قالت وزارة السياحة والآثار، إنها وضعت خطة عمل تتضمن العديد من البرامج والمشروعات التي تعزز إدماج النوع الاجتماعي وزيادة عمل المرأة في القطاع السياحي، إضافة الى تمكينها للمشاركة بالعمل.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي، أن الخطة التي سيجري العمل عليها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، تتضمن محاور التشغيل والتوظيف، المأسسة، التمكين الاقتصادي، التعليم والتدريب، والقيادة. وبينت أنه جرى عقد عدة لقاءات مع المانحين والداعمين الدوليين، بحضور الدكتور عماد حجازين، أمين عام الوزارة لتحديد بنود الخطة التي جاءت بالتشاور مع ممثلين من الجمعيات السياحية المتخصصة والنساء العاملات بالقطاع وصاحبات مشروعات صغيرة ومتوسطة.
واشارت الوزارة الى أن اللقاءات تناولت التحديات التي تعيق المشاركة الاقتصادية للمرأة بالقطاع السياحي، وسلطت الضوء على التوصيات المقترحة حول كيفية تحسين الوضع، وكسر الحواجز التي تستبعد النساء من الحصول على فرص عمل متكافئة في القطاع، إضافة الى مشكلة تفشي فيروس كورونا التي أثرت على القطاع وأدت إلى مزيد من التأخير في أي تقدم تم إحرازه في هذا الشأن.
وكانت إحصائية لوزارة السياحة والاثار عام 2019 أظهرت أن نسبة مشاركة المرأة في القطاع السياحي في الأردن والبالغة 11.3% ، مقارنة بنسبة مشاركة الذكور العاملين في ذات القطاع.
وهذه النسبة تتعارض مع أهمية دور النساء في هذا القطاع الحيوي نظرا لخبرات العديد منهن العلمية والعملية في إدارة المنشآت السياحية من جهة، وتوفر الجانب الإبداعي والإهتمام بأدق التفاصيل لدى النساء وهي من عوامل النجاح في المشاريع السياحية خاصة الصغيرة والمتوسطة منها.
وتعتبر النظرة “الدونية” من قبل المجتمع للمهنة السياحية ، والفهم الخاطئ لطبيعة العمل السياحي من قبل بعض الناس ، وطبيعة المجتمعات المحافظة من أهم الأسباب التي تجعل من مساهمة النساء في هذا القطاع محدودة. .
وذلك ما أكده الدكتور ابراهيم بظاظو عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعه الاردنيه العقبه الذي قال” هناك عدد من العوائق أمام الفتيات للمشاركة في القطاع السياحي منها النظرة الاجتماعيه السائده ، ثقافة العيب ، النظرة التقليدية للفنادق والعمل بها ، ساعات العمل الطويلة ، نظام الورديات ، ضعف وسائل الإعلام التي تشجع المرأة على العمل في القطاع السياحي بالإضافة إلى ضعف الإقبال على التخصصات السياحية والفندقية في الجامعات من قبل الفتيات”.
وبين الدكتور بظاظو أن نسبة الفتيات الملتحقات في التخصصات السياحية نسبة قليلة جدا حيث بلغت 8.4 % فقط، مشيرا إلى “أهمية توعية المجتمع بطبيعة العمل الحقيقي في السياحة وتغيير النظرة السلبية السائدة وتوفير كافة الظروف والبيئات المناسبة للفتيات تغطية الجانب السياحي للنساء إعلاميا وتشجيع الإناث في مراحل دراسية مبكرة نحو التعليم السياحي والفندقي” مضيفا ” الاستثمار في السياحة هو استثمار لا يخيب “.
هذا و تم تنفيذ برنامج “الطرق نحو المهنية في مجال العمل الفندقي في العقبة” وذلك لتمكين الشباب والشابات في القطاع السياحي وحقق هذا البرنامج نتائج ملموسة وقصص نجاح متعددة للعديد من الفتيات اللواتي تم تدريبهم وتمكينهن في القطاع السياحي وفقا لما قالته لنا السيدة مجدولين ابو الهوى مشرفه برامج الشباب لمركز الاميرة بسمة / العقبة ومنسقه وحدة الخدمات التشغيلية السياحية ، وبينت” أتاح البرنامج للفتيات المشاركة في التدريب النظري والعملي ،و ساعدهم على تحقيق طموحاتهم المهنية بتوفير فرص عمل لهم وجعلهن اكثر قدره على اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل الذي يرغبن بالإلتحاق به” .
ولكن تبقى العوائق موجودة وفقا لرأي بعض من العاملين في قطاع السياحة ، الذي يعد فرصة لا يستهان بها لخلق الفرص لمشاركة المرأة وتمكينها اقتصاديا وتحسين مشاركتها في المجتمع ، حيث أن هناك 5000 امرأه تقريبا يعملن في القطاع الفندقي والدلالة السياحية والمطاعم ومكاتب السياحة والسفر .
ولا بد من العمل على إدماج النساء أكثر في هذا القطاع الذي يشكل 14.7 % من الدخل الاقتصادي العام للأردن ووفقا لآخر إحصائيات وزارة السياحة والاثار حيث بلغ المردود المالي من قطاع السياحة في الأردن عام 2019 أربعة مليارات ونصف .