أخبارمنوعات

ما لا تعرفه عن الحياة الأسرية للشيخ الراحل أبو إسحاق الحوينى

في يوم 18 مارس، 2025 | بتوقيت 4:57 صباحًا

لم يكن الشيخ أبو إسحاق الحويني مجرد عالم حديث بارز ومُحقق في علوم السنة، بل كان أيضًا ربّ أسرة كبيرًا، وأبًا لـ12 ابنًا، عاش حياته بين العلم وأسرته، حيث وجد في بيته سندًا وعونًا على مسيرته العلمية التي استمرت لعقود.

أسرة كبيرة.. 6 أبناء و6 بنات

رُزق الحويني باثني عشر ولدًا، قسّمهم الله بين ستة أبناء وست بنات، وكان نجله حاتم الحويني من أكثر أبنائه بروزًا في المجال الدعوي، حيث يُعد أحد أكثر الناقلين لفكر والده ومدرسته الحديثية، وكان أول من أعلن خبر وفاته عبر حسابه الرسمي على فيسبوك بكلمات مؤثرة:”إنا لله وإنا إليه راجعون.. مات أبي.”

زوجته الأولى.. سيدة في الظل خدمت علمه بصمت

كانت زوجته الأولى، أم حاتم، مثالًا للمرأة الصالحة التي تقف خلف عالم كبير، فلم تكن مجرد زوجة وأم، بل كانت شريكة في مسيرة العلم، حيث يُروى عنها أنها كانت:

    • ترتب دفاتره ومؤلفاته وتُفهرس أبحاثه.
  • تُسجل خطبه ودروسه وتنظم وقته.
  • تعتني بشؤون البيت وتربية الأبناء، بينما كان الشيخ متفرغًا للدعوة.

وما جعلها محط إعجاب كثيرين، أنها لم تعارض التعدد، بل كانت داعمةً لزواج زوجها بأخرى، وأثبتت بذلك زهدها وورعها وحبها للعلم، فلم تكن تسعى للشهرة أو الظهور في مجالس النساء، بل آثرت أن تبقى مجهولة، تعمل في صمت.

وفاة الحويني.. صدمة لأسرته ومحبيه

في مساء يوم 17 رمضان 1446 هـ / 17 مارس 2025، فارق الشيخ أبو إسحاق الحويني الحياة عن عمر 68 عامًا، بعد أزمة صحية حادة، حيث نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، ولم تمضِ ساعات حتى جاء الخبر الذي هزّ محبيه في مصر والعالم الإسلامي.

إرثه لا يقتصر على العلم فقط

وبجانب كتبه ودروسه وطلابه، ترك الحويني إرثًا عائليًا ممتدًا، من أبناء وبنات نشأوا في بيت العلم والحديث، لعلهم يكملون مسيرته العلمية، ويواصلون ما بدأه في خدمة علوم السنة النبوية.

النشأة والبداية 

وُلد الشيخ حجازي محمد يوسف شريف، المعروف باسم أبوإسحاق الحويني، في 10 يونيو 1956 بقرية حوين، التابعة لمحافظة كفر الشيخ شمال مصر. نشأ وسط أسرة متوسطة تعمل بالزراعة، وأظهر منذ صغره ميلًا للأدب العربي وعلوم اللغة، فكان قارئًا نَهِمًا للأدب الكلاسيكي، خاصة أعمال مصطفى لطفي المنفلوطي والرافعي.

في نهاية مرحلة الثانوية، انتقل إلى القاهرة ليقيم مع شقيقه، وهناك بدأت رحلته مع الدروس الدينية على يد الشيخ عبدالحميد كشك، قبل أن يلتحق بكلية الألسن بجامعة عين شمس، حيث درس اللغة الإسبانية، وتخرج بتقدير امتياز.

من الأدب إلى الحديث

انجذب الحويني خلال سنوات الجامعة إلى كتب الحديث، خاصة أعمال الشيخ الألباني، الذي أصبح له تأثير بالغ في مسيرته العلمية، فبدأ في التخصص بعلم الحديث، وقام لاحقًا برحلتين إلى الأردن والسعودية التقى خلالهما الشيخ الألباني وعددًا من علماء السلفية، مثل الشيخ ابن عثيمين وصالح آل الشيخ.

مسيرة دعوية

عُرف الحويني كواحد من أبرز مشايخ السلفية العلمية في مصر، حيث ألقى دروسًا ومحاضرات في العديد من المساجد بمحافظات مختلفة، أبرزها مسجد شيخ الإسلام في مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ

مع ظهور الفضائيات الدينية في مطلع الألفية، أصبح الحويني ضيفًا دائمًا على قنوات مثل «الناس» و«الرحمة» و«الندى»، حيث قدم برامج دعوية تهتم بتفسير الأحاديث النبوية وقضايا العقيد

مدرسة السلفية العلمية

ينتمي الحويني إلى ما يُعرف بالسلفية العلمية، وهي مدرسة دينية تركز على التدريس ونقل علوم الحديث والتفسير بعيدًا عن العمل السياسي المباشر، بخلاف السلفية السياسية أو الجهادية. ويُعد أحد أبرز رموز هذا التيار إلى جانب مشايخ مثل محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، وجميعهم يدينون بالفضل في منهجهم للشيخ الألباني.

أمال محمد شاكر