهرامات في مشهد صاخب… إهانة لا تُغتفر
واختتم الدكتور عبد الرحيم ريحان البيان مؤكدًا أن أكثر ما أثار الغضب هو رفع محمد رمضان لعلم جمهورية مصر العربية وصورة الأهرامات الخالدة على المسرح، خلال عرض صاخب لا يمت لأي مناسبة وطنية أو قومية بصلة، معتبراً أن ما حدث يمثل “إهانة لكرامة العلم المصري ورموز مصر الحضارية”، بل إهانة لكل المصريين، أجدادًا وأحفادًا.
وطالبت الحملة في بيانها بمحاكمة محمد رمضان بتهمة الإساءة لرموز الحضارة المصرية والعلم الوطني، معتبرة أن ما حدث تجاوزٌ يستوجب المساءلة والمحاسبة، دفاعًا عن هوية مصر التاريخية والحضارية.