
دائماً الشرطة المصرية لها الدور الفعال والهام فى الحفاظ على آثارنا التاريخية والثقافية سواء من خلال حراستها فى مواقعها المختلفة أو من خلال تنظيم وتأمين من يقوم بزيارتها سواء من الأجانب أو المصريين والأعظم من ذلك بذل الجهود والتضحيات لإسترداد المسروقات وذلك للحفاظ على هوية الأجداد أن إلى جاء الدكتور أحمد قدرى صاحب العصر الذهبى للإهتمام بترميم وصيانة الآثار و خاصة الآثار الإسلامية والتى بدأها بترميم وتطوير قلعة صلاح الدين الأيوبى ذاك الحصن الحصين والأثر التاريخى الشهير والذى يحتضن أثار عظيمة لها تاريخ كبير .. أتذكر منها على سبيل المثال :- جامع محمد على باشا – مسجد الناصر محمد بن قلاوون – مسجد سارية الجبل ( سليمان الخادم )- المحكى الثقافي – قصر الجوهرة – سراي العدل – دار الضرب – المتحف الحربيي – سجن القلعة الذى تم وقفه لأنه لا يتماشى مع زائري المنطقة فأصبحت القلعة بسورها وأبراجها وما بداخلها متحفاً مفتوحآ ( رحم الله الدكتور أحمد قدرى ) رحمة واسعة وكل الشكر لكل من عمل فى هذا المشروع و كانت يده فى هذا التطوير العظيم ..
و ما أود ذكره : هو الإهتمام بالمبانى القديمة الى بناها الإنجليز وتوظيفها فقام بعمل متحف الركايب ( الحناطير ) الخاص بإسرة محمد على باشا ومها عربة الملك فاروق والعربة التى تم إستخدامها فى إفتتاح قناة السويس وأيضا عمل متحف للمضبوطات للشرطة المصرية والمحتوى على كل الآثار الى تم إسترجاعها بمختلف أنواعها وتم عرضها بفتارين مهيئة ومناسبة ومعها بيناتها برقم القضية و كيفية إسترجاعها … فلهم منا وافر الشكر والتقدير على هذا الجهد العظيم وتهنئتهم فى عيدهم بنبذة عن متحفهم الجميل .. أقصد متحف الشرطة الخاص بقلعة صلاح الدين.
* تقع المنطقة التي تم اختيارها لإقامة المتحف القومى للشرطة في الجهة الشمالية الغربية من قلعة صلاح الدين الأيوبى في المنطقة التي كان يطلق عليها اسم ساحة العلم ويتميز هذا الموقع بأنه به العديد من المبانى التاريخية والأثرية المدنية والعسكرية ومنها قصر الأبلق الذي تم الكشف عن حفائره عندما قامت هيئة الآثار المصرية – المجلس الأعلى للآثار – بإعداد متحفا للشرطة كما احتوت هذه المنطقة على مركز المدفعية التي أقامها محمد علي باشا في القرن التاسع عشر الميلادي كما تم الكشف في هذه المنطقة على برج السباع والذي استدل على وجوده من الإفريز العلوى والذي تظهر فيه أشكال سباع منحوتة وينسب إلى الظاهر بيبرس الذي أقامه في سنة 1260م ولا أنسى مدفع رمضان والذى تم إصلاحه أخيرآ لإستخدامه فى شهر رمضان المعظم.
* ولقد تم افتتاح متحف الشرطة عام 1406هـ/25 يناير سنة 1986م بحضور الرئيس حسنى مبارك بمناسبة عيد الشرطة.
* يحتوي متحف الشرطة على صور وزراء الداخلية منذ عام 1878م بدءا بمصطفى رياض باشا وحتى عام 1984م حيث يبلغ عدد الوزراء 53 وزيرا، هذا بالإضافة إلى صورة شخصية لمحمد على باشا وأسلحة ودروع وخوذات وحراب بالإضافة إلى مجموعة من أوسمة الشرطة.
* كما قامت إدارة الداخلية بإعداد موجز عن دور مباحث الآثار وتشريعات حماية التراث الأثرى وكذلك نبذة مختصرة عن أدهم الشرقاوى ونشاطه بالمنطقة وعن سفاح الصعيد وعلى المسدس الذى تعرض له الزعيم جمال عبد الناصر أثناء خطابة بالأسكندرية كما يحتوى أيضاً على بعض العملات المزورة والآلات المستخدمة في التزوير وقسم الاغتيالات السياسية ومعركة الإسماعيلية .. كما يعرض المتحف أيضا تطور الشرطة من العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث على أن أهم ما يجذب السائح والزائر لمتحف الشرطة صورتان لريا وسكينة اللتان كانتا تكونان عصابة لخطف السيدات وقتلهن .. وقد استخدم نفس الموقع كسجن أيضا في عهد المماليك للأمراء وتم هدمه في عصر الملك الناصر محمد بن قلاوون عام 1338. كما يحتوي متحف الشرطة على العديد من مقتنيات أجهزة الأمن المصرية قديما وحديثا فضلاً عن الأدوات المستخدمة في اقسام الشرطة والقرقونات وملابس افراد الشرطة وبعض الصور لمشاهير الضباط.
* فمن يزور المتحف يجد نفسة فى عبق التاريخ التى مرت بها مصرنا العريق .. وقد تشرف ان يكون مكتبى داخل ارقى مكان بالقلعة عندما كنت مديرآ عامآ لترميم الآثار الإسلامية والقبطية .. و أعتقد أن المتحف مغلق من وقت لأنه يحتاج إلى ترميم إنشائي لوجود فراغات أسفله مصلوبة بعروق خشبية فقط متهالكة .
نقل وإعداد لحق المعرفة وإهداء كل التحية والإجلال لشرطتنا المصرية فى عيدهم القومى عيد الشجاعة والفداء مع الدعاء والرحمة الواسعة لشهدائنا فى الإسماعيلية وكل أنحاء بلادنا المصرية العظيمة.

فاروق شرف