تواصل الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، خفض الانبعاثات الكربونية لعملياتها عبر تطبيق عدد من مبادرات ترشيد استهلاك الوقود تأكيداً على التزامها بالاستدامة.
وعقب تطبيق عدد من التحسينات التي هدفت إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية للأسطول، استطاعت الاتحاد للطيران خفض 148,000 طن من الانبعاثات الكربونية خلال عام 2018. وتعادل هذه الوفورات ما يقرب من 1,236 رحلة بين أبوظبي وبرشلونة أو ما يعادل إزالة ما يزيد عن 10,200 سيارة من الطرق.
يُشار إلى أن استهلاك الوقود يخضع للعديد من العوامل مثل إدارة الحركة الجوية، والوزن الذي تحمله الطائرة والكيفية التي يتم بها قيادة الطائرة ومدى كفاءتها. وخلال العام الماضي، أخرجت الشركة طائراتها من طراز بوينغ777-200 من الخدمة وأحلت محلها الطراز بوينغ 787 دريملاينر، الذي يعد الأكثر ترشيداً للوقود على صعيد الطائرات التجارية وذلك بفضل هيكل الطائرة خفيف الوزن المصنوع من المواد المركبة.
وتعليقاً على ذلك، قال الكابتن سليمان يعقوبي، نائب الرئيس لشؤون عمليات الرحلات بالاتحاد للطيران: “عبر التعاون المتزايد على أساس شهري بين أقسام عمليات الرحلات وعمليات الشبكة والعمليات الأرضية وهندسة الأسطول، استطاعت الاتحاد للطيران تحقيق تحسينات ملحوظة في وفورات الوقود والانبعاثات الكربونية، فيما يمثل أحد الأولويات الرئيسية لشركة طيران مستدامة بيئياً”.
ويؤدي طيارو الاتحاد للطيران دوراً حيوياً في المبادرات البيئية للشركة، حيث يساهمون في زيادة وفورات الوقود المتحققة من خلال تحليل تقارير وبيانات الرحلات من أجل تطبيق إجراءات ترشيد الوقود الأساسية على النحو الأمثل. ويشمل ذلك استخدام محرك واحد في عملية السير بالطائرة في ساحة الطائرات لتقليل استهلاك الوقود. كما يختار الطيارون إعدادات خفض الجنيحات (الصفائح الموجودة على حافة الجناح التي يتم فتحها وغلقها للتحكم بالرفع والكبح) لتقليل مقاومة الهواء وترشيد الوقود.
وأظهرت الإحصائيات الخاصة بتقليل عدد المحركات المستخدمة عند سير الطائرة على المدرج، إضافة لخفض الجنيحات عند الهبوط، تحقيق نتائج قياسية على صعيد ترشيد الوقود، حيث تعادل وفورات الوقود المتحققة ما يقرب من 1,440 ساعة طيران، بما يعني توفير 7,900 طن من الوقود وتجنب 24,900 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وقدمت الشركة تطبيقاً جديداً لكافة الطيارين يوفر أحدث المعلومات عن الإنجازات الراهنة على صعيد وفورات الوقود وكذلك فرص توفير الوقود لكل رحلة يتولى الطيارون قيادتها.
ولإدارة كميات الوقود المحمولة على الطائرة، تنص لوائح الطيران على تحميل وقود احتياطي بنسبة تصل إلى 3 في المائة. وبموافقة الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات العام الماضي، طبقت الاتحاد للطيران منهجية جديدة للتخطيط للوقود تسمح للشركة بالخروج عن نسبة الثلاثة في المائة من خلال إثبات أن تحليل البيانات التاريخية الإحصائية قد أثمر عن حسابات أكثر دقة لكميات الوقود الفعلية المطلوبة.
كما أنجزت الشركة العديد من مشاريع خفض وزن الطائرات بما في ذلك تجديد سجاد الطائرات على صعيد كامل أسطول الشركة واستخدام سجاد أخف وزناً، وتنقيح حمولات التموين بالأطعمة والمشروبات بناءً على العدد الفعلي للمسافرين على متن الطائرة، وتحديد كميات مياه الشرب المحمولة على الطائرة بناءً على المتطلبات الفعلية.
وساهمت الإجراءات المحسنة لغسل محركات الطائرات على فترات منتظمة لإزالة الرواسب البيئية، التي تزيد من الحمل على المحرك، في تحسين الكفاءة بنسبة 0.5 في المائة.
وتطبق الاتحاد للطيران برنامجاً للأفكار المبتكرة المخصصة للاستدامة وخفض الكربون، والذي يتم تنقيحه من خلال التعديلات التشغيلية المستمرة وكذلك عبر المشاريع الطويلة المدى مثل مشروع تطوير الوقود الحيوي للطائرات.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد للطيران قد أعلنت في يناير 2019 عن انطلاق أول رحلة طيران تجارية في العالم مشغلة باستخدام وقود مستدام تم إنتاجه محلياً في دولة الإمارات من النباتات المزروعة في المياه المالحة، في إطار المشروع الرئيسي الذي يقوده “اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة”