آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرة

“الدكتور محمد عبد اللطيف” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات بعنوان” منارات إسلامية فى البلاد العربية” : “ مسجد قباء بالمدينة المنورة ”

في يوم 13 أبريل، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

منطقة قباء بالمملكة العربية السعودية تعتبر ضاحية من ضواحى المدينة المنورة وهى تقع بالتحديد فى الجهة الجنوبية الغربية فى اتجاه مكة ، وذلك على الطريق المسمى طريق الهجرة وهذا الطريق هو الذى سلكه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من مكة فى طريق هجرته إلى يثرب أو إلى المدينة المنورة وكان معه سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه ، وهى منطقة مشهورة ببساتينها ونخيلها وحدائقها الغناء وكانت تبتعد عن المدينة المنورة بمسافة خمسة كيلومترات إلا أنه بعد زيادة العمران وإتساعه فى المدينة المنورة فأصبحت منطقة قباء تتصل بها مباشرة ولذا فإنها حالياً تتبع المدينة المنورة.

ويعتبر مسجد قباء هو أول مسجد فى الإسلام وقد تم اختيار مكانه بمعرفة المهاجرين والأنصار وذلك قبل وصول النبى الكريم إلى المدينة المنورة ويقال أيضاً أن مكانه تم اختياره بمعرفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل دخوله إلى المدينة ولكن المهم فى ذلك أن هذا المسجد تشرف بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بوضع أساس بناءه وشارك فيه ، وظل مسجد قباء على حاله حتى تم تجديده فى عصر أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وزاد فى مساحته وتجميله ، كما أن الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموى قام بتكليف والى المدينة عمر بن عبد العزيز فى الفترة من 87 – 93 هـ/ 705 – 711م بأن يجدد بناء مسجد قباء فعمل ذلك وأقام به مئذنة ، وهو يعتبر أول من عمل مئذنة لمسجد قباء.

وقد قام الكثيرين بأعمال تجديد فى مسجد قباء إلا أن أهمهم فى ذلك هو السلطان قايتباى وهو الذى قام أيضاً بتجديد المسجد النبوى الشريف ، ولكنه اعتنى بمسجد قباء أيضاً عناية خاصة فأعاد بناء مئذنته بعد سقوطها ورمم المسجد بالكامل كما أضاف إليه محراب جديد من الرخام ، وظل المسجد هكذا حتى تم تجديده بالكامل فى عهد السلطان العثمانى محمود الثانى سنة 1245 هـ/ 1829م وأتمه ابنه السلطان عبد المجيد.

أما فى عام 1388 هـ/ 1968م فقد تم تجديد مسجد قباء تجديداً شاملاً وذلك فى عهد الملك فيصل بن عبد العزيز وتم زيادة مساحته وخاصة من الناحية الشمالية وعمل مدخل للنساء وكذلك تم إدخال المئذنة ضمن مساحة المسجد وأصبح المسجد بعد هذه التجديدات مربع الشكل طول ضلعه 40  م ومساحته 1600 متر.

أما مسجد قباء بوضعه الحالى فيعود إلى آخر تجديدات تمت به وهى فى عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وذلك فى عام 1410 هـ/ 1989م وقد روعى فى هذا التجديد أن يكون المسجد قريباً من تصميمه القديم ، كما أنه تم الإبقاء على المنبر والمحراب وكل المعالم القديمة بعد أن تم تجديدها ، وقد تم مضاعفة مساحة مسجد قباء فى هذه التجديدات إلى خمسة أضعاف المساحة السابقة بحيث أصبحت ستة آلاف متر مربع وأصبح يستوعب تسعة آلاف مصلى فى وقت واحد ومكان لصلاة النساء يستوعب ألف مصلية فى وقت واحد أيضاً وفوق البناء الضخم ترتفع ست قباب كبيرة يحيط بها قباب صغيرة يبلغ عددها 56 قبة ويوجد فى الأركان الأربعة لمسجد قباء أربعة مآذن رائعة متماثلة فى شكلها ويبلغ ارتفاع الواحدة منها 47 متر.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار

   

مقالات ذات صلة