
في كل مرة تُذكر فيها الأهرامات، يتردد صدى التاريخ، ويشعر الزائر برهبة المكان الذي شهد ولادة أعظم حضارات العالم. لكن اليوم، لا نكتب عن ماضي الأهرامات فقط، بل عن حاضرها ومستقبلها، وعن الحاجة المُلِحّة لتطوير تجربة زيارتها بشكل يليق بهذا التراث الإنساني الخالد، ويُرضي تطلعات الزائر العصري، ويحترم دور كل من يعمل في المنظومة السياحية.
لقد سرّني اليوم أن أعلم بعقد جلسة حوار واستماع داخل مجلس النواب المصري لمناقشة تجربة تطوير زياره اهرامات الجيزة ، وهي خطوة ذكية ومحترمة من النائبة الكريمة نورا علي، تعبّر عن وعي حقيقي بأن تطوير المقاصد الأثرية لا يكون خلف المكاتب، بل من خلال الاستماع إلى الميدان، والاحتكاك بالتجربة الواقعية، ووضع توصيات نابعة من فهم شامل وليس ردود أفعال متسرعة.
وأنا – كخبير في التسويق السياحي الدولي، ومتخصص في قيادة وتنفيذ حملات الترويج العالمية للمقاصد السياحية – لطالما آمنت لطالما آمنت أن تحسين تجربة الزائر داخل المواقع الأثرية ليس مجرد تحسين شكلي، بل عنصر حاسم في بناء سمعة المقصد السياحي ورفع معدلات العودة إليه (Visitor Retention). فالتجربة السياحية ليست فقط لحظة استمتاع مؤقت، بل هي ذاكرة حية يصطحبها السائح معه، وتتحول إلى شهادة شخصية يُشاركها مع محيطه ويقرر من خلالها إن كان سيعود… أم لا. ومنذ أكثر من 10 سنوات وأنا أطالب بضرورة إحداث نقلة نوعية في إدارة تجربة الزائر داخل المواقع التاريخية في مصر. وقد كنت أول من تقدم رسميًا في عام 2018 بمشروع متكامل يهدف إلى إعادة تصميم تجربة دخول السائح داخل المناطق الأثرية، انطلاقًا من قناعتي بأن لحظة الدخول الأولى تُحدد المزاج العام للزيارة بأكملها، وتؤثر على رضا السائح وعلى سمعة المقصد عالميًا.
إن إدارة التجربة السياحية يجب أن تُبنى على أسس علمية وفهم حقيقي لسلوك الزائر، لا على ردود أفعال وقتية أو إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك. والتاريخ السياحي لا يُصنع بالشعارات، بل بالمسارات، وبمواقف الاستقبال، وبراحة الزائر، وبصوته حين يعود ليقول: “كانت تجربة تستحق التكرار.”
لذلك تابعت باهتمام في الأيام الأخيرة حالة الجدل بعد بدء التشغيل الفعلي للمنظومة الجديدة. ولكني فضّلت الصمت لفترة، احترامًا للنقاش الهادئ بين الأطراف، وابتعادًا عن سجالات غير مثمرة، حتى وجدت أن الساحة تمتلئ بالاتهامات بدلًا من الحلول، وبحملات التبرؤ من المسؤولية بدلًا من تحملها.
للأسف، ما كان يُفترض أن يكون مشروعًا للتطوير، تحوّل في أيامه التجريبية الاولي إلى نزاع بين أطراف مختلفة. البعض يحمّل المرشدين السياحيين المسؤولية، وآخرون يتهمون جهات التشغيل، وفريق ثالث يبرئ نفسه ويبحث عن كبش فداء. لكنّ التجربة السياحية لا تُبنى بهذا الشكل. التجربة تكتمل عندما يُنصَت للجميع، ويُختبر كل اقتراح على أرض الواقع، ويُقيّم بموضوعية، لا بأحكام مسبقة أو رؤى ضيقة.
المرشد السياحي… شريك لا خصم:
مؤلم جدًا أن يخرج أحد المقالات باتهام المرشدين السياحيين بأنهم يرفضون التطوير حفاظًا على مصالحهم، في اختزال غير عادل للدور المهني الذي يقومون به. فالحقيقة أن المرشد لا يملك أي مصلحة تجارية داخل الموقع. لا يبيع، ولا يشتري، ولا يتقاضى عمولات من أحد. هو فقط يشرح، يرافق، ويغادر.
لكنّه في المقابل، يُطالب الآن بأن يُدمج في أوتوبيس واحد مع مرشدين آخرين، مع زوار من أعمار وجنسيات واهتمامات مختلفة، دون أدنى اعتبار للفروق أو للخصوصية التي تفرضها كل مجموعة. وهو ما يُفقد الجولة معناها، ويرهق الجميع، ويجعل من التجربة عبئًا بدل أن تكون متعة.
مشاكل في التنفيذ… لا في الفكرة:
الفكرة في جوهرها نبيلة، لكنها في التنفيذ واجهت عراقيل عديدة، من أبرزها:
- سوء توزيع محطات الصعود والهبوط داخل المنطقة.
- اضطرار الزائر للوقوف داخل الحافلات الكهربائية في جو شديد الحرارة.
- غياب مرونة المنظومة أمام الحالات الخاصة أو الظروف المفاجئة.
- التكدس الشديد في نقاط بعينها دون غيرها، بسبب ضعف التخطيط المسبق لمسار الزيارة.
مقترحات ذكية مستندة إلى واقع ميداني وخبرة عملية طويلة لي في هذا المجال:
إن ما أقدّمه هنا من حلول في هذا المقال الطويل لا ينبع من تصورات نظرية أو اجتهادات مكتبية، بل هو خلاصة خبرة عملية تمتد لأكثر من 35 عامًا من العمل المتواصل في قلب تطوير وتسويق القطاع السياحي، تخللتها آلاف الجولات الميدانية، وتفاعلات حقيقية مع الزائرين من مختلف الخلفيات والثقافات، داخل مواقع أثرية حسّاسة مثل منطقة الأهرامات.
هذه الخبرة العميقة منحتني فهمًا دقيقًا لطبيعة الموقع، وتفاصيله، وتحدياته اليومية، مما يتيح لي القدرة على التمييز بين ما يصلح للتطبيق فعليًا، وما قد يبدو جيدًا على الورق لكنه يتعارض مع خصوصية المكان أو سلوك الزائر.
وبناءً على ذلك، أطرح هذه المقترحات كحلول عملية قابلة للتنفيذ، تهدف إلى تحقيق التوازن بين راحة الزائر، وسلاسة الحركة، والحفاظ على قدسية وهيبة الموقع الأثري:
اعاده تخصيص منظومة السيارات الكهربائية بشكلها الحالي
داخل المنطقة وتخصصها فقط لفئات معينه ومحدده من الزائرين (مثل السياح المصريين – مجموعات المدارس- السياح منفردين القادمين بالتاكسي او باوبر – سياح قادمين بدون مرشد سياحي – سياح سيارات ملاكي – سياح مقيمين داخل البلد) وبشروط معينه وقابله للتنفيذ.
ولا يصح – لا مهنيًا ولا عمليًا – اعتماد معيار “عدد الركاب فوق ٣٥ سائحًا” كشرط للسماح بدخول الأوتوبيسات إلى المنطقة الأثرية، لأن هذا المعيار يغفل تمامًا طبيعة السياحة الثقافية المنظمة.
فالواقع أن الغالبية العظمى من البرامج السياحية الثقافية الجادة، سواء المحلية أو الدولية، لا تضم أكثر من 30 سائحًا في المجموعة الواحدة، وذلك لاعتبارات جوهرية تتعلق بجودة التجربة وتفاعل المرشد مع المجموعة. فالمرشد السياحي المحترف لا يمكنه تقديم شرح متوازن أو إدارة جولة ثقافية ثرية لمجموعة تتجاوز هذا العدد دون التأثير سلبًا على جودة الجولة نفسها.
كما أن المجموعات الأصغر غالبًا ما تكون أعلى في الإنفاق، وأكثر اهتمامًا بالمحتوى الثقافي والتاريخي، وهم من يشكّلون الشريحة المستهدفة في السياحة الراقية التي نطمح لتعزيزها.
لذلك، فإن الاقتراح الأدق والأكثر منطقية هو السماح بدخول جميع المركبات التي تحمل لوحات “سياحية” معتمدة، بغض النظر عن عدد الركاب، طالما أن الرحلة منظمة عبر شركة مرخصة ومصحوبة بمرشد سياحي معتمد. هذا هو المعيار الاحترافي الذي يحترم السياحة الجادة، ويُميز بين الرحلات الثقافية النظامية وبين التجمعات غير المنظمة
السماح المنظم بدخول الأوتوبيسات السياحية النظامية:
يُسمح فقط بدخول الأوتوبيسات الخاصة و الصغيرة والمتوسطة و التي تخص الشركات السياحية المعتمدة فقط، شريطة أن تكون المجموعات مصحوبة بمرشد سياحي معتمد ومسجل لدى الجهات المختصة.
وهذا يضمن لنا:
- الحفاظ على جودة الجولة السياحية.
- الالتزام بالمسارات والزمن المحدد.
- تقليل الفوضى الناتجة عن التجمعات العشوائية.
إنشاء مواقف واضحة ومنظمة عند نقاط التوقف الرئيسية:
- تصميم مواقف استراتيجية للحافلات في نقاط التوقف الثلاث (المدخل، البانوراما، أبو الهول).
- توفير علامات مرئية، وأرضيات مخصصة للوقوف المؤقت والمستمر للدخول والخروج .
- استخدام أنظمة إدارة حركة إلكترونية لتنظيم الصعود والنزول وتحقيق الانسيابية.
إعادة تخصيص الأوتوبيسات الكهربائية بالمنطقه كوسيلة وصل من الخارج فقط:
- تُستخدم الحافلات الكهربائية فقط لنقل زوار السيارات الملاكي أو الأجرة من مواقف خارجية إلى داخل المنطقة.
- ويُمنع تمامًا دخول هذه السيارات الخاصة إلى قلب المنطقة الأثرية، حفاظًا على البيئة البصرية، والهدوء، والأمان داخل الموقع.
رؤية متكاملة لتطوير تجربة التجول حول منطقة الأهرامات:
تطوير تجربة التجول في محيط منطقه الأهرامات لا يقتصر على تحسين الخدمات أو تنظيم الحركة، بل هو إعادة ضبط للمشهد العام بما يليق بعظمة المكان، ويُرسّخ لدى الزائر شعورًا بالاحترام والهيبة، بعيدًا عن العشوائية أو الفوضى البصرية والسلوكية. لان ما نقدّمه للسائح في الأهرامات لا يُقاس فقط بعدد الأحجار أو الصور، بل بمدى احترامنا للزمن، وللتاريخ، وللإنسان. والتجربة المتكاملة لا تُبنى إلا في بيئة مُنظمة، خالية من التلوث البصري والسلوكي، وراعية لمشاعر الزائر وسلامته وكرامة من يعمل بالموقع
وانطلاقًا من أهمية الحفاظ على الانطباع البصري والنفسي للزائر منذ لحظة دخوله وحتى مغادرته، فإنني أقترح تبنّي هذه الإجراءات الجادة والمتكاملة:
الإزالة الكاملة للباعة الجائلين من أمام الهرم الأكبر:
- يجب إنهاء ظاهرة الانتشار العشوائي للباعة الجائلين، لا سيما في منطقة الهرم الأكبر التي تُعد المركز البصري والروحي الأهم في الموقع.
- يمكن إعادة تنظيم نشاطهم داخل مناطق مخصصة محدودة ومدروسة، مثل:
- المنطقة الخلفية لزيارة أبو الهول.
- ساحة البانوراما العليا.
- هذه المواقع تُتيح تواجدهم دون التأثير على المشهد العام أو إرباك حركة الزوار.
- 2. الحظر التام لأي اقتراب عشوائي من السائح أو الأثر:
- يُمنع منعًا باتًا تواجد أي فرد غير مرخّص له، سواء كان مرشدًا غير معتمد أو ما يُعرف لدينا بـ”الخرتي”، بالقرب من الزوار أو من جسم الهرم نفسه.
- هذه الممارسات تُشوّه التجربة، وتُضعف من هيبة الموقع الأثري، وتُربك الزائر الذي يبحث عن تجربة آمنة، راقية، ومنظمة
الإلغاء الفوري لـ”الكارتة”( وانا اسميها هنا بالكارثة السياحية) والتي تجرها الدواب:
- حيث تشكّل هذه العربات خطرًا مباشرًا على سلامة السائح، حيث تفتقر لكافه وسائل الأمان، وتتسبب في حوادث متكررة و خطيره أثناء الحركة على الطرق الرملية غير الممهدة.
- كما أن استخدامها يُعد شكلًا من أشكال الإيذاء والهلاك للحيوانات التي تجرها، وذلك يُخالف المعاييرالأخلاقية والسياحية المعتمدة عالميا ودوليا.
بديل ذلك يمكن أن يكون:
- توفير جولات بانورامية مدفوعة عبر مركبات كهربائية صغيره جدا لفردين فقط وتكون صديقة للبيئة.
- أو مناطق مخصصة لتجربة ترفيهية آمنة مع الحيوانات خارج النطاق الأثري المباشر، تُدار بإشراف بيطري وبيئي وسياحي.
تنظيم وجود الجمالة وإنشاء حرم خارج النطاق الأثري المباشر:
- تخصيص ساحة خارجية محددة للجولات بالجمال مزودة بوسائل راحة وأمان.
- إنشاء كود سلوك (Code of Conduct) للجمالة يشمل تعليمات للتعامل مع السياح والحيوانات، تحت إشراف وزارة السياحة مباشره.
تفعيل سياسات خضراء لتقليل البصمة البيئية:
- إلزام كافة الأتوبيسات السياحية بإيقاف المحرك تمامًا أثناء التوقف.
- إطلاق حملة توعية للسائقين والزوار عن أهمية الحفاظ على البيئة داخل الموقع
استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الزوار في الوقت الفعلي:
- تركيب كاميرات ذكية وتحليلات حركية لرصد التكدس في الوقت الحقيقي.
- إرسال تنبيهات للموظفين أو للمشرفين لتحريك الزوار نحو مسارات أقل ازدحامًا.
- إعداد دراسة دقيقة لمعدلات الدخول والخروج من المنطقة الأثرية، بهدف مراقبة التكدس والقدرة الاستيعابية، وتنظيم توقيتات الزيارات بناءً على بيانات واضحة ومدمجة
- تحليل البيانات بشكل دوري لتحسين التصميم الديناميكي لمسار الزيارة.
إفكار اخري تنظيم الدخول والانتظار بالمدخل وتفادي للزحام:
ولذلك سأضع لكم أيضا بعضا من الحلول العملية والجذرية لتنظيم الدخول والانتظار بالمدخل وتفادي التكدس بمنطقة الأهرامات حيث يُعد تنظيم الدخول هو أول مشهد يواجه الزائر، وبالتالي فهو أحد أهم عناصر تكوين الانطباع الأول عن الموقع الأثري. وإذا أردنا تجربة متكاملة تليق بعظمة الأهرامات، فلابد من إعادة هندسة منظومة الدخول والخروج اعتمادًا على التكنولوجيا الحديثة، والتخطيط الذكي، والفصل الواضح بين أنواع الزائرين.
المقترحات التي يمكن أن تُحدث تحولاً حقيقيًا في نجاح منظومة الدخول:
تطبيق نظام التذاكر الإلكترونية المسبقة (E-Ticketing with Time Slots)
- يُتاح للزائرين شراء التذاكر من خلال الموقع الرسمي أو التطبيقات الذكية قبل زيارتهم، مع تحديد موعد دقيق للدخول (مثل: 10:00 – 10:30 صباحًا).
- يساهم هذا النظام في توزيع الزيارات بشكل مرن على مدار اليوم، ويُجنّب التكدس المفاجئ في ساعات الذروة.
- يمكن ربط التذكرة بمعرّف رقمي (QR code) يُفحص آليًا عند البوابات، دون الحاجة للتدخل البشري.
تقسيم المداخل حسب الفئات لضمان سهولة وانسيابية الدخول
- تخصيص مداخل منفصلة لكل من:
- المجموعات السياحية المنظمة مع مرشدين.
- الزائرين الأفراد.
- كبار السن وذوي الهمم.
- الحجز السريع (Fast Track).
- هذا الفصل يُسهّل السيطرة على التدفقات البشرية، ويُجنب اختلاط المسارات وتضارب الأولويات عند الدخول.
تفعيل خدمة Fast Track مقابل رسوم إضافية
- يقدم هذا المسار فرصة للزائرين الراغبين في تقليل الانتظار، خاصة في الأوقات المزدحمة، بالدخول السريع من بوابة مخصصة.
- يمكن استخدام رسوم هذه الخدمة في تمويل عمليات تحسين البنية التحتية، وصيانة المرافق، وتوفير دعم إضافي للمنظومة الذكية.
لوحات إرشادية ذكية وخرائط رقمية
- تركيب شاشات إلكترونية تفاعلية في محيط المداخل، تعرض:
- حالة الازدحام اللحظي.
- الاتجاهات المناسبة للوصول.
- توقيت الدخول القادم لكل مجموعة.
- تعليمات السلامة والتنظيم.
- توفير خرائط تفاعلية عبر تطبيق الهاتف المحمول، مدمجة مع تقنيات تحديد المواقع GPS، لتمكين الزائر من التنقل الذاتي بسهولة.
إنشاء منطقة انتظار ذكية (Smart Waiting Area)
- منطقة مظللة ومجهزة تتسع للزائرين المنتظرين دورهم حسب توقيت الحجز.
- مزودة بشاشات عرض ترفيهية/تثقيفية (فيديوهات عن تاريخ الأهرامات)، وخدمة Wi-Fi، ومقاعد مريحة.
- يمكن ربطها بنظام تنبيه ذكي (مثل صالات المطارات) لإشعار الزائر عند اقتراب توقيت دخوله.
مراقبة التكدس عبر الكاميرات الذكية والتحليلات الحية (AI Crowd Monitoring)
- تركيب كاميرات مراقبة مزودة بالذكاء الاصطناعي لرصد أعداد الزائرين في كل منطقة لحظيًا.
- التنبيه التلقائي عند تجاوز النسبة الآمنة من التواجد البشري.
- ربط النظام بمركز تحكم يوجّه موظفي التنظيم لاتخاذ التدخل اللازم (فتح بوابات إضافية، تأخير مؤقت لدخول مجموعة… إلخ).
تفعيل الحجز المتكامل مع النقل السياحي
- يمكن ربط تذاكر الدخول مع مواعيد وصول الأتوبيسات السياحية، بحيث تُنسّق الأوقات تلقائيًا بين حركة النقل والدخول.
- هذا الدمج يُقلّل من الضغط الناتج عن توافد عدة مجموعات في وقت واحد.
نظام تسجيل دخول ذاتي (Self Check-in Kiosks)
- نشر أجهزة ذكية عند المداخل، تمكّن الزائر من فحص تذكرته بنفسه، والحصول على خريطة مطبوعة لمسار الزيارة المقترح.
- هذا يقلل الاعتماد على الموظفين ويزيد من سرعة الدخول عند البوابة.
آلية حجز مرنة وقت الذروة – وطارئة
- في حال وجود طلب مرتفع على فترات معينة، يمكن إتاحة مرونة للحجز في أوقات إضافية برسوم أعلى، على أن يُستخدم العائد في تمويل فقط خدمات مثل المرافق، الحمامات والخدمات الأخرى.
لوحات زمنية متغيرة إلكترونيًا (Dynamic LED Signs)
- تعرض مؤشرات حية عن حالة الدخول في كل مدخل (أخضر – مناسب / برتقالي – مزدحم / أحمر – مغلق مؤقتًا).
- هذه اللوحات تُحدث بشكل مباشر بناءً على بيانات الكاميرات الذكية، ما يساعد في توجيه الحشود تلقائيًا.
لقد صغتُ لكم أصدقائي هذه المقترحات انطلاقًا من خبرة ميدانية لي تمتد لأكثر من ٣٥ عامًا خبره في قطاع تسويق السياحة الدولية والتجربة السياحية، خبرة تراكمت من قلب المواقع الأثرية المصرية، لا من خلف المكاتب. وهذه السنوات من العمل والتعامل اليومي مع الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات منحتني فهمًا عميقًا لطبيعة منطقة الأهرامات، وإدراكًا دقيقًا لما يُناسب خصوصيتها من حلول عملية قابلة للتنفيذ، وما يُعدّ عبئًا على تجربتها وروحها التاريخية.
إن هذه الرؤية لا تأتي من تنظير لاحد، بل من واقع نعيشه وملاحظة مستمرة لما سوف ينجح فعليًا، وما يُرهق المنظومة ويُضعف أثرها!
كل هذه الإجراءات المقترحة عاليه ليست رفاهية، بل ضرورة لتحقيق تجربة دخول منظمة، سلسة، وإنسانية تليق بزوار الأهرامات من مختلف أنحاء العالم. فحين يشعر الزائر أن دخوله تم بسلاسة، دون عناء، يكون بذلك قد بدأ زيارته بانطباع إيجابي، يصعب تغييره لاحقًا. حيث تبقى الأهرامات لنا رمزًا خالدًا، وتجربة الدخول إليها ينبغي أن تكون على نفس المستوى من الخلود والاحترام
تجربة زيارة الأهرامات ليست فقط دخولًا إلى موقع أثري، بل هي دخول إلى الذاكرة الإنسانية، إلى وجدان العالم، إلى صرح يجب أن يبقى متوهجًا في الأذهان، لا مشوبًا بالتعب أو الفوضى أو التخبط. لذلك من واجبنا جميعًا – دولةً، ومهنيين، ومجتمعًا – أن نحافظ على هذه الصورة، وأن نبني منظومة حديثة تُراعي احتياجات الزائر، وتحترم المشتغلين بالمجال، وتقدم لمصر ما تستحقه من مكانة في خارطة السياحة العالمية.
انا أؤمن أن الحلول موجودة، والتجربة الان قابلة للتحسين، وأن النقاش المهني والهادف هو طريقنا الوحيد إلى النجاح.
ولكم مني خالص التقدير،