
أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، أحمد المسلماني، «ضرورة أن يعود الإعلام المصرى والتلفزيون الوطنى للحضور بقوة على الساحة الإعلامية»، مشيراً خلال اللقاء الفكرى الذى شارك فيه، السبت، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 إلى وجود خطة لتطوير ماسبيرو.
وقال إن «الحرص على عودة ماسبيرو يواجه مفارقة بين مطالب اقتصادية ومالية واجتماعية داخل المبنى، وهى مطالب مشروعة، وبين مطالب شعب يريد أن يرى الشاشة المصرية بما يناسب ويليق».
وأضاف: «هناك موازنة دقيقة للغاية بين المطلبَين، وسنعمل على عودة ماسبيرو ليس للمشاهد المصرى والعربى فقط، وإنما سوف نتوجَّه بشكل رئيسى هذا العام والعام المقبل إلى أفريقيا خصوصاً، فوجودنا هناك فيما يخصُّ الإنتاج الدرامى والبرامجى والسينمائى ليس بالمستوى المطلوب ولا بالقدر الكافي».
وأشار رئيس الهيئة الوطنية للإعلام إلى أن «دولاً إقليمية لم تكن أنتجت مسلسلاً نسمع عنه قبل 4 سنوات، صارت موجودة الآن هناك، وفى أميركا اللاتينية، ولديها أعمال مترجمة إلى لغات مختلفة فى ظل زحام إقليمى ودولى كبير، ويجب أن يكون هذا المجال هو الخاص بنا، وقد كانت رؤية الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى عند توليه رئاسة الاتحاد الأفريقى واضحةً فى هذا الإطار».

وكشف المسلمانى عن أنه التقى عدداً من المذيعين الأفارقة العاملين فى الإذاعات الموجهة، واتفق معهم على ترجمة أفلام ومسلسلات مصرية باللغات الأفريقية، واختار أكبر لغتين هما: السواحلية شرق القارة، والهوسا غرب القارة، وقام مبدئياً بتحديد 3 مسلسلات لهذا الغرض، هي: «أم كلثوم» بوصفه يتناول سيرة حياة أيقونة الغناء العربي، وهو واحد من أفضل مسلسلات السيرة الذاتية التى قمنا بإنتاجها باللغة العربية، ويعبِّر عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر،
أما المسلسل الثانى فهو «ليالى الحلمية»، وهو عمل ملحمى يعبِّر عن عشرات السنين من تاريخ مصر الاجتماعى والثقافى والسياسى والفكري، ومسلسل «الإمام الليث بن سعد»، وهو إمام أهل مصر، وقال عنه الإمام الشافعى إنه أفقه من مالك، وهو إمام المواطنة قبل أن يظهر هذا المصطلح ويعرفه العالم، موضحاً أن هذه الأعمال سوف تعقبها مسلسلات وأفلام أخرى.

وتابع: «سنستغل قدراتنا الثقافية وإمكاناتنا الكبيرة فى سبيل ذلك، فلدينا الأزهر الشريف حين نخاطب العالم الإسلامي، ولدينا مسار العائلة المقدسة حين نتحدَّث مع أصحاب الديانة المسيحية، كما أن لدينا التراث المصرى القديم كله حين نتحدَّث مع العالم من حولنا على اختلاف دياناته ولغاته وأعراقه».
وفى إطار عمليات التطوير، أوضح أنه سوف يضاف إلى «بودكاست ماسبيرو» برنامج آخر، «مع تخصيص مساحة كبيرة لبرامج الأطفال وإنتاجها، ورفع كفاءة برامج أخرى سابقة فى مواجهة التحديات التى تتعرَّض لها الأسرة المصرية والأطفال فى التربية والأخلاق؛ بسبب ما تقدمه بعض المنصات الإلكترونية».
وعن الإصلاح الداخلى لـ«ماسبيرو» ورؤيته المستقبلية له، قال: «سوف نطوِّر القناة الثقافية، وهى حقل استراتيجى مهم بالنسبة لنا، وسوف نزيد ساعات الثقافة فى القنوات العامة والمتخصصة، وسوف تعمل الهيئة الوطنية للإعلام على الوجود بلغات أخرى، وسوف نترجم تراثنا العظيم وحاضرنا من مسلسلات وأفلام وبرامج».