أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

اللواء الدكتور سمير فرج يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” :هل ترحل قادة حماس من قطر ؟!!

في يوم 4 مايو، 2024 | بتوقيت 8:00 مساءً

خلال السنوات الماضية، احتضنت دولة قطر قادة حماس في الدوحة، وخاصة بعد استيلاء حماس على السلطة في غزة، عام 2007، ومن يومها تتبنى الدوحة حركة حماس، سواء بوجود قاداتها وأسرهم في الدوحة، أو قيادة الحركة نفسها في قطاع غزة، حيث كانت قطر ترسل شهريا مبلغ 30مليون دولار إلى قيادة حماس في غزة للصرف على القطاع.

وكانت إسرائيل تشجع تلك العملية تحت شعار فرق تسد، فلقد كانت قطر. ترسل هذه الأموال شهريا إلى غزة عن طريق طائرة قطرية تهبط في مطار بن جوريون في تل أبيب، وهناك يتسلمها المندوب القطري في تل أبيب، وتتحرك الأموال بعربة تحرسها مدرعات الجيش الإسرائيلي حتى تصل إلى غزة وتتسلمها قيادة حماس.

وقد يتعجب البعض كيف تفعل إسرائيل ذلك، بتدعيم سلطة حماس في غزة والإجابة ببساطة أن قيادات حماس في غزة لم تكن على وفاق مع السلطة الفلسطينية في رام الله. حيث أن القيادة في رام الله وافقت على اتفاقية أوسلو، التي اعترفت بإسرائيل وحقها في الوجود، بينما ترفض ذلك قيادات حماس في غزة، لذلك عملت إسرائيل على زيادة الانشقاق بين السلطة الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية، وبين قيادات حماس في غزة.

ولقد حاولت مصر مرارا وتكرارا في السنوات الماضية، الإصلاح بين قيادات حماس في غزة وقيادات السلطة الفلسطينية في رام الله، بإحداث تقارب بين القيادتين، ولكن كان كل طرف يتمسك بفكره ورأيه، بينما إسرائيل سعيدة، وتذكي هذا الاختلاف وهذا التباعد، وبالطبع زاد ذلك من المشكلة الفلسطينية، فلقد كان الغرب يتساءل دائما عندما نريد أن نحل القضية الفلسطينية، مع من نتكلم؟، هل نتكلم مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني أم مع القيادات في حماس المختلفة تماما مع السلطة في رام الله.

وكلما زاد هذا التباعد، كانت سعادة إسرائيل أكثر وأكثر، حيث بدأت المعارك الكلامية بين الطرفين، حيث يتهم كل طرف بأنه يعيش في حياة رغدة في قطر بينما الفقراء من الفلسطينيين في المخيمات التي تعيش حياة غاية في البؤس. واستمر الحال حتى بدأت حرب غزة في 7 أكتوبر 2023م، وهنا لم تتعاطف القيادة الفلسطينية في رام الله مع حركة حماس، بل اتهمت حركة حماس أنها قامت بشن تلك الحرب دون التشاور معها أو حتى مجرد التنسيق لذلك دخلت حركة حماس هذه الحرب وحيدة، دون دعم، جدي وقوي من القيادة الفلسطينية في رام الله.

وهنا اعلنت إسرائيل أن حماس أصبحت العدو الرئيسي لها، التي هاجمت إسرائيل واقتحمت المستعمرات وضربت بصواريخها مطار بن جوريون ومعظم المدن في اسرائيل وأخذت الرهائن، وأصبحت حماس مرة أخرى العدو التي يجب أن تقاتله إسرائيل. وعندما بدأت المباحثات. لوقف إطلاق النار بين حماس في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية ورعاية أمريكية، وهنا بدأت حماس تتمسك برأيها في المفاوضات، ورفضت التنازل عن نقاط كثيرة في المفاوضات، وظهر ذلك بعد اجتماع باريس الثاني، والتي تقدمت فيه. الولايات المتحدة لأول مرة باقتراحات بعد أن تخلت عن حيادها، وجاء وليام برز مدير الاستخبارات الأمريكية CIA بنفسه للقاهرة لعرض المقترح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في مقابل الإفراج عن 40 رهينة إسرائيلية لدى حماس. وللجانب الآخر، إطلاق سراح 900 مسجون فلسطيني من السجون الإسرائيلية، منهم 100 مسجون، محكوم عليهم بالحكم المؤبد، على أن تختار حماس بنفسها أسماء المفرج عنهم، وهذا أمر كانت إسرائيل ترفضه من قبل، حيث لها حجة أن السينوار قائد حماس في غزة، كان محبوسا من قبل في السجون الإسرائيلية، وتم الإفراج عنه ليعود إلى غزة لكي يصبح العدو الأول لإسرائيل.

وهنا رفضت حماس المقترح الأمريكي، وطلبت أن يكون وقف إطلاق النار. دائم، وليس لعدة أسابيع،. ولقد كان تمسك حماس بالرفض لأنها تعلم جيدا أن نتنياهو يتعرض لضغوط كبيرة من أسر الرهائن الإسرائيلية في تل أبيب، وأنه يتعرض يوميا للمظاهرات التي تضغط عليه للموافقة على إطلاق سراحهم من قبل رجال حماس وهنا ظهر استياء الإدارة الأمريكية التي بدأت تطلب من قطر أن تضغط على قادة حماس الموجودين في قطر للضغط على السينوار ورجاله لقبول العرض الأمريكي لإيقاف إطلاق النار

وأمام ذلك الطلب الأمريكي. حدث إستياء من قطر واعلنت أنها تبذل كل ما لديها للموافقة على مقترحات السلام، وأخيرا، قامت الولايات المتحدة الأمريكية، بطلب من قادة حماس في الدوحة، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، أن يتم. التفكير في مغادرة الدوحة هم وعائلاتهم إلى خارج قطر، وجاء تفكير رجال حماس في قطر في الذهاب إلى تركيا. وخاصة أن تركيا كانت في معظم الأحيان تؤيد القضية الفلسطينية، كما أن الرئيس التركي قد وجدها فرصة لكي يتقرب إلى الولايات المتحدة، بأن يكون أحد الأطراف المفاوضة بين إسرائيل وحماس، وهو دور تبحث عنه تركيا دائما في عهد الرئيس أردوغان، أن تكون وسيطا لحل المشاكل العالمية، وكان أخرها هي مشكلة مرور القمح بين روسيا وأوكرانيا إلى باقي دول العالم؟ كما أن أردوغان حاول الاعتراض على عمليات إسرائيل في غزة في سبيل التقارب مع الدول العربية والإسلامية، لكن إسرائيل تعرف أن أردوغان من السهل أن يغير رأيه سريعا.

لذلك ذهب إسماعيل هنية في زيارة سريعة إلى تركيا لكي يبحث مع الأتراك، الإجراءات الممكن اتخاذها لنقل قادة حماس وعائلاتهم إلى تركيا للعيش في أنقرة وما يترتب على ذلك من أماكن الإقامة ومعيشة العائلات من حيث مدارسهم والخدمات. التي تقدم لهم، كذلك، بحث القيود التي سوف تضعها السلطات التركية للقادمين من قطر وخاصة أساليب تنقلاتهم وتعاملهم مع المنصات الإعلامية المختلفة وكلها أمور لا تريد تركيا أن تقع فيها مستقبلا مع عناصر حماس.

وأعتقد أن قادة حماس قد يقبلوا النقل إلى تركيا مؤقتا رغم انهم يعلمون تماما أن أردوغان من السهل أن يأمر بين ليلة وأخرى بخروجهم فورا من تركيا، كما أن تركيا قد عرضت في السابق قيام حركة حماس بأن تتحول إلى حزب مدني، وأن تتخلى عن فكرة القتال. لذلك أعتقد أن القرار سوف يكون صعبا على النقل إلى تركيا، وخاصة أن هناك مقترحا آخر لنقلهم للعيش في اليمن، التي سوف تشكل عبء على الحياة هناك، خاصة للعائلات الفلسطينية. التي تريد بلدا مستقر حيث ان الأحوال في اليمن تتصارع فيها قوة الحوثيين مع الدولة اليمنية .

وفجأة أعلن ماجد الأنصاري المتحدث بسم وزارة الخارجية القطرية في مؤتمر صحفي تعليقا على تلك الأنباء أن وجود قادة حماس في الدوحة هو مفيد وإيجابي لجهود الوساطة بين الطرفين، وأضاف انه طالما ان مكتب حماس، موجود في قطر فإنه سوف يؤدي هذا الدور، بمعنى أن جهود الوساطة ما زالت موجودة، وانتقد تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن قطر. وأنها كانت أحد الأسباب التي دفعت الدوحة لإعادة النظر في دورها كوسيط. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية هي من أكدت أن حركة حماس تواصلت مع دولتين على الأقل في المنطقة بشأن انتقال عناصرها.

وهكذا سننتظر في الأيام القادمة من سوف تختاره القيادة الحمساوية في قطر أن تنتقل إليه وتبتعد عن قطر وتبتعد عن الضغط الذي تمارسه عليها الولايات المتحدة لحل المشكلة بين حماس وإسرائيل. وهي من القرارات الصعبة التي ستواجه حماس في الأيام القادمة، ورغم ان هناك البعض من قادة حماس قد اعلنوا عدم صحة نقلهم من قطر الا ان كل الشواهد والمعلومات التي صدرت تؤكد ان هناك تفكير جدي من قادة حماس لمغادرة قطر.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.

   

مقالات ذات صلة