بلا شك هناك رابط يجمع بين الفيس بوك و تويتر والتظيمات الارهابية التي بالطبع تستغل امكانيات هذا وتلك للتحقيق ماّربها بشكل او باّخر , حيث يعتبر”تويتر” أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق بين التنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة ومتنوعة ، وهو ما تستفيد منه تلك الجماعات في التجنيد والتنسيق والتخطيط لعملياتها الإرهابية باتت وسائل التواصل الاجتماعي مع انهيار تنظيم “داعش” في العراق وسوريا عام 2018 تشكل أحد مقومات بقاء التنظيم، حيث يعتمد على تجنيد أنصار جدد من خلال ما ينشره من محتويات رقمية متنوعة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي؛ وهي الاستراتيجية التي يطلق عليها الباحثون استراتيجية “مضاعفة القوة”، عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ لجعل التنظيم يبدو أكثر قوة مما هو عليه، وإيهام أنصاره بأنه ما يزال قادراً على الحشد والتعبئة بواسطة الحملات الاعلامية الرقمية .
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتداولها بشكل فائق السرعة بفعل خصائص والبث الفوري والتداول الجماعي التي تتمتع بها، فضلاً عن توافر أدوات تزييف الصور وفبركة الفيديوهات، والتي تضفي بدورها حبكة محكمة على محتوى الشائعات تساعد في انتشارها، ويكفي الإشارة هنا إلى أن مصر تعرضت إلى أكثر من 21 ألف إشاعة خلال العام 2019 تستهدف نشر البلبة والإحباط، وتدمير المجتمع من الداخل. كما انتشرت العديد من الشائعات في الأشهر القليلة الماضية منها تأجيل والغاء الدراسة وغلاء الاسعار وفرض ضرائب وهمية وغرامات لمن لا يتناول لقاح كورونا…الخ، عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الإساءة إلى رموز وقيادات سياسية في العديد من الدول العربية.
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الأدوار الإيجابية، سواء في ما يتعلق بتنمية الوعي والتأثير في الرأي العام والدفاع عن قضايا الحريات العامة، إلا أنها في المقابل يساء توظيفها بصورة تهدد الأمن والسلم في الدول العربية، خاصة أنها لا تخضع لأطر أو قوانين تضبط المحتوى الذي يتم نشره عليها، بل أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة تساعد التنظيمات المتطرفة في نشر الأفكار الهدامة والتحريض على العنف والكراهية، وفي نشر الشائعات وإثارة الفوضى والإضطراب، وهذا ما يمكن أن يطلق عليه الأدوار الشائكة والخطيرة لوسائل التواصل الاجتماعي وعدم المصداقية أمام المجتمع الدولي. واستغلت، في هذا السياق، أيضاً جماعة الإخوان المسلمين وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات التي تستهدف إثارة حالة من الهلع بين المواطنين في مصر والإساءة إلى الحكومة، وانتقاد طريقتها في مواجهة الفيروس احتوائه.
مع أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم بدور رئيسي في صناعة الرأي العام وتشكيله، إلا أنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى منصات للتضليل الإعلامي، وتوجيه الرأي العام في بعض الدول بشكل معين يخدم مصالح دول أو جماعات بعينها، بعيداً عن الحقيقة.
التضليل الإعلامي لا يتوقف عند هذا الحد بل يكون أيضا من خلال حسابات وهمية خارجية، لكنها تتبنى مواقف بعينها للتأثير في الرأي العام داخل دولة محددة. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي، حسب دراسة صدرت عن جامعة أوكسفورد في يونيو عام 2017 تحولت إلى أدوات في أيدي بعض الحكومات للتأثير في مضامين الرأي العام في الداخل, ومن أمثلة التضليل الإعلامي ما يحدث أثناء الانتخابات حين يتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في إطلاق شائعات وأخبار تحاول إما صرف الانتباه عن الاستحقاق الانتخابي برمته، أو التأثير على صورة أحد الأطراف لتحقيق مصالح أطراف أخرى.
ويشمل التضليل ايضا نشر وبث مجموعة من القضايا كالأخبار المزيفة عن الأحوال الصحية للمشاهير، أو اتهامات كاذبة لأنشطة إجرامية يمكن أن تثير توترات عرقية وفتن طائفية تؤدى إلى العنف بين المجتمعات المختلفة، إضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي له تأثير خطير، فقد تم تطوير وسائل جديدة، يمكن بواسطتها تزييف فيديو وصوت مركب تماما ، وإنتاج مقاطع فيديو مزيف لشخصيات عامة، يقولون ويفعلون فيها أشياء لا يمكن أن يفعلوها في حقيقة الواقع. لذا ينبغي ان نتحلي بالوعي الكامل والضبط السلوكي الصارم والحازم عند استخدامنا وتعاملنا مع وسائل التكنولوجيا الحديثة التفاعلية كالفيس بوك والتويتر والماسنجر والتيك توك والواتس اّب وغيرها من الوسائل والتي لها مميزات وفؤائد عديدة ينبغي استغلالها جيدا , ولها في المقابل اضرار متعددة يعرفها جيدا الخلايا النائمة وميليشيات النت الاخوانية وعلينا ان نعي هذا جيدا حتي لا نقع في الفخ الشيطاني الاخواني ولا نقدم معلومات عن انفسنا كثيرا عبر الانترنت وينبغي حسن الاستخدام لتلك الوسئل فيما يخدم وطننا والتحقق من المعلومات قبل نشرها او النقل عنها للجمهور المتلقي
والبعد عن التضليل والوعي بذلك هو الذي سيجعلنا ننجو من مكائد الشياطين والجماعات الارهابية التي لا تريد خير لبلدنا الحبيبة الغالية مصر الوطن الذي ليس لنا وطن غيره ..!
كاتب المقال
الدكتور فتحي حسين عامر
حاصل على دكتوراه بتقدير “ممتاز في الصحافة عن رسالة بعنوان “معالجة الصحافة المصرية للقضايا العربية وعلاقتها بمستوى معرفة الجمهور المصري بها” 2007، وهو يعمل صحفي بوكالة الأهرام للصحافة ورئيس تحرير جريدة 30 يونيو والنبأ المصري والاتحاد الدولي، وهو عضو نقابة الصحفيين والجمعية العمومية لنقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين العرب.
وهو عضو هيئة تدريس بالجامعات والمعاهد العليا ومستشار إعلامي، وصدرت له عدة مؤلفات هي: مستوى المعرفة الجمهور تجاه قضايا الوطن العربي، العربي للنشر والتوزيع 2008، والعشوائيات والإعلام في الوطن العربي، العربي للنشر والتوزيع 2011، ووسائل الاتصال الحديثة: من الجريدة إلى فيس بوك، العربي للنشر والتوزيع 2009، وعلم النفس الإعلامي، العربي للنشر والتوزيع 2009، وجرائم الأسرة، وبداية الانهيار، مركز الحضارة العربية للنشر 1999، وأوهام وأوجاع في بلاط صاحبة الجلالة، مركز الحضارة العربية للنشر 2001.